فجأة قرر العرب التحول عن مواجهة إسرائيل بالطريقة التقليدية, بقوة السلاح أو السياسة واستبدالهما بسلاح استثنائى نجيد استخدامه ولا تنافسنا شعوب أخرى فى الولوج لأسراره! بالتشفى والدعاء على إسرائيل بالهلاك انفجرت قرائح العرب بعد أن وجدوا فى مشاهد حرائق بنى صهيون ضالتهم لجلب السعادة التى فارقتهم منذ زمن بعد أن نشب عدم الاستقرار أظافره ليدمى مناطق شاسعة من أراضيهم. لم ينصتوا لقلة من العقلاء نصحتهم بألا يفرحوا بحرائق إسرائيل، ولا يتوهموا أنها انتقام من الله أو نصر عربى مجاني.فقد تكون كوارث طبيعية، وربما تشبه حرائق الغابات فى أمريكا من تدبير مافيا الأراضي، وقد تكون بفعل ما تصفه حكومة نيتانياهو ب «إرهاب الحرائق»، وربما حيلة من تل أبيب لتوسيع نطاق المستوطنات عبر إقامة مناطق آمنة من الحرائق حول المستوطنات بضم أراض فلسطينية جديدة إذن كل الاحتمالات واردة. الطريف أن العقل العربى استسهل الخضوع لعقيدة «العقاب الإلهى» التى تتمتع بحضور قوى فى وجدان العرب والمسلمين، ولا نعنى بهذا العقاب فى الآخرة وإنما نقصد العقاب الدنيوي، وذلك لكثرة الآيات الصريحة التى تحدثت عن العقوبات الربانية التى أنزلها الله بالأقوام الكافرة, مثل فرعون وقومه وبقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم. ويمكن تفسير نفس السلوك على مستوى الفرد فقد أصبح «العقاب الإلهى» تفسيرا جاهزا للمصائب والأمراض التى تنزل بالأفراد، فعندما تنزل بالإنسان مصيبة يتساءل: «هو أنا عملت إيه يا رب بس؟» قد يكون تساؤلا وطلبا للرحمة بعد أن يتذكر من ظلمهم ويندم على ما فعل وقد يقصد به اعتراض «استغفر الله العظيم»، لأنه لم يفعل شيئاً ليعاقب! لكن بنفس المنطق لماذا لا يعتبر المسلمون ما يعانونه من ضياع بأنه انتقام إلهى لما اقترفت أيديهم «كغيرهم من الأقوام»، فالغريب أنهم فى هذا الموضع يعتبرون ذلك «ابتلاء إلهيا»، فالمسلمون كأمة لا يُعاقبون، فالعقاب للأمم الأخرى ! وحتى يلمس المسلمون الحقيقة عليهم أن يردوا على الإسرائيليين الذين لم يجدوا أصدق من قوله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ» للرد على شماتة العرب والمسلمين فيهم !