د. على السمان أولاً: المفتي وزيارة المسجد الأقصي "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَي مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" لقد كانت صدمت لي حين رأيت كيف أن أنصار التعجل في الحكم علي الأمور يهاجمون دون علم أو تهذيب العالم المستنير الدكتور علي جمعة. ويهمني أولاً أن أقول وبصراحة أن موضوع زيارة المسجد الأقصي هو موضوع خلافي منذ وقت طويل، فالبعض كان يعتقد دائماً وعلي رأسهم الدكتور العالم الجليل د. محمود حمدي زقزوق الرئيس السابق للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية أنه يجب أن نذهب إلي المسجد الأقصي من أجل حماية وإثبات حق المسلمين فيه. وأنه ليس من السياسة أن نتعامل بمزاجية المقاطعة أي أن أدير ظهري للواقع فيقول الخصم في نفسه: "خير وبركة ارتحنا من احتمال وجودهم". ونعلم أن القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني للتعبير عن الحق ممثلة في شخص الرئيس محمود عباس تطالب المسلمين بإلحاح بزيارة المسجد الأقصي حتي لانخضع لسياسة الأمر الواقع الإسرائيلي. وعودة الآن إلي ما قاله الدكتور علي جمعة شارحاً أسباب زيارته إلي القدس وأنه كان ضيفاً علي أمير الأردن، وأنه استعمل القنوات الشرعية الأردنية لكي يدخل إلي القدس، ولم يتعامل مع القنوات الإسرائيلية وعلت أصوات أخري من علماء المسلمين أيدت وجه النظر الفلسطينية وبقي بطبيعة الحال من يبحثون عن المشاغبات السياسية والرغبة في طعن رموز المؤسسات الإسلامية. ومن يدري فربما بهجومهم علي المفتي يريدون أن تنتقل شرعية المؤسسات الإسلامية في مصر من الأزهر الشريف ودار الإفتاء إلي مجلس شوري الجماعة...!! ومن كرم الله أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية عبرا عن رفضهما مبدأ زيارة القدس ولكنهما لم يهاجما الشيخ علي جمعة. وقد سعدت بجرأة إمام جامع الأزهر وهو ينتقد الهجوم الموجه للدكتور علي جمعة معتبراً أن التطاول علي رموز الأزهر لا يراد به وجه الله، وأضاف أنهم اليوم يتطاولون علي الرمز وغداً سيهاجمون المؤسسة، ثم شرح بوضوح أن زيارة المسجد الأقصي في حكم الشرع ليس فيها أي تحريم أما وجهة النظر السياسية فتختلف فيها الآراء، وأضاف أنه لو أتيحت له فرصة زيارة الأقصي سيذهب شريطة ألايتم ذلك بتأشيرة إسرائيلية. ثانياً: لا حصانة لمصري أخطأ او أجرم في السعودية إنني أعجب للتقاليد التي اعتدنا عليها منذ يناير العام الماضي والتي منها أن نهاجم ونسب قبل أن يأتي إلي علمنا الحد الأدني من المعلومات: الجيزاوي الذي تم القبض عليه عند وصوله إلي المملكة العربية السعودية كان يحمل معه 12 ألف قرص مخدر الجيزاوي لم يحكم عليه ولكنه مازال قيد التحقيق بمباحث إدارة المخدرات بشارع الصحافة بجدة من الإفتراء القول بأن حقيبة المخدرات دستها السلطات السعودية لأن المتهم أحمد الجيزاوي اعترف أن أحد المسؤلين بالشركات الخاصة في مصر التي يتعاون معها هي التي أعطته الحقيبة ليسلمها لأحد الأشخاص في مدينة جدة، مما يعني أنه كان يجهل ما بداخل الحقيبة، أقل مايقال أنه يجب التحقق بدقة من صحة هذا الكلام. أكد نائب السفير المصري المستشار محمد سمير بأن السلطات السعودية سمحت لزوجة الجيزاوي بزيارته في محبسه وأنها اطمأنت عليه تماماً. كما أكد نائب السفير علي حسن معاملة السلطات السعودية له. للذين لم يعشوا تاريخ مصر أذكرهم بالدور المعطاء والعملاق للملك فيصل وقت حرب أكتوبر بجانب الرئيس السادات حينما قرر مقاطعة تصدير البترول إلي الغرب ولم تغفر أمريكا لعاهل المملكة هذا الموقف المعادي أساساً لإسرائيل. ثالثاً: رسالة شكر إلي محافظ الجيزة أقول شكراً للدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة الذي قام بالسرعة المطلوبة بإزالة الكلمات غير المهذبة التي كتبها بعض المتهورين علي سور السفارة السعودية والتي كانت تمثل عاراً عليهم وعلينا مما يعكس درجة الوعي والشعور بالمسئولية لديه. ولمن سيتصدي لكلماتي أقول: للعلم فقط لم يحدث في حياتي أن وقعت عقدا واحداً استفيد منه مع المملكة العربية السعودية..!! وقبل أن أختتم مقالي أود أن أكرر وعدي لمحافظ الجيزة المحترم بأن يكون مقالي القادم عن محافظة الجيزة، وأشكر له تفهمه وتقديره للأولويات.