يقولون ان رسم ابتسامة على الوجه لا يكلف شيئا، كما أنه يتطلب استخدام عدد أقل من عضلات الوجه مما يتطلبه رسم علامات الغضب والتجهم.. لكن ظروف الحياة والعمل غالبا ما تحاول أن تفرض نفسها على الإنسان، أن تقتحم حياتنا اليومية، وما على المرء في مثل هذه الظروف سوى العودة إلى حكاية التفاؤل والنظر إلى النصف الملآن من الكأس، وليس إلى النصف الفارغ، وهو واحد في الحالتين. «السعادة كيف نحققها؟» كتاب من تأليف سونغا ليوبوميرسكي أستاذة علم النفس في جامعة كاليفورنيا- ريفر سايد. تقول المؤلفة ان المسألة ليست بالصعوبة التي يتصورها البعض. ففي حالة الموظف مثلا، تورد المؤلفة هذه النصائح من أجل تحقيق السعادة في العمل : عبارة «صباح الخير» تقولها لزميلك في العمل قد تكون المفتاح السحري ليوم حافل بالتفاؤل والراحة النفسية.. قلها، فهي لا تكلف شيئا. واجه الآخرين بالابتسام، فليس هناك أي موجب للتجهم. ركز على حقيقة ما تنجزه في عملك. استحسن ما تقوم به، وتذكر هؤلاء الأشخاص الجيدين حولك ربما يكون رئيسك المباشر بينهم، أو زميل أو أكثر من الذين يعملون معك. خذ المسألة من ناحية مختلفة، فقد تكون محظوظا من كون منزلك غير بعيد عن مكان عملك فلا تضطر لقيادة السيارة لفترة طويلة في طرق تتكدس فيها آلاف السيارات. تذكر أن الكثيرين قد فقدوا أعمالهم وان كثيرين غيرهم يتمنون الحصول على عملك الذي لا يعجبك أو تتضايق منه أحيانا. الحديث عن موضوع يلقى استحسان زملاء العمل، أو حتى مع الزبائن والمترددين على مكان عملك، يمكن أن يفتح الأبواب أمام يوم من التفاؤل ويقوي العلاقات مع الآخرين، فلماذا لا تطرق هذا الباب؟ كن البادئ في عمل المعروف، وتأكد أن الزملاء لن ينسوا صنيعك وسوف يبادلونك الجميل بما هو أجمل منه، أو على الأقل سوف يشعرك عملك بالسعادة الداخلية، إذا احتاج أحدهم لمن يوصله إلى المطار مثلا، أو إذا تعطلت سيارة آخر. لا تتأخر في عرض المساعدة. إذا كان لديك رصيد من أيام الإجازة المرضية، واضطر زميل للغياب لأمر ضروري، فما المانع من التبرع بأحد أيامك لإنقاذه من ورطته ومساعدته في وقت يحتاج فيه للمساعدة؟ كن متفائلا ولا تسمح لمشكلة ما أو لتحديات العمل أن ترميك في مستنقع التشاؤم. فكر في المستقبل. فكر في الأهداف الكبيرة التي وضعتها لنفسك وتعهدت بتحقيقها. تخيل أنك تقترب من تحقيق تلك الأهداف ووجود مشكلة لا يعني حتمية التشاؤم، لأنك في هذه الحالة ترمي بنفسك فريسة سهلة للأوهام والفشل. تواصل مع الآخرين ولا تعزل نفسك عن محيطك. كن جزءا من أسرة العمل، فالتواصل الاجتماعي مسألة مهمة للغاية ومن شأنه أن يرفع المعنويات ويعزز مشاعر الصداقة والود. إنه أشبه بالمعجزة. إياك واجترار الماضي واستعادته مع كل مشكلة تواجهك في مجال العمل. ففي مواجهة التحديات ركز جهودك مع الزملاء على إيجاد الحلول المناسبة بدلا من الغوص في مستنقعات الماضي وتوزيع الاتهامات بالمسؤولية واللوم. ضع زهرة على مكتبك، أو احضر أصيصا فيه نبتة جميلة إلى مكان عملك..هناك أنواع من النبات لا تحتاج لكثير عناية أو لضوء دائم. فوجود نبتة أو زهرة يضفي جمالا وروحا على المكان. كافئ نفسك يوميا، قطعة شوكولاتة مثلا أو فنجان قهوة أو شاي، أو حتى ممارسة تمارين رياضية بسيطة لعدة دقائق. كل هذه الطرق توصلك إلى الشعور بالسعادة والرضا عن النفس والتفاؤل أيضا. اضحك من أعماقك ولو مرة واحدة يوميا. هناك الكثير من أمور الحياة اليومية مما يضحك. إن لم تجد ما يضحكك في تصرفات الاخرين أو الأشخاص الذين تتعامل معهم، ابحث في الإنترنت فهي تغص بالمواقع المتخصصة في تقديم النكات وعرض المشاهد الكوميدية.