أعرف الكاتب والأديب الكبير جمال الغيطاني وأنا طفل صغير وقعت عيناي علي شخصه الطيب النبيل ونحن في المنفي الاختياري الذي بدأت أولي محطاته في عاصمة الضباب لندن منذ هذا اليوم وأنا حريص علي قراءة كل ما يكتب هذا الفنان العاشق لتراب الوطن ولكنني اليوم وبالصراحة اللي في زماننا أصبحت كثيرة أقول لحضراتكم وأقر وأعترف بأنني لن أقرأ حرفا للغيطاني بعد اليوم وإذا صادفني طيفه في محطة فضائية أو إذاعية أعد حضراتكم أن استعين بالريموت كنترول لكي أصرفه. وأصل الحكاية ان جمال الغيطاني الأديب كان يبهرني وهو يأخذني إلي عالمه الساحر في »التجليات« و»الزيني بركات« و»حراس البوابة الشرقية« وأمتعني في »حكايات الغريب« التي تحولت إلي عمل فني خلد الجندي المجهول في صراعنا مع أوسخ بني البشر في إسرائيل ثم في »ذكر ما جري« ولعلي هنا أتوقف لأن الغيطاني ومنذ فترة يذكر ما جري لنا وجري علينا بشكل ولأول مرة يدخل علي قلبي وعلي عكس ما تعودت الحزن والاكتئاب والغم والهم وكأنني علي رأي أبويا الجميل السعدني الكبير رحمه الله أرملة فقدت سبعها فأخذت ألطم الخدود وأشق الجيوب فقد حكي لنا الغيطاني ما جري لآثار مصر من تجريف منهجي علي أيدي إخواننا في العروبة في قطر السعيدة وهنا ليسمح لي القارئ العزيز اللبيب الذي هو بالإشارة يفهم ان أنقل له صورتين مختلفتين من هذه الدولة التي طلعت لنا البخت وكل أمجادها كانت وبلاقافية شقة متواضعة حطوا فيها أجهزة بث أخبار كانت نشيطة ومختلفة ومتطورة وهي صورة طبق الأصل من المحطة التي أنشأها خالد الذكر جمال عبدالناصر »صوت العرب« وهي المحطة الراديو التي من خلالها بث جمال عبدالناصر روح الوطنية والعزة والكرامة في اتحاد عالمنا العربي الكبير ولكن من خلال الشقة القطرية جاءت محطة الجزيرة وكان هدفها الأسمي هو الانتقام من الكيانات الكبيرة في أمة العرب وجلب ثروات العرب وجلب ثروات كل دولة إلي حيث يجلس الشيخ القطري الفرحان بشبابه فمن ليبيا استولوا علي الذهب الأسود ومن مصر ينقل لنا الأستاذ جمال الغيطاني وقائع وأحداث النهب المنظم لما تحتضنه مصر من آثار وأول القصيدة كان متحف البريد الذي أفاض في وصفه وشرحه أستاذنا الكبير علي مدي عدة أيام هذا المتحف ذهب بقدرة قادر إلي دولة قطر ويبدو من كلمات استاذنا الكبير انه لم يذهب إلي هناك من أجل الزائر القطري المتلهف علي الفرجة أو الباحث عن المعرفة لا سمح الله ولكنه ذهب بقصد الإقامة أي والله وفوق ذلك التجنس أيضا.. أي الحصول عقبال عندكم علي الجنسية القطرية وهي حلم لو تعلمون بعيد المنال.. فيصبح المتحف البريدي المصري بقدرة قادر قطري الجنسية مثله مثل الرباعين البلغار الذين تجنسوا بالقطرية ولعبوا باسم دولة قطر وفازوا ببطولة العالم في رفع الأثقال ورفعوا علم قطر مع أنهم لا يعرفون شارعا واحدا من شوارعها وليس لهم أصدقاء أو حتي معارف فيها، وهكذا أيضا سيصبح حال متحف البريد المصري الذي كنت أتمني لو أننا عملنا له حفل وداع وعزفنا له حتي ولو مزيكة حسب الله وألقينا عليه نظرة الوداع وأخذنا علي الأقل ولو تصويره واحتفظنا بها من باب الذكري والعشرة التي لا تهون إلا علي ابن الحرام.. وبمناسبة ابن الحرام هذا فإنني أحب أن أؤكد انه موجود وربما معروف وهو يا حضرات السادة والسيدات الشخص والأشخاص الذين سهلوا لهذه الدولة التي أساسها شقة وشوية كاميرات وهي دولة كل تاريخها هو نفسه قناة الجزيرة التي تبث من هذه الشقة.. أقول ابحثوا عن ابن الحرام الذي سوف يمكن دولة الجزيرة القطرية من الاستيلاء علي تاريخنا وعرق أجدادنا وثروتنا التي لم نعثر عليها بالحفر والتي تساوي بالتأكيد كل أبيار الجاز والغاز وإن كانت ليست لها رائحة الغاز الذي اشتمه من هذه الصفقة الحرام التي وقعها ابن الحرام.. وفي النهاية أحب أن أذكر حضراتكم بصورة قطر الأخري التي رسمها العم هيكل.. والذي أطلق عليه السعدني رحمه الله أعظم صحفي أنجبته أمة محمد! مش عارف أقفل وأقول ايه.. البقية في العدد القادم ولا البقية في.. حياتكم!