قد لا يعلم الكثيرون أن السر وراء عمليات البحرية المصرية الناجحة خلال حرب الاستنزاف هو وجود قائدين مصريين كبيرين هما اللواء محمد أحمد صادق رئيس أركان حرب القوات المسلحة «آنذاك» واللواء محمود فهمى عبد الرحمن قائد القوات البحرية. هذان الرجلان جمعتهما درجة كبيرة من الحب والثقة والتفاهم والتوافق وتميز كلاهما بالجرأة الشديدة والفدائية والروح الهجومية والإيمان بالمبادأة بالإضافة إلى الوطنية الشديدة والرغبة فى تكبيد العدو أفدح الخسائر. ويشهد سجل حرب الاستنزاف للقائدين العظيمين بإصابة الإسرائيليين بالذعر عندما قصفت المدمرات المصرية المواقع العسكرية الإسرائيلية فى رمانة وبالوظة وأحالتها إلى ركام ثم بعد ذلك إغراق السفينتين داليا وهيدروما فى ميناء إيلات وفى عملية ثالثة تم ضرب السفينتين بات يام وبات شيفع ونسف الرصيف الحربى لميناء إيلات فضلا عن عملية نسف الحفار الإسرائيلى «كيتنج» الذى كان مختبئا فى الساحل الغربى لإفريقيا. إن اللواء محمد أحمد صادق الذى رقى إلى رتبة الفريق أول نجح وهو مدير للمخابرات الحربية أن ينشيء مجموعة العمليات الخاصة بقيادة الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى التى استطاعت رفع رايات مصر فوق أرض سيناء بعد أشهر قليلة من نكسة يونيو 1967 وبالتوازى مع ذلك وفر كل الدعم للواء محمود فهمى قائد القوات البحرية الذى ينسب له فضل التخطيط لعملية إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات فى أكتوبر عام 1967 واستخدام الضفادع البشرية المصرية لأول مرة فى عمليات قتالية فى عمق المياه الإسرائيلية. وكثير وكثير من الصفحات المشرفة عن عشرات الأبطال الحقيقيين للعمليات الفدائية الجريئة خلال حرب الاستنزاف جمعها ببراعة وتدقيق الدكتور مدحت حسن عبد العزيز فى كتاب تحت عنوان «وحوش البحر».. إنه كتاب يستحق القراءة ويستحق أن يكون ضمن المراجع الوثائقية لهذه الفترة الذهبية من تاريخ العسكرية المصرية التى كان لى شرف معايشتها والمشاركة فى بعض وقائعها ومتابعة أدق تفاصيلها لحظة بلحظة… كانت أيام. خير الكلام: للأكاذيب سيقان كثيرة.. ومن ثم فالصدق يسبقها ! نقلا عن صحيفة الاهرام