أوضحت مصادر محلية في مدينة الرقة طبيعة الأحداث التي تشهدها المدينة بدء من يوم أمس، حيث قالت أن عناصر مسلحة تنتمي لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، استطاعت التسلل إلى المدينة من بين الأسر التي لجأت إلى مراكز الإيواء في الرقة. وقال أحد وجهاء الرقة، أن قيام بعض العناصر المنتمين لجبهة النصرة وآخرون ينتمون لعصابات ما يسمى ب "الجيش الحر" بالتسلل إلى المدينة، وصولا من محافظة دير الزور، التي وصلوها في وقت سابق عبر الحدود.
وقال الشيخ الذي رفض الكشف عن اسمه ، وهو من وجهاء المدينة، أن أشخاصاً من جنسيات خليجية إضافة إلى آخرين معروفين بسفرهم إلى البحرين وتوقيعهم عقودا من أجهزة أمنها مقابل نيلهم رواتب عالية وجنسية تلك الدولة، أتوا حاليا وقاموا بإشهار السلاح، وممارسة ما وصفوه بمعاقبة أهالي الرقة لعدم قيامهم بأي عمل مسلح ضد الدولة السورية.
وأكد المصدر مقتل أحد متزعمي جبهة النصرة المدعو محمد أحمد العبدولي وهو إماراتي الجنسية.
وأضاف المصدر أن اجتماعا لوجهاء المدينة يجري التحضير له لاتخاذ الآليات لطرد المسلحين منها، في الوقت الذي يؤكد فيه الوجهاء طلبهم من الجيش السوري التدخل لوضع حد للممارسات التي قام بها المسلحون منذ أمس.
وقال المصدر أنه تلقى اتصالات عديدة من قبل عائلات في الرقة طالبته بالتحرك للمطالبة بتدخل الجيش السوري، قبل أن تنقطع الاتصالات.
وأوضح المصدر أن مسلحي جبهة النصرة والمجموعات المسلحة نصبوا حواجز ليل أمس الاثنين، وقاموا بخطف مواطنين لمعاقبتهم على ما اسموه "عدم الجهاد"، كما قاموا بمصادرة بعض ممتلكات المواطنين بحجة أنها "زكاة ودعم للجهاد".
وقال المصدر أن بعض منازل المدنيين احتلها المسلحون لاتخاذها مقرات لهم، إضافة إلى قيامهم بتخريب البنى التحتية لاسيما شبكتي الاتصالات والكهرباء في المدينة ليسهل عليهم التخفي.
وأكد المصدر قيام المسلحين بإعدام شابين على الأقل ميدانيا ليلة أمس من أهالي المدينة، بعد اتهامهم بأنهم من "أعداء الجهاد".
وكانت مدينة الرقة قد شهدت أعمالا تخريبية أمس الاثنين على يد مسلحين، وصفته وسائل إعلام السعودية بأنه "تحرير للمدينة".
المصدر علق على هذا الكلام بأنه تحريف للحقيقة، لأن المسلحين الذين ظهروا في المدينة هم ليسوا من أبناءها ومن بينهم من يحملون جنسيات غير سورية وفقا لما تم التأكد منه بعد ظهورهم على الحواجز التي أقاموها.
وقال المصدر أن المسلحين أذاعوا تحذيرا صوتيا لأهالي المدينة صباح اليوم من معارضتهم أو عدم الانصياع لأوامرهم لأنهم في "مهمة جهادية" وجاءوا لنصرة "إخوانهم في الشام" حسب مزاعمهم، مهددين بالقول أن كل من سيقوم بمعارضتهم أو التعامل مع النظام فسيلقى عقوبة "إقامة الحد بالسيف".
يشار أن تعزيزات عسكرية أرسلت إلى المدينة اليوم الثلاثاء، وقام سلاح الجو في الجيش السوري بتدمير الحواجز التي أقامتها المجموعات المسلحة في الرقة، وقتل عدد من مسلحي جبهة النصرة من بينهم أمير جبهة النصرة في الرقة المدعو أبو عبدالله الغريب والإماراتي محمد العبدولي ومحمد نصيف وعشرات المسلحين الآخرين.