اصدرت الشبكة العالمية لسياسات الطاقة المتجددة REN21، النسخة العاشرة من تقريرها السنوى حول مسار الطاقة المتجددة فى العالم، والذي كشف ان الجهود المبذولة للتوعيه بمخاطر التغير المناخى ادت لتبنى أكثر من 160 دولة طواعية ، خطط وسياسات وأهداف مرحلية لفك الارتباط و التخلى عن الوقود الأحفوري ، قد ساهم هذا في جعل 2014 هو العام الأول في العقود الأربعة الماضية التى لا يتسبب فيها النمو الاقتصادي فى مزيد من الارتفاع في انبعاثات الكربون فضلا عن تزايد الطاقة المضافة من الطاقة المتجددة على مستوى العالم . و يقول "الكسندر أوكس " مدير برنامج المناخ والطاقة في "معهد وورلد وتتش " الذى تعاون مع REN21 فى اصدار التقرير " ان الارقام تشير الى انه على الرغم من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 3 في المئة العام الماضي ، وزيادة استهلاك الطاقة بنسبة 1.5 في المئة ، الا ان مستويات انبعاثات الكربون CO2 ظلت ثابتة عند 32.3 مليار طن متري، وهو نفس معدل انبعاثات عام 2013 . ، يقول في عام 2013″. و يضيف " اوكس" أن نتائج هذا التقرير تبشر بالخير لنتائج مفاوضات الأممالمتحدة حول المناخ المقرر أن تعقد خلال شهر ديسمبر المقبل ، وهذا الاتجاه المشجع يرجع الى النجاح الملحوظ فى تنمية مصادر الطاقة المتجددة ، وهو ما يجب ان يستغل لتنشيط كل الجهود المبذولة لجعل قمة المناخ الهامة في باريس في نهاية هذا العام قصة نجاح اخرى. و يفيد التقرير باستمرار نمو الطاقة المتجددة بقوة في عام 2014 على الرغم من الانخفاض الحاد في أسعار النفط في النصف الثاني من العام، مشيرا الى ان 59 %من الطاقة المضافة عالميا ولدت من مصادر الطاقة المتجددة ، كما شكلت الطاقة المتجددة ما يقدر بنحو 27.7 % من قدرة توليد الكهرباء في العالم في نهاية عام 2014. و قد حققت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مسارات النمو فلكية لتواصل نموها المحفز على مستوى العالم ، حيث تم إضافة أكثر من 51 جيجا واط من طاقة الرياح على مستوى العالم في عام 2014، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 44 في المئة عن عام 2013 ، و ليبلغ مجموع الطاقة المولدة بالعالم عبر الرياح الى ما يقرب من 370 جيجا واط ، لتوفر بذلك طاقة الرياح أكثر من 20٪ من توليد الكهرباء في العديد من البلدان خلال عام 2014، بما في ذلك الدنمارك ونيكاراجوا والبرتغال وإسبانيا. كما رصد التقرير مواصلة الانخفاض السريع للتكاليف التى تدفع تكنولوجيا الطاقة الشمسية الضوئية للنمو المتزايد من حيث التكلفة التنافسية، و قد تم اضافة مايقرب من 40 جيجا واط من الطاقة الشمسية في عام 2014 لتحقق الطاقة الشمسية رقما قياسيا جديدا و ترفع إجمالي القدرة العالمية على 177 جيجا واط.. و تعد الصين واليابان والولاياتالمتحدة أكبر ثلاث أسواق للطاقة الشمسية الكهروضوئية ، و قد شكلوا "الغالبية العظمى" من القدرات المضافة للطاقة الشمسية فى العالم العام الماضى . هذا و قد واصلت الصين قيادة العالم في قدرة توليد الطاقة المتجددة، فيما جاءت الولاياتالمتحدة خلفها بالمرتبة الثانية ، و حلت ألمانيا ثالثا ، فى حالة إذا تم استبعاد الطاقة الكهرومائية من حساب القدرة الاجمالية . وإذا تم تضمين الطاقة المائية تصعد البرازيل لتحتل مكانة المانيا . و لكن الأمور تختلف بشكل كبير جدا عند قياس القدرة على أساس نصيب الفرد من الطاقة المتجددة ، فنجد هنا العامل السكانى يعمل لصالح الدول الاوربية ، لتحتل الخمسة مراتب الاولى : فتاتى الدنمارك بالمقدمة ، تليها ألمانيا ثم السويد، إسبانيا والبرتغال. اما من حيث الانفاق و الاستثمار بالطاقة المتجددة ، و وفقا للتقرير كانت الصين و الولاياتالمتحدة واليابان والمملكة المتحدةوألمانيا ، هم أكبر خمس دول من حيث الانفاق على مصادر الطاقة المتجددة في عام 2014 ، كذلك كان الاستثمار العالمي في الطاقة المتجددة أكثر من ضعف صافى الاستثمار في مجال الطاقة المولدة عبر الوقود الأحفوري في عام 2014، و ذلك للعام الخامس على التوالى .. كما نما التوظيف في قطاع الطاقة المتجددة ، حيث وصل عدد العاملين الى ما يقدر بنحو 7.7 ملايين الناس في جميع أنحاء العالم عام 2014. وتقدر الاستثمارات الجديدة في الطاقة المتجددة والوقود في جميع أنحاء العالم بنسبة 17 في المئة عن عام 2013، باجمالى استثمارات بلغت نحو 270.2 مليار دولار ، وإذا تم تضمين الاستثمارات الخاصة بتوليد الطاقة الكهرمائية، فان الرقم سيرتفع الى 301 مليار دولار، و لكن التقرير يستبعد الطاقة لان المستثمرين يستهدفون بقوة أحواض الأنهار الاستوائية في العالم لبناء السدود الكهرمائية الكبرى، والعديد من علامات التسائل حول مدى استدامة هذه المشاريع و مناسبتها للبيئة . يشير واضعى التقرير 2015 الى انه على الرغم من النمو الملخوظ فى مجال الطاقة المتجددة و زيادة الاستثمارات فيه الا ان الحالة المناخية العالمية تؤكد ضرورة الحاجة إلى بذل مزيد من الجهد لتحويل التدفئة والتبريد وكذلك تشغيل وسائل النقل الى التشغيل عبر مصادر الطاقة المتجددة. فعلى الرغم من ان استخدام مصادر الطاقة المتجددة الحديثة ينمو في هذه القطاعات، الا انها لا تزال تشكل جزءا صغيرا جدا من السوق بشكل عام.. لكن نمو قطاع الطاقة المتجددة الشاملة يمكن أن يكون أكبر إذا لم تستمر السياسات الحكومية الداعمة للوقود الاحفورى ، حيث يقدر الدعم السنوى بأكثر من 550 مليار دولار المقدم للوقود الأحفوري والطاقة النووية، وهذا الدعم هو المسؤل عن حفظ انخفاض اسعار الطاقة "بشكل مصطنع" ، لذا فخلق فرص متكافئة من شأنها أن يعزز تنمية واستخدام الطاقة ويحقق مزيد من الكفاءة و النمو لتكنولوجيات الطاقة المتجددة.