شهد الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، اليوم الخميس العرض الأول لأجزاء من أرشيف برديات الملك خوفو من ميناء وادي الجرف، أحد أهم وأقدم الموانئ المصرية القديمة، والتى تعد الأقدم في تاريخ الكتابة المصرية المكتشفة حتى الآن، وذلك بالمتحف المصري بالتحرير. وقال الدكتور حسين عبدالبصير، المشرف العام على إدارة النشر العلمي بالوزارة – فى تصريح اليوم – إن تلك الأجزاء عددها حوالى 30 من برديات خوفو ، والمعروض حاليا فى المتحف المصري 6 أجزاء منها، وهى تعد وثيقة مهمة من عهد الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر وتوضح قوة الإدارة في عهد الملك، وارتباطها بالسلطة المركزية في الجيزة. ولفت إلى أن أهمية تلك البرديات تكمن في أنها تؤكد أن مشروع بناء الهرم الأكبر كان مشروعا قوميا، وأن الهرم بناه المصريون القدماء، كما تنفي هذه البرديات أية ادعاءات كانت تتعلق ببناء الأهرام المصرية، مشيرا إلى أنه من خلال تلك البرديات تم التأكد من مدة حكم الملك خوفو والذي امتد لنحو 26 عاما. وأشار عبدالبصير إلى أنه من أهم تلك البرديات; بردية تخص أحد كبار الموظفين ويدعى (مرر)، وكان يشارك في بناء الهرم الأكبر وأمدتنا بمعلومات عن ثلاثة أشهر من حياته الوظيفية، مما جعلنا نعرف الكثير من الأمور عن حياة الموظفين في عصر الأسرة الرابعة ومنها قيام فريق العمل بنقل كتل الحجر الجيري من محاجر طره على الضفة الشرقية للنيل إلى هرم خوفو عبر نهر النيل وقنواته. ومن جانبها، أوضحت صباح عبد الرازق، وكيل المتحف المصري للشئون الأثرية، أن أغلب البرديات المكتشفة توضح توزيع الحصص اليومية للأطعمة التي كانت تستجلب من مناطق عديدة في دلتا نهر النيل، مشيرة إلى أنه من بين أهم هذه البرديات واحدة يظهر فيها بوضوح وبخط هيروغليفي مختصر تعداد الماشية رقم 13 في عهد الملك خوفو والذي كان يتم مرة كل عامين، بما يعني أن حكم هذا الملك امتد لنحو 26 عاما وهو أمر لم يكن معروفا من قبل.