قدرنا أن نتعارف ونتقارب ونرتبط وجدانيا وعاطفيا بالاصدقاء والزملاء والأحباب، وقدرنا الفراق فجأة، وهي حكمة وعظة من الله سبحانه وتعالي لنا جميعا، ولا دائم غير وجه الله. بالامس رحل عن عالمنا زميلنا ايهاب أبو سيف مدير التحرير بوكالة انباء الشرق الاوسط، فارس الشئون العربية عبر ثلاثة عقود من الزمان أفني خلالها عمره عاشقا لمهنة الصحافة شجاعا ومخاطرا بحياته من أجل تغطيات صحفية متميزة للوكالة من بغداد أثناء حرب الخليج وتحت القصف العشوائي للاسلحة، كان يضع نصب عينيه أنه صحفي محترف ومصري صميم وعربي مخلص، فلا يصح أن تنفرد احدي الوكالات بخبر لا يكون قد بثه لوكالته. ارتبط بعلاقات صداقة قوية بمصادره الاخبارية وبزملاء المهنة، في مصر وخارجها وفي العراق والاردن خلال عمله هناك مديرا لمكتب الوكالة، وفي المهام الصحفية الكبري كتغطية مؤتمرات القمم العربية كان فارسا في تعامله مع فريق العمل الذي كثيرا ما قاده، ومع زملائه محرري الشئون العربية في وسائل الاعلام الأخري، كان جامعا وجاذبا للكل حوله كريما في عطائه الصحفي لكل الزملاء. فارقنا ايهاب ابو سيف في وداع مهيب حرص كل الأصدقاء والزملاء والأحباب من كل الاعمار من الوكالة وخارجها، ان يودعوه الي مثواه الاخير، واكتظ مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر بالمصلين رجالا ونساء مصريين وعربا، الذين عرفوه عف اللسان ابيض القلب كريما محبا للجميع. رحم الله زميلنا الفارس الصحفي ايهاب ابو سيف، وألهم اسرته الصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون.