"الكتاب المقدس لا يؤيد فكرة بناء الهيكل مرة ثانية بل يلغيها، ويؤيد فكرة السلام وليس فكرة الصراع"، هذا ما أشار إليه القس البريطاني الأسقفي ستيفن سيزر، الباحث المتخصص في علوم الإسرائيليات خلال ندوة كنيسة جميع القديسين الأسقفية بالزمالك. ستفين أشار إلى رسالة القديس بولس إلى "العبرانيين" – موجودة في الإنجيل العهد الجديد- بأن "الذبائح التي تقدم في الهيكل، لا تغفر الخطايا، وأن المسيح الذي مات على الصليب هو الذي يغفرها، وأننا لسنا في حاجة إلى ذبائح فهو مات مرة واحدة من أجل الجميع". مضحا أن "الهيكل الجديد هو الكنيسة، والمسيح أساس الكنيسة".
القس الأسقفي أشار إلى أن "السيد المسيح علمنا بأنه ليس مطلوب أن يكون الهيكل مرة أخرى، خاصة أن السيد المسيح عندما دخل أورشليم قال: بأن أورشليم سوف تٌنقض ولن يترك حجر على حجر، والسيد المسيح حل محل الهيكل، وبالتالي لسنا في حاجة إلى بناء الهيكل من جديد".
ستفين أشار إلى أن 58 بالمئة من اليهود يؤيدون بناء هيكل سليمان وهى أكبر نسبة لتعضيد موضع معين في المجتمع الإسرائيلي حسبما قال. وأكد أن اليهود المخلصين كرسوا حياتهم لبناء الهيكل، بالإضافة إلى أن هناك مجموعات لجمع التبرعات لإعادة بناء الهيكل والإعداد لكل شئ به من أساس مثل الشمعدانات وغيرها من الأساس، مضيفا ولكي تقدم ذبائح مرة أخرى في الهيكل يجب أن يكون هناك رماد من البقرة الحمراء، وهي ولدت بالفعل إلا أن الحاخامات اكتشفوا بها شعر رمادي، لينتهي مصير البقرة بأن تصبح "برجر".
ولفت إلى أن الأغلبية من اليهود يؤمنون بأن هيكل سليمان تحت المسجد الأقصى، والخطورة تكمن في عدد من اليهود يريدون تدمير مسجد قبة الصخرة، حتى يمكن بناء الهيكل من جديد، ويعتقدون بأن المسيح لن يأتي بنفسه إنما سوف يأتي بالحرب
وحذر من إذا أستطاع المستوطنون هدم المسجد الأقصى سيشعلون الصراع في المنطقة كلها.
من جهته قال الدكتور القس عاطف مهنى مدير كلية اللاهوت الإنجيلية خلال الجلسة الختامية لمؤتمر نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية بعنوان "المسؤولية المجتمعية في بناء الدولة الوطنية"، إن المؤسسات الدينية تلعب دوار هاما فى المسؤولية المجتمعية فى بناء الدولة الوطنية، موضحا أن هناك ثلاث توجهات تتعلق بإختلاف الأراء حول الدور نفسه وأن كان الانعزال متصدرا للمشهد.
وأشار إلى أن الاضطهاد والتهميش لبعض الأقليات يلعب دورا فى الانعزال ويجعل الأقلية تكتفى بتعليم ورعاية أبناءها المبادئ الدينية فقط، وعلى الجانب الآخر يقابله التطرف فى تطبيق العلمانية مما يؤدى الى تحجيم دور الدين أو تتدخل السلطة الحاكمة باسم الدين وتحرم وتحلل ما تريده. وقال يجب أن تبنى الدولة الوطنية على مفهموم ناضج للوطن والمواطنة.
وطالب بوجود تربية دينية لا تكفر الآخر وأن يكون البناء الداخلى للإنسان للفكر والضمير بدلا من الترهيب، موضحا أن المؤسسات الدينية عليها دورا هاما فى صنع السلام الاجتماعى، مضيفا "ونتعجب عندما يدخل الدين فى أحداث الفتنة الطائفية بدلا من القيام بدوره".
ولفت إلى الحاجة لتفعيل إصلاح الخطاب الدينى حتى يكون سلاح رائع يستخدم لخدمة المجتمع، وتدريب القساوسة والائمة ليكونوا متسعى الأفق، موضحا لابد من وجود آليات لتفسير النصوص "ونحتاج إلى قلب وعقل متسع فى تفسير النصوص الدينيه وآليات العمل المشترك فرجل الدين يجب أن يكون خادما للكل وليس داخل جماعته فقط".