فحص مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة مساء الاثنين موقعا نوويا مزعوما في سوريا تقول الولاياتالمتحدة إنه كان يضم مفاعلا بني سرا وكانت أعمال البناء به توشك على الانتهاء عندما قصفته إسرائيل قبل تسعة أشهر. ومن جانبها ، تنفي سوريا امتلاك أي برنامج سري لصنع أسلحة نووية وتقول إن الإسرائيليين قصفوا مبنى عسكريا عاديا كان يجري أنشاؤه في "الكبر" في المنطقة الصحراوية بشمال شرق البلاد. ومن المقرر أن يجري فريق التفتيش -الذي يرأسه أولي هاينونين رئيس الإدارة المسئولة عن التفتيش في أنحاء العالم بوكالة الطاقة الذرية- محادثات مع مسئولين سوريين قبل العودة الى فيينا الأربعاء. ويشير التزام سوريا الصمت إزاء الزيارة التي اتفقت عليها مع وكالة الطاقة الذرية في الخامس من يونيو حزيران الى حساسية الموضوع بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد. وأضافت الوكالة الدولية سوريا الى قائمة الدول التي تراقب الانتشار النووي فيها في ابريل نيسان الماضي بعد أن سلمتها الولاياتالمتحدة صورا التقطتها المخابرات قيل أنها تظهر مفاعلا كان من الممكن أن ينتج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع قنابل نووية. وقالت واشنطن إن سوريا حليفة إيران التي تحقق الوكالة الدولية في برنامجها النووي أيضا منذ عام 2003 كانت توشك على استكمال بناء المفاعل بالاستعانة بكوريا الشمالية. ونجحت كوريا الشمالية في تفادي عمليات تفتيش وكالة الطاقة الذرية وأجرت تجربة لتفجير نووي عام 2006. واتهم مسئولون سوريون الولاياتالمتحدة بافتعال أدلة بالتواطؤ مع إسرائيل التي يعتقد أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. ويقول محللون أمريكيون في المجال النووي إن الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية منذ القصف الإسرائيلي أوضحت أن الموقع سوي بالأرض وأنشئ فيه مبنى جديد ربما للتخلص من أي آثار لأنشطة نووية. ويقول دبلوماسيون في فيينا إن سوريا قاومت مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة ثلاثة مواقع أخرى للبحث عن منشآت ضرورية للمفاعل المزعوم لكنها غير موجودة في الصور الأمريكية لموقع الكبر. وتصف دمشق المواقع الثلاثة أنها قواعد عسكرية عادية لا صلة لها بتحقيق الوكالة ، وهو ما نفته سوريا. وأدان محمد البرادعي المدير العام لوكالة الطاقة الذرية الغارة الإسرائيلية وانتقد عدم إطلاع الولاياتالمتحدة الوكالة على معلومات المخابرات عن سوريا في وقت مبكر. وقال البرادعي الأسبوع الماضي إنه لا توجد أدلة على أن سوريا التي تخضع منشآتها النووية الوحيدة المعلنة وهي مفاعل قديم للأبحاث لمراقبة وكالة الطاقة الذرية تملك المهارات أو الوقود اللازمين لإدارة مجمع نووي كبير. لكن واشنطن تجادل في ذلك. (رويترز)