فرقة رضا للفنون الشعبية.. سنوات من الابداع الراقي

بعد الرحيل المفاجئ للفنانة نعيمة عاكف تكونت في ذهن الفنان محمود رضا فكرة تكوين فرقة مسرحية للفنون الشعبية بالاشتراك مع الراقص الأول والمصمم والمؤلف الموسيقي علي رضا، والراقصة الأولى فريدة فهمي والتي كان لديها خبرة ايضا في تصميم الازياء.. ليكون ذلك بداية الفرقة التي حملت اسم الشقيقين على ومحمود رضا الذين كانا اصحاب فكرة انشاءها ليصبح بعد ذلك محمود رضا الراقص الاول للفرقة وفريدة فهمى زوجة اخيه هى الراقصة الاولى بها.
وبدات الفرقة بتقديم اول عروضها علي مسرح الازبكية في نهاية الخمسينات وبالتحديد في اغسطس عام 1959 وكان عدد أعضائها عند التأسيس 13 راقصة و13 راقصا و 13 عازفا أغلبهم من المؤهلين خريجي الجامعات.
ورقصات الفرقة كلها والتى تم تصميم الكثير منها من قبل الاخوين على ومحمود رضا مستوحاة من فنون الريف والسواحل والصعيد والبرية ومن اشهرها #رقصة_التحطيب و#الحجالة والنوبة والاقصر بلدنا وبائع العرقسوس والكرنبة والحنة وقام بإخراجها تحت إشراف الدكتور حسن فهمي ورعايته، وبفضل هذا التكوين الراقي اكتسب فن الرقص احترام كافة طبقات المجتمع.
وقد شاركت الفرقة ببطولة ثلاثة أفلام سينيمائية لاقت نجاحاً جماهيرياً عريضاً وهي أجازة نصف السنة، غرام في الكرنك، حرامي الورقة.
https://
واصيبت الفرقة بعثرة مالية هددت بافلاسها عام 1961 لتضمها الدولة اليها وتصبح منذ هذا التاريخ تابعة للدولة وفى عام 1962 انتقلت عروض الفرقة إلى مسرح متروبول حيث أصبح لها منهج خاص وملامح مميزة في عروض الرقص الشرقي ثم كان اللقاء الفني بين محمود رضا والموسيقار على اسماعيل الذي أثمر أول أوركسترا خاص بالفنون الشعبية بقيادته والذي أعاد توزيع الموسيقى لأعمال الفرقة السابقة وقام بتلحين الأوبريتات الاستعراضية.
وقد طافت الفرقة دول العالم أكثر من خمس مرات واحتلت المراكز الأولى في معظم المحافل والمهرجانات الدولية والتي حضرها معظم ملوك ورؤساء الدول وقدمت ما يزيد عن 3000 عرض فى مصر والعالم على أكبر المسارح العالمية منها مسرح هيئة الامم المتحدة فى نيويورك وجنيف ومسرح الاولمبيا بباريس ومسرح البرت هول بلندن ومسرح بتهوفن فى بون ومسرح ستانسلافسكى فى الاتحاد السوفيتى سابقا.
وانتقلت الفرقة بين عدة مسارح منها مسرح 26 يوليو بالعتبة ثم مسرح نقابة المهندسين ثم دار الأوبرا المصرية، وأخيراً مسرح البالون حيث استقرت به حتى الآن.
https://
وفي فترة السبعينات وصل عدد الفنانين من الراقصين والراقصات والموسيقيين إلى 180 فناناً، حينئذ قرر محمود رضا تقسيم الفرقة إلى ثلاثة أقسام هم الفريق الأساسي الذي يقدم العروض داخل وخارج مصر وفريق يمثل الصف الثاني للفرقة الي جانب فريق يتكون من مجموعات تحت التدريب.
وتأسس بعد ذلك مركز لتخريج دفعات من الأعضاء لدعم الفرقة وهي مدرسة فرقة رضا للمواهب الجديدة، وفي الثمانينات قدمت الفرقة لوناً جديداً من ألوان الرقص وهو الموشحات الراقصة التي لاقت نجاخاً كبيراً ومنها "عجباً لغزال قتال عجباً" وموشح "لحظٌ رنا" من تأليف وتلحين فؤاد عبد المجيد.
وحاليا يبلغ عدد راقصات الفرقة الرسميين 24 ومثلهم من الراقصين ويتكون الكورال الخاص بها من 60 من الفنانين وتقدم الفرقة برامجها الدائمة سنويا على مسرح البالون بالقاهرة وتشترك في الموسم الصيفى بالاسكندرية والمدن الساحلية الأخرى.
https://
وقد حصلت الفرقة علي العديد من الجوائز علي مدار تاريخها كان من ابرزها جائزة مهرجان يوغوسلافيا (كوبير) 1960 المركز الأول وعلم المهرجان، وسام الكوكب الأردني عام 1967 من الملك حسين.
وفي عام 1968 فازت الفرقة في ثلاث مسابقات متفرقة كانت الأولى والثانية عن رقصة "النوبة" (الميدالية الذهبية) والثالثة عن رقصة "يا مراكبي" (الميدالية الذهبية).
وفازت بالجائزة الأولى والميدالية الذهبية في مهرجان جوهانسبرج 1995.
كما حصلت الفرقة على العديد من الشهادات التقديرية في جميع العروض الداخلية والخارجية وما زالت تشارك في العديد من المناسبات الفنية والقومية والعالمية والمؤتمرات الدولية والمهرجانات.
https://