باتت الاحتفالات الشعبية في الحدائق العامة في القاهرة، بديلاً للمؤتمرات التي ظلت سنوات طويلة حبيسة القاعات المكيّفة في الفنادق المتعددة النجوم. لم تعد المنصّة هي الشكل الرسمي للمؤتمرات، بل باتت الحلقات النقاشية وما يصاحبها من نشاطات متنوعة كالموسيقى والشعر والتمثيل وغيرها من الفنون، من أهم ما يميز هذه اللقاءات التي يهدف منظموها الى تكوين رأي عام قوي ووعي شعبي في القضايا التي يعرضون لها، بدءاً من البيئة ووصولاً إلى مواجهة الايدز مروراً بالتحرش الجنسي وغيره. متطوعون يتحدثون الى محمد منير وهند صبري وخالد أبو النجا في حديقة الاورمان في حديقة الأورمان العامة في الجيزة، أقيمت أخيراً حملة شعبية للتوعية على مواجهة فيروس الايدز، اتخذت شعاراً لها «أستطيع أن أضع حداً للايدز»، وذلك بهدف تغيير صورة الناس عن مرضى الإيدز، المرتبطة بالانحطاط والانحلال الأخلاقي، بينما قد يكون المريض ضحية نقل دم مصاب أو طفل لا حول ولا قوة له ولد لأم مصابة. وهذه النظرة تحول دون إفصاح المرضى عن إصابتهم خوفاً من محاكمة المجتمع وثرثرة الناس، ما يهدّد بالعدوى أو بالسلوك العدواني الانتقامي لدى المصابين. نظم الحملة برنامج الأممالمتحدة لمكافحة الايدز بالتعاون مع منظمة «يونيسيف». واستُعين بعدد من الفنانين من بينهم محمد منير وهند صبري وعمرو واكد وخالد أبو النجا، وهو التوجه الجديد في مثل هذه الاحتفالات الهادفة. قام الفنانون بتسجيل انطباعاتهم في رسائل صغيرة لدعم مكافحة الايدز. وهو أيضاً أسلوب كثيراً ما يتبع من طريق وضع لوحات يقوم المشاركون بتسجيل انطباعاتهم عليها في شكل عفوي وتلقائي. فيتبادل المشاركون قراءاتها بما يُثري التعرف الى الأفكار المختلفة، وبالتالي يمكن الاستعانة بها في تخطيط الحملات الجديدة. وتناغماً مع الشكل غير التقليدي للحملة المنظمة في شكل احتفالية، تجوّل المشاركون في نفق مقسم على أربع مراحل تلقوا خلالها معلومات عن الفيروس. كما تعرفوا على تجارب إنسانية عبرت بهم من الشعور بالصدمة والخوف من المصابين، إلى الراحة والتعاطف. وأجابوا في نهاية كل مرحلة عن بعض الأسئلة التي تتناول معلومات عن الفيروس. اللافت في الحملة مشاركة مجموعات كبيرة من الشباب الذين قاموا بتيسير الأنشطة الرئيسة، بمن فيهم مجموعة الدعم للأشخاص المتعايشين مع الفيروس، والاتحاد الدولي لرابطة طلاب كليات الطب في مصر، ومجموعة التثقيف y-peer» »، ومجموعة «DANCE 4 Life». وجذبت هذه المجموعات الشبابية كثيراً من رواد الحديقة من الشباب والشابات للتعرف الى جوانب فيروس نقص المناعة وكيفية الوقاية منه والتعامل معه، ما يصبّ في صلب هدف الحملة. من جهة أخرى، وفّر البرنامج الوطني لمكافحة الايدز وحدة متنقلة للفحص والإستشارة. هذا الأسلوب من الاحتفالات الشعبية الهادفة، شمل الاحتفال باليوم العالمي للبيئة أقيم في حديقة الأزهر، ولم تقتصر المشاركة على الفنانين أمثال عمرو واكد، بل شارك فيها الأطفال الذين أُخذت آرائهم حول تغيير نمط سلوكهم اليومي، بما يتفق مع الحفاظ على البيئة. ولم يخل اللقاء من العروض الفنية والأفلام التسجيلية حول التخلص من المخلفات وإهدار الماء. اللافت أن الاستعانة بالنجوم والمشاهير شمل أكثر المواضيع جدية، ففي اللقاءات المتعددة التي عقدها مجلس الطفولة والأمومة في مصر حول تعديلات قانون الطفل، استُعين بالكابتن أحمد شوبير لإدارة إحد اللقاءات حول مناقشة مقترحات التعديل. ويبدو أن دور النجوم تعدى توصيل الرسالة من خلال أعمالهم الفنية، إلى الاتصال المباشر مع الجماهير في أكثر القضايا حساسية، وهو دور جديد يحمل مواصفات النجاح