ابتكارات ومخترعات من أفكار طلابية وشبابية بسيطة تكشف عنها مسابقات ومشروعات تخرج بالجامعات المصرية خاصة الكليات العملية،فعلى سبيل المثال ابتكر فريق طلابى بهندسة حلوان جهازاً لعلاج التجاعيد بلا اثار جانبية واخر لتخفيف الاحمال وحل مشاكل انقطاع الكهرباء وثالث لحماية أمن البنوك ورابع لفصل عينات الدم عن طريق قوى الطرد المركزى وغيرهامن مخترعات اخرى. موقع أخبار مصر طرح خلال هذا التحقيق تساؤلات عن مصير هذه المبتكرات وهل يتم تبنى تنفيذها وتحويلها الى مخترعات لخدمة المجتمع وحل مشكلاته ؟ وكيف يتم دعم هؤلاء المبدعين الشباب ؟. البحث عن فرصة كانت البداية مع أ.د/ عزة فتح الله عميد كلية الهندسة بحلوان المشرفة على المشروعات والتى صرحت بأن الطلبة المبتكرين ينتظرون فرصة لخروج أفكارهم ومخترعاتهم الى النور لحل مشكلات حياتية كثيرة مع ضرورة تحفيزهم لمواصلة رحلة الاكتشافات المفيدة لمجتمعهم ودعمهم بالخبرة والتمويل اللازمين. واوضحت المشرفة أن فريق المبتكرين يضم أكثر من 60 طالبا و طالبة تم تدريبهم ضمن 2200 طالب و طالبة العام الماضي في تنفيذ مشروعات بالعديد من المجالات مثل الهندسة الطبية،الكهرباء و الميكانيكا و الالكترونيات و البرمجة تحت رعاية أ.د/ ياسر صقر رئيس جامعة حلوان وأ.د/ جمال شكري نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب. جهاز بيولوجي وبالمثل سبق أن فاز فريق طلابى من جامعتي القاهرة وعين شمس بالميدالية البرونزية والمركز الثالث في أول مشاركة طلابية لمصرفي مسابقة ( IGEM ) الدولية لطلاب الجامعات فى الهندسة الوراثية. وتضمنت المسابقة 3 برامج تشمل برنامج مسابقة للطلاب المهتمين بمجال الهندسة الوراثية، وبرنامج المعمل الذي يهدف إلي استخدام أقل الموارد المتاحة لإجراء بحث علمي، بالإضافة إلى برنامج تجميع الأجزاء الذى يهدف لإنشاء جهاز بيولوجي تم تجميعه من أجزاء صغيرة في المكتبة البيولوجية. وعن طموحات هؤلاء المخترعين ،أكد الطالب محمد معتز بكلية الهندسة تشجيع الجامعة للطلاب المتميزين وتطوير أفكارهم ودعمهم لكن حلمهم الحقيقى أن يجدوا ثمار أفكارهم وابتكاراتهم فى شكل اختراع أو جهاز يحمل اسمهم ويخدم مجتمعهم وهذا يتحقق بالتنسيق بين الجامعات والجهات العلمية المعنية ورجال الأعمال فضلا عن دور الإعلام فى تسليط الضوء على المشروعات القابلة للتطبيق وترويجها وتوصيل صوتهم للمسئولين. مشروعات تخرج قيمة أما المهندس نادر سمير ،فأكد أن مشروعات التخرج خاصة بالكليات العملية بالجامعات الخاصة تتكلف آلاف الجنيهات ونادرا ما تتم بشكل جماعى أو تجد جهة تتبناها وتستفيد بها وبعد التخرج من الصعب على الشاب السعى لتسجيلها كبراءة اختراع أو حتى تسويقها . ولفت الى أن تجاهل هذه المشروعات التطبيقية المفيدة خسارة للطالب والجامعة والمجتمع . ملابس مكيفة بل هناك من أعلن على صفحة برنامج "القاهرة تبتكر" فكرة لاختراع ملابس مكيفة وهو عاصم محمد إدارى باحدى مدارس الاسكندرية والذى قال للموقع إنه لم يجد فرصة للتواصل مع الجهات المعنية سوى الكتابة عن أفكاره ومخترعاته على الصفحة الرسمية للبرنامج وترك تليفون المحمول ولكن لم يتصل به أحد حتى الآن . وأكد عاصم محمد أنه حاول مرارا مراسلة كلية الهندسة بجامعة الاسكندرية وأكاديمية البحث العلمى لكنه لم يجد -حسب قوله -صدى لرسائله التى تحوى مخترعات قيمة لحل مشكلات عديدة،منها تسرب مياه دورات المياه والمطابخ والتخلص من ألغام الساحل الشمالى بالاضافة الى ملابس للتدفئة والتهوية . وتابع أنه نتيجة عدم الاهتمام راسل احدى الشركات فى الخارج وعرض عليهم الأفكار ،فأبدوا ترحيبهم لكن بعد تسجيل براءة الاختراع ليتم النقاش حول مدى امكانية تنفيذها معربا عن تخوفه من سرقة أفكاره. قاعدة بيانات وأولويات وهنا قال د.طلعت عبد الحميدأستاذ التسويق بجامعة المنصورة إن هناك حضانات تكنولوجية لمخترعات الشباب لكننا نحتاج آلية جديدة لإنجاح هذه المنظومة بحيث تكون هناك قاعدة بيانات لتسجيل وتصنيف الافكاروالابتكارات مع ترتيبها حسب الأولويات ثم توجيه كل منها لخدمة المجتمع فى قطاع ما وليكن منها مايفيد الصناعات المهنية وما يفيد الصناعات الغذائية وهكذا فضلا عن اشراك الشركات الكبرى والمستثمرين ورجال الاعمال وفق دراسات وبروتوكولات تنظم الانتاج وتضمن حق كل الاطراف وفق خطط تنموية واقتصادية مثمرة . واستدرك أستاذ التسويق ،قائلا "لكن البعض يحجم عن تبنى الفكرة لأنها مثلا غير قابلة للتنفيذ أو تحتاج دراسة وتطويرا وتمويلا ضخما ، وبعض الشركات ورجال الأعمال يبادربتنفيذ المخترعات ثم يحدث نزاع حول ملكيتها وأرباحها يصل للقضاء دون فائدة تعم المجتمع . وأشار الى وجود شركة لتبنى الاختراعات بأمريكا بها 50 ألف مهندس تتولى تطبيق الابتكارات بأسماء أصحابها وتنتجها على حسابها أو باقتسام التكلفة مقابل نسبة من الارباح . ولفت د.طلعت عبد الحميد الى أن الامور مازالت تحتاج تنظيما وتنسيقا بين الجهات المعنية داعيا الى تخصيص وزارة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتأسيس شركات لمخترعات الشباب . القاهرة تبتكر بينما أكد الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا منح الشباب عموما فرصة كبرى لتسويق أفكارهم والتواصل مع المسئولين ببرنامج القاهرة تبتكر الذى يبث على التلفزيون المصرى على القناة الأولى والفضائية المصرية،كإنتاج مشترك بين التليفزيون وأكاديمية البحث العلمى . وقد قامت لجنة التحكيم باختيار 18 مخترعاً فقط من 600 متسابق يشاركون فى 15 حلقة فى الموسم الأول،بحيث يحصل الفائز بالمركز الأول على جائزة مالية كبيرة "مبتكر مصر الأول" تقدر ب 150 ألف جنيه مقدمة من أكاديمية البحث العلمى مع تبنى اختراعه حتى يظهر إلى النور بشكل لائق. وأشار د.صقر الى توافر آلية للتنسيق مع الجامعات المصرية خاصة الكليات العملية لتبنى مشروعات واختراعات الطلاب والخريجين التى تلبى مطالب السوق واحتياجات المجتمع المصرى أوالصالحة للمساهمة بمشروعات قومية تحل مشكلات الحياة من خلال التعاون مع منظمات المجتمع المدني والوزارات ورجال الأعمال والشركات التكنولوجية الناشئة ومكتبتى الاسكندرية ومصر العامة من أجل تحفيزهم وتشجيعهم على الابتكار والاختراع . وأضاف صقر أن الأكاديمية تتواصل مع الجامعات وتدعم مشروعات التخرج بكليات الهندسة وتطرح أفكارهم الجديدة للاستثمار اذا كانت ذات قيمة تطبيقية أو بميادين غير تقليدية لتوليد الطاقة الجديدة والمتجددة مثل تحلية مياه البحر وتشغيل الأجهزة بالطاقة الشمسية . حضانات تكنولوجية وقد أعلن وزيرالتعليم العالى أشرف الشيحى خلال مؤتمر صحفي بشهر العلوم بعض المبادرات لدعم الابتكار والمبتكرين ونشر ثقافة العلوم والتكنولوجيا فى المجتمع تشمل برنامج مسابقات وابتكارات ومنح جائزة لأفضل مؤسسة بحثية فى مصر سجلت أعلى عدد من براءات الأختراع فى 2015 بهدف تعزيز المشاركة المجتمعية في مجال العلم والتكنولوجيا ونشر ثقافة العلوم والتكنولوجيا والابتكار بالشراكة بين مؤسسات الدولة والمجتمع مؤكداً السعى لإنشاء حضانات تكنولوجية تستوعب الابتكارات وتتبنى الإبداعات والاختراعات. *فى النهاية..لايكفى تسليط الضوء على مخترعات الشباب دون دعمهم فى تسجيل براءات الاختراع وتمويلها ،وهذا ليس لتحفيزهم فقط وانما لخدمة المجتمع بأيدى مصرية بدلامن تسرب أفكارهم لمجتمعات اخرى لتعود إلينا بأسعار باهظة و"ماركات أجنبية" .