إذا لم تُجفف منابع سرطان الإرهاب في سيناء، فإن الخطر الداهم الذي يهددها سوف يتجاوزها ليصبح تهديدا لأمن ومستقبل مصر كلها. لابد من اعتماد استراتيچية لتجفيف منابع الإرهاب، دون استثناء، بداية بإغلاق الأنفاق فورا بالمعني الحرفي للكلمة- مرورا بإعادة نظر صارمة وسريعة في كشوف من خرجوا من المعتقلات وكانت وجهتهم سيناء، دون إبطاء، وليس انتهاء بتعديل اتفاقية كامب ديفيد لسد كل الثغرات التي تجعل مواجهة الإرهابيين وحصارهم وتصفية جيوبهم أمرا ممكنا، لا مهمة مستحيلة. تقارير عدة اشارت إلي ان سيناء كانت المقصد المفضل لمن شملتهم قرارات عفو، وبينهم المتورط في جرائم قتل أو الاتجار بالسلاح وتهريبه، وكانت التربة في سيناء خصبة ليبذروا فيها سمومهم، وتلقفتهم إيادٍ خارجية وجدت فيهم ضالتها المنشودة. تجفيف المنابع- إذن- يقطع الطريق علي كل من تسول لهم أنفسهم توظيف العناصر الإرهابية من الداخل، أو التمادي في ضخ المزيد منهم عبر الانفاق، ولا خيار آخر أمام صانع القرار إذا كانت ثمة جدية في اعتماد هذه السياسة. ثم ان استراتيچية التجفيف ضرورية- أيضا- لاستباق أي خطط لاختراق الأجهزة الأمنية، والمنطق يقول انها خطوة مستهدفة من جانب التنظيمات الإرهابية، إذا ما سارت الأمور دون الضرب بلا هوادة ، استهدافا لمنابع الارهاب لاقتلاعه من الجذور. الخوف من عودة مناخ العنف في تسعينيات القرن الماضي، لا يجب ان يكون عائقا أمام انتهاج سياسة تجفيف المنابع - علي الأقل- لأن البادي أظلم.