الليل كان حالك السواد، النهار سماؤه ملبدة بالغيوم.. اليأس يسيطر علي الجميع.. بصيص الأمل عزيز علي العيون.. الأيدي مرفوعة إلي السماء.. فلا أمل إلا عند خالقها.. العدو يحكم السيطرة علي الضفة الشرقية وأبواقه تنشر السم الزعاف لا أمل في نصر.. ولا حيلة لمحو آثار الهزيمة.. عليكم ان تقنعوا بما وصلتم اليه.. هذا قدركم.. علي الضفة الشرقية سلاح العالم مسخر لهم لحمايتهم ليظلوا كما هم الي ما شاء الله.. عمليات محدودة يقوم بها ابطالنا يبعثون الامل فينا.. العدو يرد وينتقم، يسيل دماء الاطفال في بحر البقر.. يمزق اشلاءهم.. في همة لا تعرف اليأس منصات الصواريخ ينصبها ابطالنا علي طول الضفة الغربية للقناة، اسلحة الحرب النفسية تتزايد.. لا فائدة الأمل ضاع.. المستحيل هو القائم، خط بارليف لا تؤثر فيه ولا القنبلة الذرية فكيف تعبرونه.. لا تفكروا في سيناء بعد اليوم.. القيادة المصرية تنهي التواجد السوفيتي علي ارض مصر، السلاح كان منهم، خبراؤهم يخططون.. اذن ماذا سنفعل.. هذا حالنا حتي صباح السادس من اكتوبر.. وبعد الثانية ظهراً ينطلق الحق ويغرد صوت الراديو ابطالنا عبروا القناة.. رفعوا علم مصر علي الضفة الشرقية.. احدثوا الثقوب في خط بارليف بخراطيم المياه.. يا عبقرية مفكرينا ويا إلهام الخالق.. الحق لابد ان ينتصر فالباطل لا يدوم.. وكانت الصيحة المدوية الله اكبر زلزلت كيانات العدو وملأتهم بالرعب ففروا يطلبون النجاة وأحلامهم تتطاير فوق رؤوسهم وخلال ساعات قليلة تحطمت اسطورة العدو الذي لا يقهر علي زئير جنودنا البواسل الذين عبروا يرددون الله اكبر، سلمت حناجرهم وشهداؤهم عند خالقهم في عليين وتحية لمن خطط وأحكم خداع العدو.. وتحية لمن طار قائداً وانتصر.