حقق عرض الوفد الفني لدار الاوبرا المصرية في أوبرا عايدة بالمسرح المكشوف للاكاديمية المصرية للفنون بروما، والذي أقيم بمناسبة مرور 150 عاما على تقديمها لأول مرة في مصر، وحضره مايقرب من ألف مشاهد من الجمهور الإيطالي والجاليات المصرية والعربية. في ذات السياق قالت د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة أن الثقافة والفنون في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تشهد حراكا دوليا وإقليميا مثمرا، وأكدت عبد الدايم أن دور القوة الناعمة كلغة عالمية واحدة يتحدثها كل شعوب الأرض وجسرا للتواصل بين الدول، كما أوضحت الدور الدبلوماسي الثقافي وتأثيره الفعال في حوار الحضارات وتبادل الثقافات، مشيرة أنها وسيلة هامة للترويج للفنون والحضارة المصرية تسمح بتقاسم أشكال التعبير الإبداعي والقيم الثقافية بين الدول والشعوب. ومن جانبة أشاد السفير هشام بدر سفير مصر في روما بالعرض ووصفة بالاسطوري وأيضا المستوى الفني الراقي الذي ظهر به الفنانين المصرين، مؤكدا أن الفن أحد وسائل التعبير الهامة التي تدعم العلاقات الوطيدة بين مصر وإيطاليا. وقالت د. هبه يوسف أن دعم وزارة الثقافة لاكاديمية الفنون المصرية بروما توج بهذا الختام لموسم الثقافة، والذي أقيم تحت عنوان (مصر إيطاليا حضارة وثقافة .. صداقة بلا حدود)، وأشارت أن أوبرا عايدة تعكس هذا المعنى بإعتبارها مستوحاه من الحضارة المصرية القديمة. وكان الاحتفال قد انطلق بإفتتاح معرض فوتوغرافي ضم أكثر من 100 صورة تحكي قصة أوبرا عايدة في مصر، ثم بدأ العرض الفني أوبرا عايدة، والذي إنصهرت خلاله الحضارة المصرية والإيطالية، وشهد تألقا لفناني الأوبرا المصرية الذين أبهروا الجمهور بأدائهم المتميز على مدار أكثر من ساعتين. ونجح نجوم فرقة أوبرا القاهرة بمديرها الفني السوبرانو العالمية إيمان مصطفى في جذب الأنظار بأدائهم المتميز، وملابسهم الفرعونية بما تحمله من دلالة على الحضارة المصرية، وتمكنوا بقدراتهم الصوتية والحركية من سرد القصة،وفي خلفياتهم صور مجسمه تعبر عن العمق التاريخي ومنها المعابد الفرعونية والأهرامات والنيل مع توظيف الإمكانيات التكنولوجية والمؤثرات الضوئية والصوتية، والتي خدمت العرض بشكل مباشر ومؤثر وقد تم دمج ذلك في إطار رؤية فنية وفكرية جديدة للمخرج هشام الطلي، تعبر عن مضمون العمل وأهدافه من حيث تظافر الإبداعات الفنية للموسيقى والغناء والباليه بما يليق بأهمية وعظمة تاريخ مصر. كما نجح عارضو فرقة بالية أوبرا القاهرة تحت إشراف ارمينيا كامل وتدريب لمياء زايد في تجسيد مشهد النصر وعودة الجيش المصري منتصر بصور ة مبهرة ومبهجه في حالة من التناغم الجسدي والحركي . قام بأداء الأدوار الرئيسية من نجوم فرقة الأوبرا الذين أكدوا أنهم سفراء القوة الناعمة لمصر السوبرانو إيمان مصطفى في دور عايدة، الباريتون عماد عادل في دور اموناصرو، الميتزوسوبرانو جولي فيظي في دور أمنيرس، الباص رضا الوكيل في دور رامفيس، أسامة علي في دور الرسول، عزت غانم في دور الملك، داليا فاروق في دور كبيرة الكهنة، كما تمكن مصمم الاضاءة م. ياسر شعلان من إبراز تفاصيل العمل الفني بالاسقاطات الضوئية، وصمم الجرافيك الفرعوني م. محمد عبد الرازق، وإستطاع مهندس الصوت خالد درويش من خلال التحكم في التسجيلات الموسيقية وتعويض غياب الأوركسترا ليخرج العرض بعناصر الإبهار مكتملة وتعزف الأوبرا المصرية سيمفونية من الإبداع في روما . حضر الحفل عددا من السفراء والدبلوماسين من الدول العربية والأجنبية في روما منها أمريكا، وكندا، والعراق، واليمن، وفلسطين، وموريتانيا، والسفيرة إيناس مكاوي رئيس بعثة جامعة الدول العربية. الجدير بالذكر أن أوبرا عايدة وضع موسيقاها الإيطالي فيردى، وكتب نصها الغنائي مواطنه جيسلا نزوتى مستلهما قصة عالم الأثار الفرنسي أوجست مارييت، التي خلد فيها إنتصار المصريين على الاحباش حيث يقع قائد الجيش الفرعوني راداميس في غرام الأميرة الحبشية عايدة بعد أسرها ومحاولة الفرار من حاكم البلاد الذي اكتشف خطتهما، وأمر بدفن القائد راداميس حياً لإتهامة بالخيانة العظمى، وكان من المقرر تقديمها لأول مرة ضمن الاحتفالات بإنتهاء حفر قناة السويس عام 1869، وتم تقديمها بعدها بعامين وتتميز بالديكورات الفخمة التي تعكس عظمة تاريخ مصر وتراثها الحضاري، وبالأعداد الضخمة للعارضين والمجموعات، كما نال أحد مقاطعها الموسيقية الذي يصور لحظة الإنتصار (مارش النصر) شهرة واسعة ولاقت نجاحاً كبيراً عند عرضها في مختلف دول العالم. ماري جرجس شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)