محور اهتمامنا في هذا الباب سوف يتركز حول "السلم الموسيقي للممارسة الحميمة"، وأحسب أنه من المهم والضروري أن يتدرب كل زوجين على كيفية صعود السلم درجة درجة وعزف أعذب الألحان معا، ولن يمكننا صعود درجات السلم درجة درجة إلا بعد أن نفتح الباب.. باب الرغبة، وهناك الكثير من الطرق التي تؤدي إلى هذا الباب، وهناك مفاتيح لفتحه، وأقفال لغلقه، وواجبنا الآن أن نتعرف على هذه الطرق والمداخل لنسلكها والمفاتيح لنستخدمها، وكذلك من واجبنا التعرف على الأقفال حتى نتجنبها. استكشاف بحور المتعة بين الحوار والتجربة والخطأ: وفي البداية من المهم أن ندرك أن المتغيرات التي تؤثر في الرغبة الجنسية شديدة التركيب والتعقيد والتداخل، وفي محاولة منا لتبسيط هذا الأمر يمكننا أن نقسم هذه الطرق والأبواب إلى مجموعتين أساسيتين من العوامل: عوامل نفسية وعاطفية، وعوامل حسية جسدية.
وقبل أن نتطرق للحديث عن كل نوعية من هذه العوامل على حدة يجب علينا أولا أن ندرك حقيقة على جانب كبير من الأهمية، وهي أنه على الرغم من وجود تشابه كبير وعوامل مشتركة بين النساء والرجال وكذلك بين كل النساء وكل الرجال؛ فإنه في النهاية لكل إنسان منا خصوصيته.. كل واحد منا كائن متفرد.. ولذلك فعلى كل زوجين في بداية حياتهما أن يبحرا معا في بحار المتعة لاستكشاف النفس والتعرف على شريك الحياة.. وزورقهما في هذه الرحلة الممتعة هو "الحوار والمصارحة والتجربة والخطأ".
مفاتيح وأقفال الرغبة
مفاتيح الرغبة النفسية والعاطفية كثيرة وأهمها على الإطلاق: * التوافق العاطفي بين الزوجين المتحابين.
* رغبة كل منهما في إسعاد الآخر والحرص على التعرف على ما يسعده وإتيانه، والتعرف على ما يضايقه وتجنبه.
* شعور كل طرف من طرفي العلاقة أن الحبيب راغب في وصاله ومشتاق إليه.
* من خلال مداومة تذكر ما كان في الممارسات والخبرات السابقة من متعة وجمال.
* من خلال الخيال الخصب الذي يبدع ويبتكر أشكالا من فنون المتعة والإمتاع لإسعاد النفس وشريك الحياة.
* التعبيرات الرومانسية الجميلة.
* الحرص على مراعاة الحالة النفسية والوجدانية لشريك الحياة.
أما الأقفال النفسية التي تغلق الباب أمام الرغبة فتتمثل في: * الانفصال العاطفي وفقد التواصل والنفور النفسي من شريك الحياة كنتاج لسلوكيات وصفات منفرة (ومنها العنف الجسدي والمعنوي).
* أنانية شريك الحياة وحرصه على تلبية احتياجاته فقط وبدون مراعاة لمشاعر واحتياجات شريكه.
* التربية الخاطئة التي ترسخ في الأذهان استقذار الممارسة الجنسية. * خبرات مؤلمة سابقة تعرض لها الشخص نفسه (كالتحرش في الصغر) أو تعرض لها المحيطون به.
* إدمان التعرض للأفلام والمواقع الجنسية مما يؤدي إلى تصريف الطاقة في هذه المشاهدات.
* إدمان التطلع لامتلاك النموذج الجمالي الذي تروّج له وسائل الإعلام مما يفقد الإنسان الرغبة في التمتع بما بين يديه من مستويات أقل من الجمال.
* الخوف أو التوتر والقلق والانغماس في دوامة الحياة وكثرة الأعباء الحياتية.. مما يمنع التركيز ويصرف جلّ الطاقة في الأنشطة الحياتية.
* التغيرات النفسية المصاحبة للحمل والولادة، وكذلك مع حالات الاكتئاب، وكنتاج لتناول بعض الأدوية.
وللحديث بقية...تابعونا من كتاب "ألف باء فراش الزوجية" شبكة إسلام أون لآين.نت