- المسلسلات جعلت أبطالها "أسطورة" ، وراهنت على إصابة المشاهدين ب "زهايمر" . - "الدالي" يكرر نفسه .. و"نونه" سقطة لحنان ترك ، وتيم الحسن "رأفت الهجان" . - تامر حسنى "يجمل" صورته ، "وادي الملوك" ، "دوران شبرا" ، والصاوي وصالح .. الأفضل . عشرة أيام مرت على شهر رمضان الكريم ، الذي شهد عرض عدد غير قليل من الأعمال الدرامية التي حرصت على التواجد هذا العام على شاشات القنوات المصرية والعربية أملاً في إثبات الوجود في ظل غياب الكبار ، وهي الفرصة التي وجدها صغار المنتجين للتواجد بأعمالهم ووجدها الفنانين الشباب فرصة لإثبات تواجدهم بعد سنوات من التهميش ، ورغم أن الاعمال التي عرضت ظهرت من خلال "البروموهات" بمستوى جيد وأثارت إنتباه المشاهدين ، إلا أن الحلقات الأولى للعمل لم تثبت جودتها وكشفت تواضع مستواها ، سواء من ناحية التناول الدرامي أو من حيث الإخراج والشكل الذي يتضح في معظم الأحيان أنه تم بسرعة وتم التصوير بسرعة لكي يتم اللحاق بعرضها في رمضان . الغريب أن عدداً كبيراً من الأعمال التي عرضت هذا العام يقوم ببطولتها نجوم كانت لهم آراء سياسية معارضة للثورة ومساندة للنظام السابق "القوائم السوداء" ، ورغم ذلك لم يحرص أي منهم على الخروج بنفي للتصريحات التي أدلى بها أثناء الثورة التي اتهم بها الثوار أنهم يعملون لصالح أجندات أجنبية ورغم ذلك هناك منهم من زج بالثورة في مسلسلة وقام بترقيع العمل في آخر حلقاته بأحداث الثورة لمغازلة الجمهور واستغرق الأمر الكثير بالنسبة لهم إلا أنهم وافقوا على تأخير الإنتهاء من التصوير مقابل أن يتم توثيق الثورة في أعمالهم وينفوا تهمة مساندتهم للنظام السابق ، وراهن أبطال تلك الأعمال على إصابة المشاهدين ب "الزهايمر" ولن يتذكروا مواقف هؤلاء الفنانين ، الغريب أن الامر لم يتوقف عند هذا الحد بل امتد ليصنع من هؤلاء النجوم "أسطورة" وسعى كل نجم أن يخلق لنفسه مكانة وترتيب متقدم بين نجوم الصف الأول فرأينا "غادة عبد الرازق" صاحبة مسلسل "سمارة" والتي كان لها موقف معارض للثورة في ميدان "مصطفى محمود" تسعى لكي تصنع لنفسها مكانة فريدة بما تقدمه حتى لو كان هذا من خلال عمل درامي عن فيلم سينمائي تم تقديمي في منتصف العقد الماضي في محاولة منها لتحقيق النجاح الذي حققته من قبل في مسلسل "الباطنية" والإقتراب من نجاح مسلسلها الأخير "زهرة وأزواجها الخمسة" لكي تحافظ على الأجر الذي يعد الأعلى الآن بين نجمات الدراما . أما "تامر حسني" الذي كان له موقفاً معارضاً أيضاَ للثورة فساعدته قصة العمل التي بدأت بعرض بعض ممارسات أمن الدولة ووضع نفسه في الأحداث كشاب فقير يعاني من الفقر والظلم ، ومن خلال الأحداث القادمة يتعرض للظلم والتعذيب من أمن الدولة وستختتم أحداث المسلسل بقيام ثورة يناير وكان العمل تنبأ بالثورة بأحداثه . ومن الوضح من خلال الحلقات الأولى لمسلسل "الدالي الجزء الثالث" أن الفنان "نور الشريف" يكرر نفسه ولا يجد الجديد ليقدمه من أحداث ، وهذا اتضح من الحلقات العشر الماضية التي لم تقدم أحداثاً جديدة ومازال الصراع في المسلسل قائم بين نفس الأطراف وبنفس التكتيك الذي اعتاده الجمهور في الجزئين السابقين ، وهي نقطة وقع فيها "الشريف" رغم تأكيده أنه لن يقدم جزء جديد من الدالي إذا كان العمل لا يقدم أحداثاً مختلفة . نفس الأمر السابق ينطبق على مسلسل آخر مؤجل من العام الماضي وهو "عابد كرمان" الذي اتضح من الحلقات الأولى أنه جزء مكرر من أحداث "رأفت الهجان" حتى أن "تيم الحسن" استخدم نفس اسم محمود عبدالعزيز وهو "ديفيد" ونفس طرق التمويه مع الوضع في الإعتبار أن العمل من وحي خيال الكاتب ، حتى أن البعض اعتقد أنه لولا إعتزال بعض أبطال فريق عمل مسلسل "رأفت الهجان" لكان قد استعان بهم المخرج بفريق العمل بالكامل وعلى رأسهم "يوسف شعبان" والأحداث ستختلف فقط في الحلقات القادمة بعد توغل "عابد كرمان" في المجتمع الإسرائيلى وعلاقته مع كبار المسئولين في الجيش هناك على عكس "رأفت الهجان" الذي وطد علاقته بالسياسيين في المجتمع العبري . واصلت النجمة "حنان ترك" السقوط بمسلسلها الجديد "نونة المأذونة" الذي تقدم من خلاله نفسها بشكل مختلف لا يتماشى معها حتى أن الكثير فوجئ بها وبأدائها خاصةً أن أدائها لا يتناسب مع الشكل الكوميدي كما أنها لم تقدم هذا الشكل من الكوميديا من قبل ، وإذا كان هذا مقبول من "هند صبري" كما تم تقديمه العام الماضي في مسلسلها "عايزة اتجوز" فالجمهور لم يتقبله من "حنان" في تجربة أول مأذونة في مصر وتعرضها لمواقف صعبة عليها أن تقوم بحلها لنفسها وهو ما يكشف عدم تناسب وظيفة المأذونة مع المرأة وهو الأمر الذي أثار غضب أول مأذونة فى مصر ، والتي قررت مقاضاة فريق عمل المسلسل الذي اعتبرته يتعرض لها ولأسرتها ويسيئ لها بشكل كبير . واتضحت من الحلقات الأولى للأعمال الدرامية تميز عدد منها التي بات من الواضح أنها نفذت بحرفية شديدة ولا يوجد في أي من أطرافها ضعف يذكر سواء من ناحية الإخراج أو السيناريو أو أبطال العمل ، ويأتي في مقدمة هذه الأعمال مسلسل "وادي الملوك" الذى كتبه الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي "ابن النيل" ويقوم ببطولته نخبة من كبار النجوم ويقوم بإخراجه حسني صالح ، ويأتي بعده مسلسل "خاتم سليمان" الذي يقوم ببطولته النجم خالد الصاوي ويجسد من خلاله شخصية متميزة أجاد في تقديمها في الحلقات الأولى للعمل ووضح أنه كان الأنسب لها ، وهو عمل لا يقل عما قدمه العام الماضي وهو "أهل كايرو" وإن كانت الشخصية لا تختلف كثيراً عن التي قدمها العام الماضي بأدائه السهل . نفس الأمر يتكرر أيضاً مع "خالد صالح" في مسلسله "الريان" الذي يقدم من خلاله شخصية رجل الأعمال الشهير ، والتي تراجع عنها فريق العمل بسبب إعتراض صاحب القصة الحقيقية للمسلسل على بعض أحداثه ، ومن بعيد يأتى مسلسل "الشحرورة" في المركز التالي كأحسن مسلسل ، وقد تأتي الأيام القادمة بجديد بالنسبة للأعمال التي لم تتضح صورتها بعد عشرة أيام كاملة .