في السنوات الأخيرة استثمر الملياردير الإسرائيلي الشهير أركادي جايد ماك جزءا من أمواله في شراء شركة بكازاخستان تعمل في انتاج وبيع اليورانيوم, تقرير أعده مركز أبحاث أوروبي كشفت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت للمرة الأولي يشير الي خطورة هذا الأمر خاصة أن جايد ماك هذا متهم بالتجارة في السلاح. ومن هنا تأتي خطورة سيطرته علي عنصر يدخل في صناعة الأسلحة النووية, إلا أن جايد ماك يدافع عن نفسه ويؤكد عدم مشاركته في أية صفقة لبيع السلاح أو العمل في مجال اليورانيوم وأن نشاطه يقتصر علي الأسمدة فقط لكن التحقيق الذي قام به شاحر جينوسر محرر يديعوت أحرونوت حول أنشطة جايد ماك الخفية في كازاخستان كشف عن حقائق مذهلة حول هذا الرجل الذي يريد أن يحتل مكانة رفيعة في عالم السياسة الإسرائيلية يقول شاحر إنه في عام2004 تم إعداد وتخصيب اليورانيوم في المصنع التابع لشركة جايد ماك بالتعاون مع هيئة الذرة في كازاخستان, وهذا ما يؤكده رئيس لجنة العاملين في الشركة حيث يؤكد بيع اليورانيوم لروسيا لكن بعد فترة قصيرة تم التوقف عن ذلك بمبادرة من جايد ماك إلا أن جايد ماك ينفي كل ذلك ويؤكد أنه لا أساس له من الصحة وقد سافر محرر الصحيفة شاحر جينوسر الي كازاخستان وتوجه الي الموقع الذي يستخدم لتخصيب اليورانيوم وتزويد الصناعات النووية السوفيتية بحاجتها منه وسائل الامن والحماية في هذا الموقع كما يؤكد شاحر غير كافية, فعلي سبيل المثال كشف مركز معلومات مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشاملCNS الذي يعمل في الولاياتالمتحدة, عن محاولة سرقة مواد من هذا المصنع في8 فبراير عام2005, ففي ساعة متأخرة من الليل تمكن شخصان من تحميل شاحنة كبيرة ببعض المواد من داخل المصنع, لكن فور خروجها استطاعت إحدي دوريات الشرطة ايقافها وإلقاء القبض عليهما, وهذه الشركة التي يملكها جايد ماك في كازاخستان تسمي اكتيل, وتم رصد نشاط اشعاعي صادر عنها في السنوات الأخيرة والملياردير جايد ماك الذي اقتحم مجال السياسة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة وأسس حزبا سياسيا أعلن أخيرا عن نيته المنافسة علي منصب رئيس بلدية القدس الذي سبق وتولاه من قبل ايهود أولمرت رئيس الوزراء الحالي, وكازاخستان وهي دولة مسلمة تتمتع باقتصاد قوي وسكانها وإن كانوا يشبهون الصينيين في ملامحهم إلا أنهم يتحدثون اللغة الروسية فقد كانت كازاخستان في الماضي جزءا من الاتحاد السوفيتي وجايد ماك استثمر فيها أموالا كثيرة وكان يمتلك ثلاث شركات كبري هناك وفي عدة أماكن متفرقة تفصل بينها مئات الكيلومترات الأولي والتي يكثر جايد ماك من الحديث عنها تعمل في مجال الأسمدة وذكر اسمها في التحقيقات التي أجرتها الشرطة معه منذ عامين لمعرفة الشخص أو الجهة التي حول إليها50 مليون دولار من حسابه في بنك هابوعاليم بتل أبيب الي كازاخستان, وكان هناك شك أنها عملية غسيل أموال. الشركة الثانية اكتيل والتي تعرضت من قبل لمحاولة سرقة مواد مشعة منها تعمل أيضا في مجال الأسمدة, لكن توجد فيها كمية كبيرة من التجهيزات والمواد الحساسة والتي كانت مخصصة في الماضي لخدمة صناعة الذرة للجيش الروسي قبل أن تنتقل ملكيتها الي جايد ماك, الذي دخل هو ومحاموه في نزاع قضائي مع مواطن إسرائيل يدعي يوسف ترويم والذي كان يمتلك هذه الشركة الكازاخستانية بالمشاركة مع مواطن روسي قبل جايد ماك, والخلافات بين الجانبين والتي وصلت الي محكمة تل أبيب هي خلافات مالية حول ثمن الشركة. من الوهلة الأولي يبدو الأمر وكأنه نزاع قضائي أو خلاف مالي فقط, لكن التمعن في الموضوع ومطالعة آلاف الوثائق التي يضمها ملف القضية يكشف عن الكثير مثل فساد بعض الموظفين في كازاخستان, وآلاف الدولارات التي حصلوا عليها كرشاوي, وعند الحديث عن يوسف ترويم يأتي ذكر الشركة الثالثة التي يمتلكها جايد ماك, واشتراها منذ عدة سنوات بالمشاركة مع ملياردير إسرائيلي آخر هو ليف ليفايف, وقد تركها ليفايف في مرحلة مبكرة, ومن خلال تحقيق صحيفة يديعوت أحرونوت تبين أن هناك شركة واحدة لجايد ماك تخصصت في تخصيب اليورانيوم, وقد وجهت الصحيفة عدة أسئلة لجايد ماك حول هذا الموضوع, لكنه أنكر تماما أي صلة له بتخصيب اليورانيوم. وجايد ماك هذا كان مشاركا في الماضي في صفقة أسلحة كبيرة, حيث قام بدور الوسيط بين روسيا وانجولا وبسبب هذه الصفقة قدمت ضده لائحة اتهام في فرنسا, وحينما سألته الصحيفة عن انتقاد تقرير معهد الأبحاث العسكرية في أوروبا له بسبب نشاطه في مجال تخصيب اليورانيوم, وأن نشاط شركته يتركز في مجال الأسمدة فقط, واليوم لايمكن بيع اليورانيوم من كازاخستان لدول أخري دون موافقة الحكومة هناك, وعلاقة الإسرائيليين بالمصانع أو الشركات الكازاخستانية بدأت في التسعينيات عندما قررت الحكومة هناك خصخصة المصانع في البداية تم شراء المصانع التي يدور حولها الجدل علي يد مستثمر روسي يشاركه الإسرائيلي ترويم وبعد مرورهما بأزمات مالية قررا بيعها وفي فبراير2002 نقلا ملكية الشركة الي جايد ماك, وسر اقبال الإسرائيليين علي شراء هذه المصانع يكمن في أن بها مواد مشعة متبقية من الحقبة الروسية أحد المهندسين القدامي في المصنع ويدعي فلاديمير جيتالو قال لمحرر يديعوت أحرونوت, إن المصنع يعمل في الأسمدة وحينما سأله المحرر عن المواد المشعة, قال إنه لا يستطيع الاجابة عن ذلك.