اتهمت مصادر يمنية محلية في محافظة إب الميليشيات الحوثية بتصعيد ظاهرة اختطاف الأطفال والفتيات في المحافظة بهدف التجنيد والابتزاز والاستغلال. وتصاعدت الظاهرة، وِفقًا لسكان المحافظة، على نحو مخيف سواء في مركز المحافظة أو في 22 مديرية أخرى، في ظل انفلات أمني غير مسبوق تحت حكم الميليشيات الحوثية التي يهيمن عناصرها على كافة مفاصل الأجهزة الأمنية والاستخبارية. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر أن عصابات منظمة تتبع قادة في الجماعة في إب وراء تفشي جرائم الاختطاف بحق الفتيات وصغار السن في المحافظة، حيث تحول الأمر إلى واحدة من الظواهر التي باتت تؤرق السكان وتقض مضاجعهم. ولا تزال هذه الجرائم لا تزال يوميًّا أرقامًا مقلقة، فيما تواصل سلطات الميليشيات في المحافظة تجاهلها المتعمد لحجم البلاغات المقدمة لها عن وجود حالات اختطاف. ومن ضحايا جرائم الاختطاف التي شهدتها إب فتاة تدعى (نسرين. ح)، والتي تم اختكافها قبل أيام من قبل عصابة مجهولة وسط مدينة إب، حيث قطعت العصابة قطعت طريق الطفلة نسرين (16 عامًا) وقت الظهيرة أثناء عودتها من مدرستها إلى منزلها وقامت باختطافها واقتادتها بالقوة على متن سيارة إلى جهة مجهولة، لكن بعد ساعات قليلة أعاد الخاطفون الفتاة من اختطافها إلى المكان الذي اختطفت منه ثم لاذوا بالفرار، وذلك بحسب راوية مواطنين. وفي السياق ذاته، أكد مصدر محلي في المحافظة ل"الشرق الأوسط" أن جريمة اختطاف الطفلة نسرين واحدة من عشرات الحالات التي تُسجل في المحافظة، ويتم التكتم عليها من قبل الكثير من العائلات خشية "العار الاجتماعي". وأوضحف المصدر أنه نظرًا لحساسية الأمر، ولعادات المجتمع المحافظ وأعرافه، وتحرج الكثير من الأسر عن الحديث عن مثل تلك القضايا عقب حدوثها لم يتم الإعلان عن عشرات الحوادث تعرض خلالها فتيات وأطفال للاختطاف على يد عصابات يرجح ضلوع قيادات في الجماعة وراءها. وتحدث أهالي المحافظة أيضًا عن الطفلة براءة (15 عامًا)، والتي تعرضت لعملية اختطاف مماثلة للتي تعرضت لها نسرين، حيث ظلت عصابة تترصدها لساعات في منطقة السبل غربي المدينة قرب منزلها، ثم اقتادتها على متن حافلة إلى جهة مجهولة. وطفل آخر يبلغ من العمر 12 عامًا تعرض قبل يوم واحد من تلك الحادثة لعملية اختطاف على يد عصابة وصفت ب"الإجرامية"، بالقرب من إحدى أسواق تلك المنطقة. وطفلة أخرى (3 سنوات) تعرضت بذات اليوم للاختطاف قرب مدرسة عين شمس بمنطقة السبل، إلا أن مصادر أخرى أكدت أنه تم إحباط تلك العملية من قبل موظف ضرائب كان موجودًا لحظة وقوع الجريمة، حيث لاحظ الخاطف وهو يضع الطفلة الصغيرة وسط كيس كبير قبل أن يتم القبض عليه. وفي غضون ذلك، يؤكد ناشطون حقوقيون أن العشرات من الفتيات كثيرًا ما يقعن ضحية لعصابات منظمة تمارس أعمال خطف في المدينة، مستغلة حالة الانفلات والفراغ الأمني. وتمكن الأهالي، في أكتوبر الماضي، من إحباط ثلاث محاولات اختطاف لفتيات دون سن العاشرة في أكثر من حي بمديريتي المشنة والظهار بمحافظة إب. وذكرت تقارير محلية حينها أن مواطنين أحبطوا عملية اختطاف لطفلة من حي أكمة الصعفاني بمديرية الظهار، وتم إلقاء القبض على الجاني، بعد أيام من العثور على جثة طفل تم قتله بذات المديرية. وأفادت التقارير بأنه تم خلال نفس الفترة في مديرية المشنة شرق إب إحباط جريمتي اختطاف لفتاتين من قبل ذويهن الذين تمكنوا من إنقاذهما، فيما لاذ الجناة بالفرار. وفي نهاية العام 2018، تعرضت طفلة لجريمة اختطاف من قبل نافذ حوثي، إذ استعان بامرأتين لخطف الفتاة (م.ص) بالقرب من المشتل الزراعي بمنطقة الصلبة جوار الاستاد الرياضي وسط مدينة إب. ووفقَا لمصادر محلية فإن الفتاة المختطفة (12 عامًا) تنتمي إلى أسرة فقيرة بمديرية السبرة جنوب شرقي إب. وبحسب بلاغ تقدم به والد الفتاة المختطفة فإن الخاطف يدعى محمد المجيدي وكان يهدف من عملية الاختطاف تلك لإجبار والد الطفلة على زواجها منه بالقوة. ولم تقتصر عمليات الاختطاف على الفتيات فقط، بل طالت عشرات الأطفال من الذكور أيضًا، إذ تعمد الجماعة بشكل متواصل إلى اختطاف الأطفال (صغار السن) من أحياء محافظة إب ليتم الزج بهم فيما بعد في جبهات القتال دون مراعاة لأعمارهم ودون علم أسرهم وذويهم. وأشار مصدر أمني ل"الشرق الأوسط" في وقت سابق إلى أن الميليشيات الانقلابية أنشأت خلايا تابعة لها ضمن جهاز ما يسمى "الأمن الوقائي" مهمتها اصطياد الأطفال والمراهقين من جوار منازلهم وأثناء خروجهم من المدارس أو ذهابهم إلى المتاجر لخدمة ذويهم. ويضيف المصدر أن أفراد هذه الخلايا المنتشرين في مختلف المدن الخاضعة للجماعة بما فيها محافظة إب يحصلون على مبالغ مالية تعادل 500 دولار نظير خطف كل طفل أو مراهق إلى معسكرات الميليشيات الحوثية. وتؤكد منظمات حقوقية محلية وأخرى ودولية أن الجماعة لا تزال تشن عمليات تجنيد غير قانونية للأطفال دون السن القانونية في اليمن، وذلك بعد رصد أكثر من 20 ألف طفل جندوا خلال 5 أعوام من الانقلاب.