محمد حسن البنا علي الرغم من ازدحام جدول الزيارات الخارجية للرئيس محمد مرسي.. إلا أن برنامج العمل الداخلي يحتاج منه إلي المزيد من الاهتمام. ب لقد بدأ الرئيس ولايته الأولي بزيارة المملكة العربية السعودية وهي بلاشك زيارة بروتوكولية مهمة ثم تبعها بزيارات خارجية في غاية الأهمية من بينها حضور القمة الافريقية في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا.. وكان من نتائجها عودة العلاقات المصرية - الأفريقية إلي مجراها الطبيعي متزامنا مع الحفاظ علي منبع ومجري نهر النيل شريان الحياة لمصر وكانت الزيارة علامة تاريخية تسجل للرئيس مرسي. ب وامتدت الزيارات الخارجية ليعود إلي مكةالمكرمة، حيث القمة الإسلامية.. ثم يشد الرحال خلال أيام إلي الصين ويعود منها إلي طهران حيث قمة عدم الانحياز.. وبعدها يستعد للسفر إلي نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.. ويستكمل زيارته لأمريكا بدعوة من الرئيس أوباما.. وهكذا يكون الرئيس مرسي قد حقق رقما قياسيا في الزيارات الخارجية في فترة وجيزة مع بداية حكمه. ب وإن كنت أري ان لهذه الزيارات أهمية إلا انني أري ان الوطن يحتاج إلي البدء في إعادة بناء مصر.. الوطن يحتاج إلي جهد مضاعف من الرئيس.. لهذا كان من الممكن أن يتولي وزير الخارجية محمد كامل عمرو مسئولية هذه المهمات مع بداية عهد الرئيس مرسي. ب الوطن يحتاج إلي تشكيل مؤسساته الدستورية.. قد يقول قائل إن الجمعية التأسيسية تعمل دون توقف لإنجاز مهمة الدستور الجديد لمصر.. لكن الجمعية تحتاج إلي غطاء قانوني أو شرعي يؤكد صحة عملها بعدحل مجلس الشعب.. حتي لا يضيع جهد الجمعية هباء. ب الوطن يحتاج إلي تشكيل نهائي واضح للفريق الرئاسي.. وقد بشرنا الدكتور ياسر علي المتحدث الرئاسي بأنه سيصدر خلال ساعات.. لكن الملاحظ أن ولادته متعسرة!. وما كنت أود أن يكون متأخرا عن وقته الطبيعي والمنطقي.. لأن في التأخير غير المبرر خطورة، قد يخرج الوليد مخنوقا بالحبل السري.. وقد يكون وزنه ثقيلا غير مقبول!. ب وأعود إلي الوطن الذي يحتاج إلي برنامج تنفيذي واضح لمشروع النهضة الذي حمله الرئيس مرسي في الانتخابات.. المسألة تجاوزت مرحلة الرؤية والاستراتيجية والخطة والتكتيك.. المسألة الآن تحتاج إلي تنفيذ.. ولن يتم التنفيذ إلا من خلال حكومة قادرة لا تستهلك قوتها في القضايا اليومية السريعة وإن كانت علي قدر كبير من الأهمية بل تسعي إلي المشاركة الفعلية من المجتمع المدني بما يضمه من أحزاب ونقابات وجمعيات ومنظمات.. اضافة إلي مشاركة فاعلة من المواطنين. الوطن يحتاج من الرئيس مرسي وحكومة د. هشام قنديل أن يعيدا تشكيل المجالس الشعبية المحلية لكي تساهم في إعادة بناء مصر.. ولن يتم ذلك إلا بتعميق مفهوم المواطنة والانتماء لتراب الوطن.. وأيضا من خلال الشفافية والوضوح والصراحة والمساءلة والمحاسبة.. وهي عناصر مهمة للحوكمة. الناس في بلدي تريد أن تعرف من الرئيس كيف يفكر لعودة السياحة.. وكيف يفكر في عودة الاستثمار وكيف يجذب مدخرات المصريين العاملين بالخارج للبنوك.. وبالتالي كيف تشارك البنوك الوطنية في إقامة المشروعات الصغيرة والكبيرة!. ب أسعدني نجاح الحكومة في بدء إجراءات تعيين مليون خريج.. ولكن ماذا هي فاعلة في الملايين الأخري التي لا تعمل؟!.. وماذا هي فاعلة في توفير السكن المناسب للشاب الذي يريد أن يستقر علي سنة الله ورسوله!. ب أمور كثيرة.. يحتاج المواطن أن يسمع إجاباتها من الرئيس شخصيا.. عبر خطاب مباشر أو موجه.. أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة.. وأنا اعتبر هذه الأسئلة مني حوارا مفتوحا للرئيس مرسي.. و»الأخبار« عهدت علي نفسها أن تكون لسان حال المواطن في مصر وخارجها.. في المدينة والريف والنجوع.. وحتي المصريين المغتربين في الخارج. ب وفي ختام هذا المقال أدعو زملائي في مختلف الصحف والفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي.. أن يفتحوا صفحة جديدة للتواصل مع الرئيس المنتخب بإرادة الأغلبية من المصريين من أجل بناء مصر.. لأن الإعلام هو منبر الرأي الحر للمواطن قبل أن يكون للإعلامي. ب