منذ شهور وفي أكثر من حديث مكتوب وتلفزيوني تجرأت أن أعلن أنني أفضل لرئاسة مصر مرشحاً ذا جذور عسكرية لأن أكثر ما نحن في احتياج إليه هو الاستقرار والأمن والضبط والربط، وإلا فلا أمل في إنقاذ الاقتصاد المصري من الغرق وبالتالي كان ذهني يذهب إلي اللواء عمر سليمان رغم رفضه المتكرر للترشح، وبعد انسحاب المحترم منصور حسن ذهبت في اختياري للفريق أحمد شفيق لقدراته التنظيمية والإدارية العالية، ثم جاءت المفاجأة الكبري بترشيح اللواء عمر سليمان وتصادف عند إعلان الخبر وجودي لدي صديق عزيز في بيته مع مجموعة من الأصدقاء ينتمون إلي اتجاهات متعددة ورأيت حالة من الفرح العارم تعم الجميع بلا استثناء ثم سلسلة من الاتصالات التليفونية ويهنيء الناس أنفسهم ويهنئونني لترشيح عمر سليمان لمعرفتهم أن علاقتي به تمتد لأكثر من عشرين عاماً. واليوم لنذهب بعقل وهدوء إلي الأسباب الموضوعية التي دفعت الأغلبية الصامتة في هذا البلد إلي لغة العقل لتعلن تأييدها وابتهاجها لفرصة تولي عمر سليمان رئاسة الدولة: أولاً: لنقولها بصراحة وبصوت لا يرتعش أنه لم يعد أحد يؤيد لغة الإضرابات المستمرة والاعتصامات غير المحدودة التي تنهل من ميزانية الدولة ما لاتحتمله لنشتري هدوءهم أياماً أو أسابيع قليلة، ولم يعد أيضاً أحد يقبل أن يتحكم في الحياة اليومية للإنسان المصري الخارجون عن القانون والبلطجية فأصبح المواطن لا يأمن علي حركته ولا ماله ولا أبنائه ولا عرضه، وبحكم الخلفية العسكرية والسياسية للواء عمر سليمان فهناك فرصة كبيرة لتعود الطمأنينة إلي أبناء هذا البلد. ثانياً: للأصوات التي علت لتقول أن اللواءعمر سليمان هو رجل النظام السابق الذي اختاره مبارك أقول إن هذا الكلام فيه قدر من السذاجة ونقص في المعلومات عن الرجل ودوره خلال توليه رئاسة المخابرات العامة. من الناحية المبدئية يجب ألا نعمم كلمة "الفلول"، فكل من لهم مواقع في الدولة اليوم هم شركاء في المسئولية لما حدث من أخطاء وتجاوزات، وهل نسي الغوغائيون والمزايدون أن أعضاء المجلس العسكري الذي كان يستحيل بدونه أن تنجح ثورة 52 يناير بأكملهم قد تم تعيينهم من جانب الرئيس السابق؟ وآخرون وآخرون، وأن الهجوم علي المجلس العسكري اليوم ليس سببه أنهم عينوا في عهد النظام السابق بل سببه هو إيمان أنصار قلقلة استقرار الدولة وضرب هيبتها بأن إضعاف كيان القوات المسلحة هو انتصار للغة الفوضي، وأن يحكم الشارع من مدوا أيديهم لقبول معونات الخارج من أجل إثارة الشغب. ولن يقبل وطني في مصر أن يمس أحد كيان وكرامة جيش مصر الذي يحمينا في الداخل وعلي حدودنا، وأنا أعلم جيداً أن الذين يلعبون لعبة الأمم في أرجاء العالم العربي ينتهزون فرصة أن الجيوش في هذه المناطق ليست موحدة أو قوية ومصر تثير غيرة أعدائها لأن جيشها موحد ويقف علي قدميه قادراً علي كل التحديات. ثالثاً: تاريخ اللواء عمر سليمان لا يعرفه الكثيرون وأراد البلهاء والسذج أن يخلطوا الأوراق باتهامات باطلة حول علاقاته مع الجانب الإسرائيلي. ونسوا أن دور المسئول الأول عن الأمن القومي هو أن يفتح الأبواب مع الجميع أمريكياً وأوروبياً وعربياً وفلسطينياً وإسرائيلياً، وأن الدوسيه الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن يظل من اختصاص المخابرات العامة. علي مدي عشرين عاماً من علاقة وطيدة مع هذا الرجل يشهد الله أنه كثيراً ما اختلف في الرأي مع رئيس الدولة السابق، ولكن نظراً لاحترام الرئيس السابق لقدرات عمر سليمان ويقينه بأنه ليس لديه أي أجندة خاصة كان في كثير من الأحوال يأخذ بوجهة نظره، وليت الجهلاء يعلمون أن جمال مبارك ووالدته طالما اعترضوا وبشدة علي تعيين عمر سليمان نائباً لرئيس الجمهورية. أتمني للبرلمان- وأنا أثق في اتزان د. الكتاتني- ألا يذهب في مغامرة إصدار تشريع خاص لمنع عمر سليمان من الترشح، وأقول لهم: "لا تداعبوا الشيطان وتدخلوا في لعبة غير محسوبة". وزير التعليم لديه أيضاً خطة استراتيجية في لقاء سعدت به مع السيد جمال العربي وزير التعليم سمعت عن مبادرة جريئة لإعادة منظومة التعليم دون تغيير مواقع من كانوا في وظائفهم قبل تعيينه، وسأكرس مقالي القادم لهذا النموذج من الوزراء الذين يخططون للأجيال القادمة رغم انتمائهم إلي حكومة "تسيير أعمال".