تناولت جريدة الجمهورية اليوم تجربة روتها د.عزة أحمد هيكل لمريض الخنازير في منزله ومراحل المرض وتجربته مع المستشفيات المصرية للتأكد من مرضه لبداية العلاج . وقالت: رواية إحسان عبد القدوس "في بيتنا رجل" والتي تحولت إلي فيلم بطولة عمر الشريف وزبيدة ثروت تستدعي قضية الكفاح ضد الاحتلال فكيف اختار شاب طريق المقاومة ولكنه بكل أسف حين دخل بيت صديقه المسالم اصبح غير مرغوب فيه والكل يعامله بخوف وحذر بل انهم فرضوا عليه العزل وعلي أنفسهم العزلة حتي خرج ذلك البطل إلي الشارع ليلقي حتفه. وعلي غرار احسان عبد القدوس وجدتني في يوم الوقفة قد صار في بيتي حالة شبيهة بتلك. فلقد بدأت ابنتي ذات العشرين ربيعا الشكوي من آلام في جسدها وبعض الرعشة فنصحتها بأن تفطر ولكنها أصرت علي اكمال صيام يوم عرفة وبعد الافطار صارت الشكوي من ارتفاع طفيف في الحرارة ومزيد من آلام في الجسد الصغير ولم تنم تلك الليلة حتي قبيل الفجر وصلاة العيد الكبير. وتقول د.عزة هيكل بالجمهورية: وبدأ قلب الأم تنتابه المخاوف والهواجس فهل هذا برد أم أنفلونزا موسمية أم خنازير وتبلورت المخاوف حين ظهر السعال ولم يصاحبه رشح في الأنف فاتصلت بأخي الطبيب والاستاذ بقصر العيني فنصحني بالتروي وتعاطي مخفضات حرارة ومضاد حيوي ودواء للسعال ثم اردف انه بامكاني إجراء تحليل مبدئي في احد المعامل الخاصة ولكن لأنه صباح يوم العيد فلم أجد اي استجابة ولا معامل تعمل فلجأت لصديقة طبيبة لديها معمل خاص فأخبرتني ان وزارة الصحة سحبت التصريح بإجراء تحاليل الانفلونزا العادية والموسمية والخنازير من المعامل الخاصة وليس أمامي سوي الصبر والتعقل والتعامل مع الحرارة البسيطة والسعال وآلام الجسد علي أن هذا فيروس انفلونزا عادي وسوف يختفي في خلال ساعات بعد المضاد الحيوي ولكن في تلك الليلة بدأ عرض الصداع وعدم انخفاض الحرارة. وتستطرد الجمهورية في سرد التجربة قائلة وفي الصباح ظهر عرض جديد وهو الاسهال فما كان مني إلا أن لجأت لخالي طبيب الأطفال وأخي طبيب الباطنة والقلب وكلاهما نصحا بالتوجه إلي معمل تحليل فلم يكن أمامي إلا وزارة الصحة ومستشفيات التأمين الصحي فذهبت بابنتي وهي تبكي خوفا وألما إلي مستشفي 6 اكتوبر بالدقي في ثاني أيام العيد الساعة الخامسة مساء فوجدت طبيب الاستقبال يجلس علي مكتب متهالك في غرفة ضيقه وأمامة صحيفة يقرؤها وبجواره طبيب يجلس مسترخيا علي كرسي خشبي ونظر الطبيب إلي ابنتي المريضة وسأل عن الحرارة فقلت لم تتعدي الثمانية والثلاثين فقال تقارير منظمة الصحة تقول إنها يجب أن تتعدي التاسعة وهذا يعني أن الأمر عادي وكتب أدوية علي ورقة صغيرة ولم يكلف خاطره أن يقوم من مقعده للكشف علي الصدر بالرغم من سعالها الشديد!!وخرجت للصيدلية لشراء الدواء وحين عدت للمنزل أخبرت خالي الطبيب بما حدث لكنه سمع صوت سعالها عبر أسلاك التليفون فانزعج وأخبرني ان التحاليل واجبة وليس أمامي سوي إجراء اتصالات عليا. وتقول د. عزة في عرضها للتجربة: فاتصلت بالصحفية الاعلامية القديرة آمال عثمان والتي بدورها أجرت عدة اتصالات حتي وجدتني في غرفة عمليات. مدير مستشفي 6 اكتوبر والدكتور عماد عزت وكيل وزارة الصحة والدكتور مجدي حسين والدكتور عوض تاج الدين ود. عبد المنعم من غرفة الطوارئ وجاءني طبيب شاب وطبيبة حتي باب المنزل لأخذ العينة وبدأ الخوف والرعب يسري في أوصالي والابتعاد والعزلة تحوطني أنا وابنتي باعتبارنا حاملين لهذا الفيروس القاتل المرعب كما تصوره وسائل الإعلام وكما يتعامل معه الجهلاء والعامة وفي مساء اليوم التالي أخبرني الدكتور عماد وكيل الوزارة بأن النتيجة ايجابية وان ابنتي مصابة بفيروس انفلونزا الخنازير ومن ثم علينا تعاطي دواء التاميفلو الذي توفره المستشفي أو الوزارة ووجدت في مصر رجالا وحكماء كلهم تعاطف وايجابية وتعاون ينم عن جوهر المصريين الحقيقي في وقت الأزمات. وقالت مستنكرة ما يحدث في التعامل مع المريض من قلة من الاطباء الذين لا يقدرون المسئولية: ولكن مشهد الأطباء الذين لم يتحرك أحدهم لاسعاف ابنتي في المستشفي الحكومي كان هاجسي الأكبر وهاجسهم فايقافهم أوتحويلهم للتحقيق أمر إداري ولكن أين ضمير هؤلاء وحكمتهم وقسم أبقراط. ولماذا وصل الحال إلي هذا الاستخفاف والتردي بين اشرف واسمي المهن الإنسانية. وهل يجب أن تكون هناك اتصالات عليا لنصل إلي إجراء تحليل فوري بعد ذلك التضارب في مظاهر الانفلونزا ودرجات الحرارة والأعراض. وفي نهاية مقالها تساءلت - وهل ذلك الفيروس الكامن اصبح يهاجم الشباب في خطر وهم اكثر المرتادين لأماكن التجمع في المدارس والجامعات والسينما والمولات والمقاهي والكافيه وكل الأماكن المغلقة. وهل العزل والعزلة والخوف من مجرد التواجد في مكان به مصاب بالفيروس يضر بالمريض وأهله أم يحقق الحماية للآخرين وذلك الفيروس يسعي في الهواء والرذاذ والأرض فسادا؟! وتناشد د.عزة هيكل بأنه بقليل من التروي والترشيد في أموال مهدرة علي مهرجانات وعلي منتخب كروي ومدربين أجانب وسفريات ووزارات ومباني قرية ذكية وغبية كان يكفي لتوفير التحليل للجميع وتوفير الدواء ودرء الداء وتحسين حال الأطباء التعساء وتطوير مستشفي حكومي واحد كل سنة أو ستة أشهر ولكن فليذهب الجميع إلي حيث مصيرهم المحتوم وليقتل من يكافح ويقاوم وليبقي الرعب في النفوس بسبب ذلك الفيروس الخنزيري اللعين.