أسامة شلش كلنا مسئولون عما حدث في بورسعيد بسوء معالجتنا للاحداث منذ مأساة المباراة ووفاة 47 مشجعا من التراس الاهلي. وقفنا نتفرج علي التصعيد من الجانبين كل منهم يتوعد الآخر بالحرق والقصاص الرادع وكأننا في غابة حتي جاء يوم اعلان الاحكام ولم نتخذ الاحتياطات الكفيلة مسبقاً لمنع كوارث جديدة قد تنتج عنها لنشهد مجزرة مروعة لاتقل عن مأساة الاستاد نفسها . فما حدث في بورسعيد كان متوقعاً فقد اعلنت روابط التراس مصراوي عن غضبها مسبقاً واتساءل تري ماذا كان سيحدث لو كان الحكم علي غير هوي التراس اهلاوي وهم بحجمهم الكبير واصرارهم علي القصاص يملأون كل مدن مصر هل كانت مصر قد احترقت بما كتبوه واعلنوه عن صور القصاص العادل في رأيهم؟ لم نقدر حجم التهديدات من الطرفين لاننا لم نحاول نلم الشمل أو نعالج الامور بحكمة العقلاء فتركنا النار تأكل في الجبهتين تحرض هذا علي ذاك مع ان الذي سيدفع الثمن هو مصر كلها التي باتت يوم 1 فبراير 2102 ويوم 62 يناير الماضي حزينة تبكي ابناءها من الضحايا قتلي ومصابين..كل طرف من الطرفين كان بفعل التصعيد لديه النية علي الغاء العقل إذا لم يعجبه الحكم الذي كان يحمل قبل صدوره الاحتمالين الادانة أو البراءة حسبما تقول الأوراق المعروضة. وصل الحد الي ان يقول الطرف الاول أنه سيثأر ويطبق شرع الله بنفسه إذا لم يعجبه الحكم ولم يفطن إلي أن ولي الامر هو صاحب الولاية في ذلك ووصل بالطرف الثاني لحد إطلاق التهديدات بالفوضي وكأننا في الغابة ولسنا في وطن.. واقع الاحداث خاصة خلال اليومين الماضيين يؤكد أن هناك طرفا آخر كان يشعل النار ويؤجج سعيرها مستفيداً في الحالتين وللاسف لم نحاول أن نعرفه ونوقفه عند حده كانت الاعلانات علي الحوائط دم بدم والقصاص القصاص ثم كان التهديد الأكبر علي مواقع التواصل بالإطاحة المباشرة برءوس سوف تقطع يوم الحكم.. كل ذلك ونحن نتفرج ومازلنا وللاسف تدفع الشرطة الثمن وحدها فهي المتهمة دائماً وهي المسئولة مباشرة مع انها ضحية من الضحايا وقفنا ضدها عندما هاجموا مقراتها واقتحموها وقلنا أنها الجاني ء مع أنها اول من قدم الشهداء في كل معاركها سواء مع الارهاب أو مع البلطجة بل حتي في ملاعب الكرة، رأينا كيف تهان وتضرب وتؤلف لها الأغاني التي تحقر من شأنها.. نحن المسئولون عما حدث ويحدث لاننا مع الاسف نتكلم ولانفعل شيئا لا نواجه المشاكل ولا نبحث عن حلها.. أنني اتعجب من تصريحات وزير الداخلية الجديد من انه طلب من الشرطة توخي اقصي درجات ضبط النفس بدون سلاح أو معدات. كيف اذن ستؤدي دورها وكيف نطالبها بحماية الأمن وهي لا تملك اي وسائل للدفاع عنها أو عن المنشآت أو حتي عن نفسها.. الشرطة تدفع ثمن اخطائنا ونحملها فوق طاقتها. أين العقلاء منا يبحثون لنا عن حلول قبل ان يضيع الوطن ويتفرق.