خلال أيام قليلة أشتعلت لغة الهجوم الذي قام به من فقدوا لغة العقل فرفضوا تطبيق القانون تجرأوا علي عدم احترام القضاة، وفوجئت شخصياً بالمهندس خيرت الشاطر - الذي تعودت أن أقدر ذكاءه واعتداله - يشن حملة غير مقبولة شكلاً أوموضوعاً علي المستشار فاروق سلطان فور استبعاد اللجنة العليا للانتخابات لترشيحه، وأن يأتي علي لسان الشاطر تعبيرات تعبر عن خطأ في نوع الهجوم مؤكداً أن لديه مستندات عن اتصالات بين القاضي والمجلس العسكري. هذه العبارة الخطيرة عن لسان الشاطر تعني أن الإخوان المسلمين أصبح لديهم الآن إمكانية التصنت علي مؤسسات الدولة.. باسم من؟ ومن يسمح؟ وأقولها للمجلس العسكري الذي اعتدت احترامه ليس من حقك أن تغفر هذه الخطيئة، وليس من حق القاضي المستشار فاروق سلطان ألا يذهب إلي بيت العدالة لكي يقاضي المهندس خيرت الشاطر علي هذا الاتهام الخطير. أولاً: مكانة احترام القانون في تاريخ مصر نسي الجهلاء أن أحد أسباب عظمة مصر علي مدي تاريخنا المعاصر أننا كنا أقدم الدول التي كان لها دستور وعلم أساتذة القانون فيها كل أجيال الأمة العربية علم وحرفية القانون. ونسي الجهلاء أن مصر خرج من بين أبناءها بالأمس البعيد عبد الحميد باشا بدوي بمحكمة العدل الدولية ، وبالأمس القريب العالم الدكتور فؤاد رياض عضو المحكمة الجنائية الدولية. ونسي جهلاء الأمة أن الدكتور محمود عزمي كان أحد من كتبوا ميثاق حقوق الإنسان للأمم المتحدة. ونسي جهلاء هذه الأمة اسم وتاريخ عبد الرازق السنهوري باشا الذي أنشأ مجلس الدولة في مصر بشكل يضاهي مجلس الدولة الفرنسي في الأربعينات. إذاً حينما يأتي صناع الفوضي اليوم ويتحدون تطبيق القانون باسم الثورة فهذا خلط للآوراق وتدمير لمصالح الأمة حينما تعمها الفوضي لصالح من اختاروا استعمال العنف والبلطجة وأسلوب القذف والسباب. ثانياً: من سمح لأنصار أبو إسماعيل أن يحتلوا الشارع المصري؟ نعم لقد عطلوا مصالح الناس لأن القضاء المصري قضي بعدم شرعية ترشيحه، من هو حازم أبو إسماعيل في تاريخ مصر في الماضي والحاضر حتي يسمح لنفسه أن يكون فرعون مصر و"أن يأمر فيطاع"؟ ، وأن يهدد بهدم البلد وحرقها؟ ما هذا التبجح في رفض أسانيد مؤسسات الدولة بوزارة الداخلية والخارجية وأسانيد الخارجية الأمريكية؟ من هو أبو إسماعيل؟ ومن هم أنصاره الذين يتجرأون باحتلال أرصفة مجلس الدولة ثم طرقاتها ثم قاعة المحكمة وخلق الفوضي التي تريد أن تضغط علي ضمير القاضي. من هم هؤلاء الفوضويون الذين يرفضون علناً حكم اللجنة العليا للانتخابات، ويسبون بوقاحة قضاة اللجنة؟؟ إلي السادة الذين يحكمون مصر أقول أن دوركم في هذه الدولة أن تنزلوا إلي الشارع "لكنس" صانعي الفوضي وأعداء القانون، وأقول أيضاً ثقوا أن شعب مصر قد نفذ صبره ويطالب من أعماقه أن تخلصوه من هذه الشرذمة التي سمحت لنفسها أن تسب وتهزا ليلاً ونهاراً من رموز الدولة وقواتها المسلحة ممثلة في مجلسها العسكري. ثقوا يا سادة أنه يوم أن تنعقد إرادتكم بإزاحة كابوس الفوضي سيكون الشعب وراءكم. ثالثاً: نسي "أبطال الحناجر" انهيار الاقتصاد المصري كل هؤلاء الذين يمارسون تمرينات "الحناجر والأصوات" في الشوارع وقنوات التلفزيون تكلموا في كل شيء إلا شيء واحد وهو "كيف ننقذ الاقتصاد المصري الذي هو علي أعتاب الانهيار" وخصوصاً بعدما اعتادت القوة العاملة عن الامتناع عن العمل والإنتاج واكتفوا بممارسة "موضة الاعتصامات" التي يتم تهدأتها من آن لآخر بأموال هذا الشعب. أقول لمن يحكموننا أنه يوم أن ينهار اقتصادنا سيتوجه الجميع وبعنف إلي ممثلي الدولة ليتهمونهم بأنهم سبب الخراب... ثم نذهب جميعاً إلي الانتحار الجماعي بسبب غياب الوعي وعدم جرأة وسرعة اتخاذ القرار للتصدي لصناع ومجرمي الفوضي أعداء القانون والقضاة الأجلاء. رابعاً: "الإسلام هو الحل" ليس هو الحل...! أهدي هذا الشعار إلي عقلاء الإخوان المسلمين وعلي رأسهم مهدي عاكف المرشد السابق للإخوان وإلي محمد حبيب نائب المرشد العام لأقول أنه في بلد فيه ملايين من الأقباط و من الليبراليين وأنصار الدولة المدنية ليس هذا هو الوقت الذي نختار فيه شعار "الإسلام هو الحل".