عندما يضيق الصدر ويستحكم الظلم وتصبح الأوطان فريسة للذئاب لا يبقى من ملجأ سوى الله سبحانه وتعالى .. لا يبقى إلا أن يتضرع المرء إليه ويهتف من أعماق أعماق قلبه : "اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتى و قلة حيلتى و هوانى على الناس" . دعت الكنيسة المصرية أقباط مصر إلى الصوم ثلاثة أيام تضرعا إلى الله ليحفظ مصر ويرحم شهداءها وينعم عليها بالسلام .. وأجد في قلبي رغبة أن أشارك أخوتي الأقباط في صيامهم ودعائهم .. فالهم واحد وجسد الوطن واحد .. وإذا "إشتكى" عضو من أعضاء الجسد تداعت له باقي الأعضاء بالسهر والحمى كما علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم . يعتقد الظالمون أنهم أقوياء .. تسند ظهورهم المليارات التي عصروها من دمائنا .. وتسند ظهورهم السلطة التي إكتسبوها رغم أنفنا .. وتسند ظهورهم الفوضى التي زرعوها بيننا .. ولكن الله أقوى وأعظم وهو قادر أن يساندنا ضدهم .. وقف الله سبحانه وتعالى مع الملايين المتوحدين ضد الظلم في ميدان التحرير وميادين مصر .. توحد المصريون وصبروا وثابروا فوقف الله معهم .. شاء الله أن تتحقق معجزته فيهزم اللحم البشري حديد المدرعات .. وتهزم الدماء رصاصات القناصة .. وتهزم الأيدي المرفوعة بالدعاء اليد القابضة على السلاح والمال والسلطة .. إستجاب الله لدعاء ملايين المصريين المظلومين دون أن يحتاج دعاؤهم لتزكية من شيخ أو قسيس .. فقد تركنا رجال الدين المتمرغون تحت أقدام السلطة ودعوا الناس لعدم الخروج على ولي نعمتهم .. الله أكبر وأعظم من الذين يعتقدون أن الفوضى ستسند عروشهم وتمد في أيام حكمهم وتحمي ملياراتهم .. الله أكبر وأعظم من الذين يتاجرون بالدين ومن الذين يتاجرون بالوطن ومن الذين يتاجرون بكلمة الحق فيقوموا بتلوينها على هوى الحاكم وإيقاع القناة الأولى اللهم إني نويت صيام الأيام الثلاثة القادمة من شهر ذي القعدة تضامنا مع إخوتي الأقباط ليتوحد دعاءنا مستغيثين بك ضد ظالمينا وقاتلينا الذين أفسدوا في الأرض ويفسدون فيها وسفكوا دماء الوطن قربانا لفسادهم .