مما لا شك فيه أن فوز الرئيس الدكتور محمد مرسي كان مفاجأة بعد مظاهرة التأييد الضخمة للفريق شفيق ليلة إعلان النتائج. أولاً: من يستحق النياشين اليوم إذا عدنا بالذاكرة أيام وأسابيع وشهور قبل إعلان النتيجة، أتمني أن تبقي في ذاكرة شعبنا تلك الحملة الضارية وشعارات الهجوم والسباب والتشكيك في المجلس العسكري وأعضاءه ورئيسه المشير طنطاوي، وكذلك اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشارين فاروق سلطان وحاتم بجاتو، وأيضاً المحكمة الدستورية العليا... كل هؤلاء عانوا من حملة التشكيك بل والتخوين وقابلوا كل ذلك "بصبر أيوب" وترفع بمستوي ردود فعلهم مكتفين بإعداد وإصدار الإجراءات العملية المشروعة. إذن فوز الرئيس مرسي في نهاية المطاف يضع نياشين علي صدر المجلس العسكري والمشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان، ونياشين أيضاً علي صدر اللجنة العليا للانتخابات ورئيسها المستشار فاروق سلطان والمستشار حاتم بجاتو، والمحكمة الدستورية العليا ومستشاريها الأجلاء وهناك نيشان آخر يستحقه الفريق أحمد شفيق بتوجيهه التهنئة إلي خصم الأمس الرئيس د. محمد مرسي لأنه أعطي بذلك الدليل علي أنه رجل دولة يمارس تقاليد الديموقراطية في أعرق الدول. ثانياً: أولويات برنامج الرئيس أعتقد أن أولويات برنامج الرئيس محمد مرسي تبدأ: الأمن والاستقرار سيكون من يفرض عليهم احترام الأمن والاستقرار هم الخارجون عن القانون والمعتصمون بدون حق وبلا نهاية ويطلبون من ميزانية الدولة أن تستجيب بلا حسابات فيختل رصيد البنك المركزي. ولي نصيحة شخصية للرئيس مرسي في التعامل مع دوسيه إصلاح نظام الشرطة والبوليس ألا يتعامل معه بروح الانتقام وتصفية الحسابات ولكن بروح رجل دولة بحساب الاحتياج لهم لحماية أمن المواطنين ونترك للقانون وحدة محاسبة المسئولين منهم. وليت رئيس الدولة - من أجل أن يدخل الطمأنينة إلي قلوب الجميع - حينما يتحدث عن الشهداء الذين تنحني رؤوسنا لهم جميعاً أن يذكر أنه كان هناك شهداء من رجال البوليس أيضاً. الاقتصاد.. الاستثمار.. السياحة ولقمة العيش لقد طال انتظار دوسيه الأولوية المطلقة لاقتصاد هذا البلد بعد توقف عجلة تنميته.. وأيضاً تشجيع الاستثمار في الداخل والخارج ولن تأتي الاستثمارات من الدول العربية والأجنبية قبل أن يطمأن المستثمر المصري إلي استقرار القوانين والنظم الضرائبية وقبل ذلك حماية الأمن والاستقرار.. والاستثمار والأمن والاستقرار سيكون الضمانة لعودة السياحة إلي بلادنا المصدر الرئيسي للدخل.. ورجاء حار للرئيس مرسي أن ينفي ويرفض استعمال "فزاعة الدين" لضرب السياحة .. ولنترك السائح الأجنبي يعيش علي أرض مصر بثقافته وتقاليده وليطبق مسلمي وأقباط هذا البلد تعاليم أديانهم دون أن يفرضوها علي غيرهم.. كل ذلك القصد منه حماية لقمة العيش والحد من البطالة التي تهدد مستقبلنا. المصالحة الوطنية ليت الرئيس مرسي يمد يده إلي الجميع كما أعلنها ويؤكد أن الانتقام والثأر من الماضي لن يكون لمصلحة هذا البلد، وليته أيضاً يتجرأ ليقول بأنه علي استعداد للاستفادة من كل من لديهم خبرة وقدرات وأن نجد طريقة مشروعة وذكية لإعادة فحص دوسيهات من ثقلت موازينهم فغلبت حسناتهم علي سيئاتهم "المفترضة"، فلنفحص- مثلاً- حالة الوزير السابق رشيد محمد رشيدوبعض أفكاره الخلاقة في دعم التجارة الخارجية والتصدير..، وكذلك الوزير السابق أحمد المغربي بإدارته المتميزة للإسكان وقبل أن يكون وزيراً عرفه العالم الخارجي بقدرته أن يكون قوة مصدرة للخضروات والفواكه بنوعية نافست كثير من الدول. ولم لا نبحث العلاقة بين سياسة د. بطرس غالي وقوة احتياطي البنك المركزي في سنوات ما قبل الثورة مع تقييم جدي لدوسيه الخصخصة ماله وما عليه. وخير من يستطيع أن يتولي دوسية المصالحة الوطنية في هذا الصدد هو العزيز المهندس خيرت الشاطر ". وما دمنا أمام أمل المصالحة الوطنية وميزان العدل الذي لا يخطئ، فهل من الممكن أيضاً أن نتساءل هل من المعقول أن يكون رجل القانون د. فتحي سرور مسئول عن معركة الجمل؟ من ينظر نطرة عميقة إلي هذا الوطن سيكتشف أن هناك نوعان متناقضان من البشر: النوع الأول اختاروا التميز والعلم والجهد والعمل والإنتاج، أما النوع الثاني فهم أبناء هذا الوطن الذين تختاروا الكسل وكره الآخر والجهالة والعنف. نريد معجزة أن يعلم الفريق الأول الفريق الثاني ما لديه من خبرات وقدرات، وبجانب كل ذلك أن نضع نظاماً حازماً وحاسماً يحاسب المخطئ بلا هوادة ويعطي شهادة تقدير واجبة لمن يعطي غيره من عطاء وعون.