مع انطلاق صافرة الحكم "ويب" لتعلن تتويج المنتخب الإسباني بكأس العالم، ومع فرحة المصريين "اللي بيشجعوا إسبانيا طبعا" باللقب الكبير و"اللي مش معاهم" يخيم عليهم الحزن البرتقالي.. وجدت نفسي لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء.. لأني كنت مشغولاً في حلم يقظة.. "خير اللهم اجعله خير".. حلمت إني واقف أمام الحوض المائي للإخطبوط "بول".. اللي صدقت كل توقعاته في نتائج مباريات المونديال.. ورغم إيماني الشديد بمقولة "كذب المنجّمون ولو صدقوا" فإني لقيت نفسي -كمصري- باكلم عمّنا "بول" وأحاول أطلع منه شوية "توقعات" لأمور تشغل بالي، وأكيد تشغل بال كل المصريين.. وحتى لا يتهرب مني أو يرفض أغريته بزيارة الأهرامات وأبو الهول وبأكلة فول وطعمية.. قدّام العرض بتاعي هزّ "بول" دماغه إنه موافق.. وطلب مني أجهز الصندوقين إياهم و"أرمي بياضي" عليهم، وهو هيعمل اللي عليه، ويختار صندوق من الصندوقين في كل حالة.. قلت أبتدي بالرياضة وآهي تخصصه برضه، على صندوق حطيت صورة اللاعب "جدو" وجنبه علم الأهلي، والصندوق الثاني صورة اللاعب وجنبه علم الزمالك.. ما هي قضية رأي عام، وبدل المحاكم وإيقاف اللاعب يقول لنا عم بول اللاعب من حق مين وخلاص، ووصيت بول بالمرة يختار بطل الدوري اللي جاي!. قلت أكمّل في الرياضة، على صندوق حطيت صورة "أحمد شوبير" وعلى الثاني صورة "مرتضى منصور".. ورينا بقى شطارتك يا عم "بول".. مين الظالم ومين المظلوم؟ نسيب الرياضة ونطلع على السياسة، السنة دي سنة انتخابات مجلس شعب، الصندوق الأول حمل شعار الحزب الوطني الديمقراطي، والصندوق الثاني حمل شعار جماعة الإخوان المسلمين.. وما على "بول" إلا وضع علامة صح أمام من سيرشّح!. لسّه السياسة تحتاج لتوقعات عمنا "بول"، والمرة دي حاجة كبيرة، انتخابات الرئاسة العام القادم، ولحد دلوقتي فيه غموض من سيرشح نفسه للرئاسة.. وهنا الصندوق الأول حمل صورة جمال مبارك والصندوق الثاني محمد البرادعي.. تفتكروا "بول" هيختار أي صندوق؟!! نترك السياسة إلى قاعات المحاكم وأولها أزمة جناحي العدالة، الصندوق الأول من نصيب القضاة والثاني من نصيب المحامين.. وخلي بالك يا "بول" من نفسك؛ الأزمة فيها لكمات وضرب وشتائم وحبس وزنازين، ومش هاوصّيك بالعدالة!. القضية الثانية هشام طلعت مصطفى، والسؤال المحير: هيطلع براءة ولا هيتنفذ حكم الإعدام عليه؟، حرّض على قتل سوزان تميم ولّا الراجل طاهر اليد؟ توقّع يا "بول" كفاية حيرة!. الحلم وصل إلى محطة الثانوية العامة ليتحول إلى كابوس، وأمام أسوأ نتيجة للثانوية العامة منذ سنوات يحمل الصندوق الأول صورة وزير التعليم أحمد زكي بدر، والصندوق الثاني صورة للطلاب ودموعهم تتساقط وصراخهم يتعالى، ونسأل "بول" سؤال "إجباري": "بِمَ تفسّر: تصريح وزير التعليم أنه سوف يذهب بنفسه لتهنئة من يحصل على مجموع 85%".. جاوب يا عم "بول"، وتوقع وما تخافش من "النتيجة"!. إلى الإسكندرية وتحديدا إلى كليوباترا يصحبنا عمنا "بول"، الشاب "خالد سعيد" تعتلي صورته الصندوق الأول، ورجال الشرطة الصندوق الآخر، قل لنا يا أخطبوط نصدّق مين؟ خالد بلع لفافة الحشيش ولا المخبرين هما اللي أصحابها؟. نسيب بحر إسكندرية ونرجع للنيل.. ما هو كمان عليه مشكلة، صندوق عليه مصر والسودان، والصندوق الثاني بقية دول حوض النيل، مين على حق؟ إحنا ولا الناس التانيين؟ (يا رب نكون إحنا). انتهى الحلم؛ لأن "بول" تعب توقّعات، بس لسه الأمور اللي نحتاج فيها لتوقعاته لم ولن تنتهي.. ويبقى السؤال.. تتوقعوا إنتم إيه لاختيارات "بول" في كل ما سبق؟!