حتى الآن.. نجحنا -والحمد لله- فى عبور الفترة الصعبة فى الطريق لانتخابات الرئاسة. فشل الإخوان وحلفاؤهم من عصابات الإرهاب فى تعطيل المسيرة. لكن الأهم أن الفرقاء من تحالف 30 يونيو حافظوا على الحد المعقول من التفاهم، وأن المنافسة ظلت فى إطار المسموح به بين حلفاء لم ينساقوا إلى «هطل» من أرادوا تحويل الأمر إلى صراع يدمر كل شىء. فشل تحالف الإرهاب بين الإخوان والعصابات الإرهابية سيدفعها حتمًا لاقتراف المزيد من الجرائم، لكن هذا لن يحيى الموتى، وقد حكم الشعب عليهم بالسقوط النهائى بعد أن كشفوا عن وجه حاولوا إخفاءه حتى استولوا على الحكم، فإذا بنا أمام فاشية تتاجر بالدين ولا تخجل من إعلان عزمها على بيع الوطن!! انتهى الأمر بالنسبة إلى إخوان الإرهاب وحلفائهم. ومهما فعلوا فسيكون رد الشعب عليهم هو المزيد من المشاركة فى الانتخابات، ليؤكد للعالم كله أن هذا هو المسار الذى اختاره، بعد أن استعاد ثورته ورسم خريطة مستقبله، وليقول للعالم إن ما حدث فى 30 يونيو كان إرادة شعب وإن هذا الشعب لن يسمح بعودة الماضى، ولن يسمح أيضا لأى طرف خارجى بأن يملى عليه ما يفعل، بعد أن أدرك أنه لا ثورة ولا إنجاز إلا باستقلال الإرادة الوطنية قبل كل شىء. من هنا قد تبدو المفارقة فى المشهد الانتخابى، فرهان الأعداء كان على أن تقارب برامج المرشحين المتنافسين السيسى وحمدين ينتقص من حماسة الناخبين. لكن هؤلاء لا يفهمون -كالعادة- شعب مصر، ولا يدركون أن المعركة بالنسبة إليه ليست مجرد تنافس على كرسى الرئاسة، بل هى تأكيد على ميلاد نظام جديد لا مكان فيه للفساد أو الإرهاب أو الاستبداد، وهى تصديق على أحكام سابقة أصدرها الشعب بنهاية كل تنظيمات الإرهاب، وفى مقدمتها الإخوان، وبأن مصر القادمة هى مصر المدنية الديمقراطية المنحازة للعدل الاجتماعى والمتمسكة باستقلالها وبعروبتها إلى آخر مدى. لهذا النهج ستخرج الملايين لتشارك فى انتخابات الرئاسة، وسيزيدها إصرارًا ما تفعله فصائل الإرهاب بقيادة الإخوان من أعمال إرهابية، وما يصدر عن الأفاقين المتاجرين بالدين، مثل القرضاوى والبر وغيرهما، من فتاوى لا صلة لها بالإسلام الحنيف، تدعى زورًا وبهتانًا أن ممارسة الديمقراطية والمشاركة فى اختيار الحاكم هى أمور ضد الدين!! بينما الانقلابات التى تتوالى فى قطر هى (فى رأى هؤلاء الأفاقين) التطبيق الصحيح لشرع الدين!! ستخرج الملايين لترد على هذا الإفك، ولتلقن أصحابه من الإخوان وحلفائهم وداعميهم درسًا جديدًا، وإن كنا نعرف أنهم لا يملكون غير «ميزة واحدة» وهى أنهم لا يتعلمون!! وستكون المشاركة صفعة جديدة على وجوه باعت أوطانها وتاجرت فى دينها، وما زالت تتوهم أنها -بعد كل هذه الفضائح- قادرة على خداع الناس الذين رأوا الوجه القبيح لجماعات الشر بعد أن سقطت عنها كل الأقنعة. .. ويبقى الأهم، وهو أن يفهم الجميع أن خروج الملايين فى يوم الانتخاب ليس انحيازًا لشخص، بل لثورة ووطن. وأن الرسالة الأهم لهذا الخروج الكبير، إن شاء الله، هى التأكيد أن حلفاء الثورة ينبغى أن يحافظوا على تحالفهم، وليقيموا نظامًا لا مكان فيه لأعداء «25 يناير» أو «30 يونيو» ولا موقع فيه للفلول من الفاسدين أو الإخوان. انتخابات الرئاسة ينبغى أن تظل حتى اللحظة الأخيرة تنافسًا بين حلفاء، وأى خروج على ذلك غير مسموح به، وعيوننا ينبغى أن تكون مفتوحة على آخرها لنرى المتآمرين والمتربصين من أعداء الثورة، ولندرك أن علينا أن نخرج من معركة الرئاسة ونحن أكثر قدرة على مواجهة كل التحديات، وأن نفهم جيدًا أن معركة البرلمان هى قضيتنا الأهم، فبدون برلمان يدين بالولاء للثورة لن يستطيع الرئيس القادم أن يفعل شيئًا، بل سيكون عليه أن يواجه الفوضى أو يترك المجال لقوى الثورة المضادة.. وكلا الأمرين -بالنسبة إلى الشعب- هو المستحيل!!