زبائن المكتب، واصحاب القضايا يتصلون معي اكثر من مئة مرة في اليوم الواحد '' يبدأ المحامي علاء عمر حديثه مؤكدا ان عملاءه ياخذونه من اسرته، طوال وجوده معهم في البيت حتى ان الامر وصل بزوجته حد مطالبته باغلاق هاتفه. ويوضح : قلت لها ان ''صاحب الحاجة ملهوف'' وليس الموبايل هو ما يقلق الراحة انما الطريقة التي نتعامل بها. وتؤكد خلود حماد انها لم تقتن يوما جهازا خلويا رغم استطاعتها ذلك بسبب ما تسببه اجهزة الموبايل من اقلاق للراحة وتعد على خصوصيات الافراد. ويقول صاحب مكتب استقدام خادمات لا ييرغب ذكر اسمه انه راجع طبيب انف واذن وحنجرة مختصا بعدما اصيبت اذنه بالطنين المستمر حيث يسمع صوت ضوضاء عاليا مستمرا في اذنه طوال الوقت . وذلك بعدما بقي يتحدث بجهازه الخلوي لمدة ثلاث ساعات متواصلة. وعلى عكس الاراء السابقة فان المبرمج رامي عايد يرى ان الموبايل عبارة عن جهاز يقوي من العلاقات الاسرية باعتباره يجعل الانسان يصطحب اينما اراد ذاكرته العائلية الموجودة في الموبايل والمكونة من صور وتصوير فيديو ومناسبات وارقام هواتف ورسائل قصيرة تحمل ذكريات حميمية. وفي ذات الوقت الذي يؤكد فيه علماء الاجتماع ان الموبايل يعد مصدرا للتوتر والتباعد العائلي بسب كثرة انقطاعات الجلسات الاسرية للرد على مكالمات الموبايل، الا انهم يدعون للتواصل الاسري واغلاق الهاتف اثناء حوار الاسرة حول مواضيع تهمها. وفي الاطار نفسه تقول المؤلفة الانجليزية دوسيلا بيافوس حول انعدام الخصوصية مع انتشار اجهزة الموبايل ''كل هذه الشكاوي منطقية وواردة في كل البيوت'' . وتتابع انا لا القي اللوم على الجهاز نفسه فهو وسيلة فقط وانما على الافراد الذين يستخدمون اجهزة الخلوي دون التمتع باخلاقيات التكنولوجيا الحديثة وفق المعايير المحددة والمعروفة والتي تتمثل بعدم رفع الصوت اثناء التحدث بالموبايل في الاماكن العامة وحتى الخاصة كي لا نزعج الاخرين، اغلاق الموبايل اثناء الجلوس مع العائلة في المناسبات الاجتماعية والجلسات الحوارية كي لا تقاطع المتحدثين معك اكثر من مرة. وتشدد دوسيلا '' من غير اللائق اثناء جلوسك مع الاخرين اللهو بالموبايل اما بالاستماع للاغاني والنغمات او التصوير من خلاله وحتى اللعب بالالعاب الالكترونية فلكل شيء وقته '' ويشار الى ان خدمات الهاتف الخلوي التي دخلت السوق الأردني في عام 1995 تنتشر بنسبة تتراوح ما بين 70-80% بين المواطنين، الذين يحصلون على الخدمة من 4 مشغّلين، هم زين وأورانج وأمنية وإكسبرس، في حين تشكّل نسبة الأسر الأردنية التي تملك هاتفا خلويا نحو 86% من مجموع الأسر في الأردن، حيث قلّل توفر أكثر من خط خلوي لدى الأسرة الواحدة من نسبة انتشار الهاتف الثابت إلى 42% من مجموع الأسر، بحسب نتائج مسح استخدام تكنولوجيا المعلومات في المنازل مؤخرا. وتتوزع حصص هؤلاء المشتركين البالغ عددهم 7ر4 مليون مشترك - وفقا لأرقام مجموعة ''المرشدون العرب'' المتخصصة بدراسات الاتصالات - ما بين شركة زين الأردن بواقع 39%، وأورانج الأردن ب 5ر33%، وأمنية بحوالي 2ر26%، وإكسبرس ب3ر1%. وتنفق الأسرة الأردنية شهريا - بحسب نتائج المسح - نحو 28 دينارا على الهاتف الخلوي، في حين تنفق 23 دينارا على الهاتف الأرضي، و16 دينارا على الانترنت. ومنذ دخول خدمة الرسائل القصيرة السوق الأردني صيف عام 2000، وهي تلقى رواجا بين فئة الشباب، الذين يحبذون الاعتماد عليها أكثر من الاتصال الصوتي، في التواصل مع بعضهم في المناسبات الاجتماعية وغيرها، في حين تفضّل فئة المشتركين الباقية الاتصال الصوتي أكثر من الرسائل. وبلغت الفاتورة السنوية للاتصالات الخلوية للعام 2006 حوالي 6ر555 مليون دينار، وبمعدل إنفاق سنوي للمشترك الواحد بمقدار 149 دينارا، ومعدل شهري يبلغ 44ر12 دينار، ويومي يقدّر بنحو 41ر0 دينار. وتبقى علاقتنا بالموبايل تعتمد علينا، فهو يحمل الكثير من ذكرياتنا الاسرية عبر الصورة، ويقرب بيننا ويجعل العالم قرية صغيرة بل وصغيرة جدا..اذا استخدمناه بعقلانية.