تؤكد الطفرة المتزيدة في اعتماد الجيل القادم من الأجهزة المتصلة بالشبكة الدولية للمعلومات ( الإنترنت) ضمن المنازل الاهتمام المتزايد الذي يوليه مستهلكو المحتوى الجديد لتجربة مثل هذه الأجهزة الحديثة. وذلك وفق الدراسة الحديثة الصادرة عن شركة الاستشارات الصادرة "بين آند كومباني" (Bain & Company) والتي قامت باستعراضها خلال "منتدى دافينيون" (Zignon Forum dA-) تحت عنوان "الخدمات والأجهزة المتصلة: إعادة ابتكار المحتوى". وأشارت نتائج تلك الدراسة إلى أنه على الرغم من توجه المستهلكين نحو زيادة اعتمادهم على المحتوى الالكتروني لمقاطع الفيديو وألعاب الفيديو والنشاطات الثقافية والترفيهية الحية ، إلا أن الشركات الإعلامية والمؤسسات الثقافية فى منطقة الشرق الأوسط والعالم تواجه منافسة شديدة لتعزيز الإنفاق الاستهلاكي المتزايد ما لم يتم ابتكار نماذج أعمال جديدة و "محتوى طموح". وأفادت دراسة "بين آند كومباني"، التي شملت أكثر من 3.000 مستهلك في فرنسا والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدةالأمريكية والصين والهند ، بأن ارتفاع درجات الحماس لدي المستهلكين ستنعكس على زيادة الأرباح ما لم يتم تطوير طرق جديدة مبتكرة. وقال باتريك بيهار ، رئيس قسم المحتويات الترفيهية والإعلامية في "بين آند كومباني" في أوروبا ومؤلف رئيس في الدراسة: "لا تزال الثورة الإعلامية مستمرة ، ولكن ينبغي على شركات الترفيه الإعلامي السعي إلى تطوير المحتوى وابتكار استراتيجيات تنويع فاعلة لإطلاق قنوات جديدة تزيد من معدلات الإنفاق الاستهلاكي". ورأت الدراسة بأن التحول الأكبر في تجربة المحتوى المتصل ستكون نتيجة الفيديو ، ويسعى نصف المشاركين في العينة في الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة إلى زيادة اعتمادهم على محركات البحث للوصول إلى المحتوى، بينما يخطط ثلث العينة إلى الاعتماد على آراء الأصدقاء لاختيار البرنامج التلفزيوني المفضل لديهم ، وفيما يتعلق بنسبة المستهلكين في الهند والصين فشهدت ارتفاعاً ملحوظاً وصل إلى 45%، على الرغم من حقيقة أن النقص في البنية التحتية ستحد من قدرة العديد من المستهلكين على مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الأجهزة المتصلة وبالأخص في الهند. وأوضحت الدراسة بأن برامج الخيال العلمي على استعداد لمثل هذا التحول ، ومن جهة أخرى ، ستساعد زيادة الترابط مع شبكة الإنترنت في تسريع عملية تطوير صيغ صوتية ومرئية قصيرة على الموقع الالكتروني. وتمكن معدو سلسلة مقاطع الفيديو الهواة والمحترفين من جذب جمهور كبير عبر شبكة الإنترنت ، وإن كان محدود نسبياً. وأعرب 30 إلى 45% من العينة في الأسواق الغربية عن اهتمامهم بهذه الصيغ على الأجهزة المتصلة ، على الرغم من أن نحو ثلثي العينة أظهروا عدم استعدادهم للدفع. وعلى العكس ، أكد نحو ثلاثة أرباع من العينة في الهند والصين اهتمامهم بسلسلة مقاطع فيديو القصيرة. وقال لوران كولومباني ، رئيس قسم المحتويات الترفيهية والإعلامية في "بين آند كومباني" في فرنسا ومؤلف مشارك في الدراسة: "أظهر غالبية المستهلكين اهتماماً كبيراً بمشاهدة مقاطع الفيديو عبر شبكة الإنترنت على حساب القنوات التلفزيونية التقليدية". وتعتبر ألعاب الفيديو أرضاً خصبة لتطوير تجارب المحتوى المبتكرة. وأكد 40% من العينة في الأسواق الغربية استخدامهم محطة أو وحدة تحكم متصلة ، في حين قال أكثر من 60% من العينة العشوائية المشاركة بأنهم كانوا على وشك زيادة استخدامهم لألعاب الفيديو. ومع ذلك ، سيبقى هناك فجوة بين الأجيال على مستوى مستخدمي الألعاب ، إذ إن 60% ممن هم تحت سن ال 35 يرون أنفسهم أكثر إقبالاً على اللعب بها، في حين لا تتجاوز النسبة 25% بالنسبة لمن هم فوق سن ال 55. وتتمتع النشاطات الثقافية والترفيهية الأخرى ، مثل الفنون البصرية والعروض الترفيهية المباشرة ، بخيارات محدودة عبر شبكة الإنترنت. وفي الوقت الذي أظهر فيه ثلثي المستهلكين الغربيين اهتماماً قوياً ومثيراً بالتجارب الثقافية المتصلة ، توقع أقل من الثلث تمضية المزيد من الوقت على هذه النشاطات. وتجذب معظم العروض المباشرة شريحة صغيرة ومعينة من الجمهور والتي تحد من الخيارات المؤدية إلى تحقيق أرباح مجدية. وبالمثل أكد ثلاثة أرباع الذين يخططون إلى زيارة المتاحف بصورة متكررة بسبب المحتوى المتصل بأنهم باتوا زوار اعتياديين الآن، في حين كشف أقل من 18% من غير الزوار عن خططهم لتخصيص المزيد من الوقت للمؤسسات الثقافية نظراً للتجارب المتصلة. هذا وقد أكد عدد كبير من الأشخاص استعدادهم للدفع مقابل تطبيقات متطورة للدليل الصوتي في متاحف عن طريق الهواتف الذكية يصل إلى أربعة أضعاف المستعدين للدفع لتطبيقات الدليل الصوتي الخاصة بالمتاحف.