أولاً: ليس انقلاباً وكأن هناك اتفاقا غير مكتوب بين جهات أجنبية ومجموعات سياسية في الداخل وعلي رأسها 6 أبريل. هذه الحملة التي بدأت بتعبير استعاره الأمريكان والإنجليز من الفرنسيين Coup d ص etat وتبناه من البداية التليفزيون الأمريكي CNN وتبعه في اليوم التالي ال New York Times ثم الصحافة البريطانية وعلي رأسها the guardian وكذلك The Observer. وانضم للحملة أهم مؤسسات الفكر الأمريكية وعلي رأسها ال Think Tank الذي يحمل اسم معهد واشنطن للشرق الأوسط ويعتبر أهم مؤسسة موالية فكرياً لإسرائيل، وكذلك مركز Carnegie للدراسات الدولية والسلام الذي شارك في دوراته عمرو حمزاوي، وأيضاً مركز Brookings. وفي الأيام التالية وبقوة تقليد "البغبغانات" انضمت صحف أوروبا وفرنسا بالذات وعلي رأسها Le Figaro وLe Monde. وجاءت الأصوات من الداخل وصيحات الحناجر تكرر كلمة Coup d etat أو انقلاب التي اخترعها الإعلام الغربي. يا سادة ما حصل ليس انقلاباً ولكن مجموعة قرارات علي مستوي المسئولية من رئاسة الدولة أي المجلس العسكري ونلخصها في القرارات التالية: نزول قوات الجيش وبالذات الشرطة العسكرية إلي الشوارع والمدن والقري يقودها الهمام والوطني اللواء حمدي بدين لحماية المواطن في الشارع من تصرفات منتظرة وأعلن عنها من جانب الخارجين عن القانون وبعض الجماعات السياسية والدينية. تقرر أن يوكل إلي الجيش والبوليس بقيادة اللواء المنضبط محمد إبراهيم وزير الداخلية أن يحمي إرادة الناخبين من التزوير. صدور قرار أن تمارس الشرطة العسكرية والبوليس سلطة الضبطية القضائية كردع مسبق للخارجين عن القانون قد يمنع وقوع صدام درامي يسقط فيه المزيد من القتلي والجرحي. ثم جاء التنبيه الأخير من جانب المجلس العسكري بأن قوات الجيش والشرطة ستمارس مسئوليتها بلا تردد تجاه كل القوي التي ستحاول خلق انفجارات وصدامات بعد إعلان النتائج. ومارس المجلس العسكري سلطاته بإصداره الإعلان الدستوري الذي حدد سلطات رئيس الجمهورية في المرحلة القادمة وكذلك القرارات الأخري المكملة. بلغة العقل أقول أمام الأصوات المجنونة أوالمريضة أو التي لها أجندات غير وطنية... هل حماية المواطن والصندوق والأمل يعتبر Coup d etat، وأقول لكل من خططوا في الداخل والخارج ومولوا أن تكون مصر مثل تونس أو ليبيا أو اليمن... لا يا سادة مصر ليست ولن تكون مثل تلك الدول ليقرر مصيرها الجماعات الإسلامية... يا سادة الفارق الكبير بين مصر وغيرها من الدول يكمن في أن مصر لديها جيش وطني بتاريخ عريق وطويل يمتد إلي أعماق التاريخ... والفارق الكبير أيضاً في شعب مصر الواعي الذي فهم لعبة من أرادوا لمصر شراً.. وستظل مصر دائماً آمنة ومحفوظة كما قال تعالي: »وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين«. ثانياً: الأيادي النظيفة لعبد الناصر ومن حوله في حديث تليفزيوني لأخي وصديقي د. محمود جامع تعرض لتاريخ الرئيس والزعيم جمال عبد الناصر، وكيف أنه أغمض عينيه عن انحرافات لبعض أقاربه. وهنا أختلف مع الدكتور محمود جامع حول نقطة أجمع عليها المؤرخون والشاهدون علي عصر عبد الناصر وهي نظافة وطهارة يد الزعيم، لدرجة تصل إلي ما نسميه شعبياً "الحنبلة" لتشبثه بنظافة اليد. وتقييم أي زعيم في هذا الصدد يكون بنظافة يد المقربين جداً منه.. وهنا أتكلم عن نماذج عرفتها عن قرب وعلي رأسهم السيد سامي شرف سكرتير الرئيس للمعلومات والذراع اليمني له وكاتم أسراره.. والذي أنشأ نظام معلومات علي المستوي الداخلي والخارجي وكان قدوة ونموذجا. وشهدت كيف أن أحد رؤساء المؤسسات الإعلامية "المنحرفين" تعمد أن يتأخر في إعطاء شقيقة سامي شرف حقوقها.. حتي يضطر سيادته للاتصال برئيس المؤسسة لإنصاف أخته، وحينئذ يتم التعارف بين ذلك الإعلامي المنحرف وسامي شرف الشخصية القوية القريبة من الرئيس، ولم يستجب سامي شرف للمناورة الشريرة وترك أخته دون حماية لحقوقها حتي لا يقال أن رجال عبد الناصر يستعملون نفوذهم لخدمة أقاربهم حتي ولو كان ذلك رفعاً لظلم وقع عليهم. ومن ينسي السيرة النظيفة والطاهرة للدكتورة هدي عبد الناصر وزوجها حاتم صادق وعطاءهم في إنشاء مركز الدراسات الاستراتيجية للأهرام. هذه بعض نماذج مشرفة ممن عملوا بجانب الزعيم جمال عبد الناصر.