تخوض الروائية العراقية هدية حسين مغامرة روائية جديدة بعنوان "ليل صاخب جدا"، صدرت عن دار ذاكرة للنشر والتوزيع في بغداد، ولوحة الغلاف للفنان المصري عبد الوهاب حوّام. تتناول الرواية علاقة امرأتين جمعتهما مصادفة عابرة غيرت مجرى حياة كل منهما، وخلقت صداقة من نوع خاص على الرغم من التناقض الواضح في شخصيتيهما، فالأولى ياسمين رصينة وأقرب الى الحكمة، والثانية سراب ثرثارة ومتهورة، وغامضة في آن واحد. لكن ثمة ما يجمع بينهما ويربط بين حياتيهما برابط خفي. اعتمدت الكاتبة على أسلوب التشويق المتضافر مع رؤية فلسفية للحياة، تحديدا مع شخصية ياسمين التي تقدم وجهة نظرها عن الحياة بعد أن تجاوزت الستين، وصارت تنظر إلى ماضي حياتها كله برؤية مختلفة. تطرح الرواية أيضا الواقع الإجتماعي في بغداد بعد سنوات الحروب الطويلة، وما خلفته هذه الحروب من انقسام طائفي وقتل على الهوية ومتغيرات افي العلاقات والتواصل الإنساني طرأت على المجتمع العراقي؛ كما تسلط الضوء على هجرة الشباب بعد العام 2003، وتخوض في أسئلة الموت وما بعده ليبقى الأمر غامضاً وغير مؤكد.. وعن ملابسات كتابة هذه الرواية، تقول الكاتبة : " رواية "ليل صاخب جدا" هي الرواية التي كتبتها بعد عودتي الى العراق بينما جميع رواياتي السابقة كتبتها وأنا خارج بلدي.إنها تلتقط يوميات الحياة بشكل مباشر وهنا يكمن اختلافها، ليس عن زمن مضى كان في ذاكرتي بل حاضر ورث كل ما جاء به طوفان العام 2003 وتتابع قائلة : بعد انتهاء كل عمل أشعر بأنني أكثر خوفاً على منجزي الأدبي عموماً، وبشكل خاص الروائي منه، حتى أنني نحيت روايتين كنت قد انتهيت منهما ولم أصدرهما بسبب هاجس الخوف.. لكن رواية ليل صاخب جداً هي الوحيدة التي تدفقت أثناء الكتابة كما لو أنها مكتوبة في رأسي، وتناولت فيها عدة قضايا على الرغم من أنها أصغر رواياتي حجماً، ومازلت أعيش تحت وطأة شخصياتها كأنها تشاركني زاد يومي. يُذكر أن رواية "ليل صاخب جداً" هي الرواية الثالثة عشرة في سلسلة روايات هدية حسين، ولها سبع مجموعات قصصية، وكتاب بعنوان شبابيك، قراءات في القصة والرواية. من أجواء الرواية: حين غرس مازن الفسيلة وخرجت سمية من البيت، سخر من معتقداتها، وقال بأن سمية رومانسية أكثر مما يجب، وتصدق الحب على طريقة الروايات، أنا كنت ومازلت أصدق هذا الحب وإن لم أعثر عليه، لكن مازن اكتشف أن تلك الروايات ليست سوى تزجية وقت، ابتكرها الكتّاب ليُجمّلوا ما عجزت عن تجميله الحياة، وأنا بدوري أجمّل عمري قدر ما أستطيع، فتسعدني أشياء كثيرة قد لا تسعد غيري، حديقتي مثلاً تشعرني أن للحياة وجهاً مشرقاً يكمن في حركة الأشياء من حولنا، في العصافير والحمامات دائمة التواجد على العشب أو فوق غصون الأشجار، في النسمة التي تحرك الأغصان، في ضحكات أطفال يخرجون صباحاً الى مدارسهم، حياة مستمرة لعمر لا يستمر، وهدوء لا يخرقه سوى ثرثرة سراب حين تأتي وتكسر روتين حياتي، لكنها لن تجيء بعد اليوم.. ما بين سوق الغزل حيث رأيتها هناك، وآخر يوم سلّمتني فيه الحقيبة وقفص الطيور زمن سيجد له مكاناً في رأسي، ربما يبقى متوهجاً، أو سيبهت مع الأيام." تخوض الروائية العراقية هدية حسين مغامرة روائية جديدة بعنوان "ليل صاخب جدا"، صدرت عن دار ذاكرة للنشر والتوزيع في بغداد، ولوحة الغلاف للفنان المصري عبد الوهاب حوّام. تتناول الرواية علاقة امرأتين جمعتهما مصادفة عابرة غيرت مجرى حياة كل منهما، وخلقت صداقة من نوع خاص على الرغم من التناقض الواضح في شخصيتيهما، فالأولى ياسمين رصينة وأقرب الى الحكمة، والثانية سراب ثرثارة ومتهورة، وغامضة في آن واحد. لكن ثمة ما يجمع بينهما ويربط بين حياتيهما برابط خفي. اعتمدت الكاتبة على أسلوب التشويق المتضافر مع رؤية فلسفية للحياة، تحديدا مع شخصية ياسمين التي تقدم وجهة نظرها عن الحياة بعد أن تجاوزت الستين، وصارت تنظر إلى ماضي حياتها كله برؤية مختلفة. تطرح الرواية أيضا الواقع الإجتماعي في بغداد بعد سنوات الحروب الطويلة، وما خلفته هذه الحروب من انقسام طائفي وقتل على الهوية ومتغيرات افي العلاقات والتواصل الإنساني طرأت على المجتمع العراقي؛ كما تسلط الضوء على هجرة الشباب بعد العام 2003، وتخوض في أسئلة الموت وما بعده ليبقى الأمر غامضاً وغير مؤكد.. وعن ملابسات كتابة هذه الرواية، تقول الكاتبة : " رواية "ليل صاخب جدا" هي الرواية التي كتبتها بعد عودتي الى العراق بينما جميع رواياتي السابقة كتبتها وأنا خارج بلدي.إنها تلتقط يوميات الحياة بشكل مباشر وهنا يكمن اختلافها، ليس عن زمن مضى كان في ذاكرتي بل حاضر ورث كل ما جاء به طوفان العام 2003 وتتابع قائلة : بعد انتهاء كل عمل أشعر بأنني أكثر خوفاً على منجزي الأدبي عموماً، وبشكل خاص الروائي منه، حتى أنني نحيت روايتين كنت قد انتهيت منهما ولم أصدرهما بسبب هاجس الخوف.. لكن رواية ليل صاخب جداً هي الوحيدة التي تدفقت أثناء الكتابة كما لو أنها مكتوبة في رأسي، وتناولت فيها عدة قضايا على الرغم من أنها أصغر رواياتي حجماً، ومازلت أعيش تحت وطأة شخصياتها كأنها تشاركني زاد يومي. يُذكر أن رواية "ليل صاخب جداً" هي الرواية الثالثة عشرة في سلسلة روايات هدية حسين، ولها سبع مجموعات قصصية، وكتاب بعنوان شبابيك، قراءات في القصة والرواية. من أجواء الرواية: حين غرس مازن الفسيلة وخرجت سمية من البيت، سخر من معتقداتها، وقال بأن سمية رومانسية أكثر مما يجب، وتصدق الحب على طريقة الروايات، أنا كنت ومازلت أصدق هذا الحب وإن لم أعثر عليه، لكن مازن اكتشف أن تلك الروايات ليست سوى تزجية وقت، ابتكرها الكتّاب ليُجمّلوا ما عجزت عن تجميله الحياة، وأنا بدوري أجمّل عمري قدر ما أستطيع، فتسعدني أشياء كثيرة قد لا تسعد غيري، حديقتي مثلاً تشعرني أن للحياة وجهاً مشرقاً يكمن في حركة الأشياء من حولنا، في العصافير والحمامات دائمة التواجد على العشب أو فوق غصون الأشجار، في النسمة التي تحرك الأغصان، في ضحكات أطفال يخرجون صباحاً الى مدارسهم، حياة مستمرة لعمر لا يستمر، وهدوء لا يخرقه سوى ثرثرة سراب حين تأتي وتكسر روتين حياتي، لكنها لن تجيء بعد اليوم.. ما بين سوق الغزل حيث رأيتها هناك، وآخر يوم سلّمتني فيه الحقيبة وقفص الطيور زمن سيجد له مكاناً في رأسي، ربما يبقى متوهجاً، أو سيبهت مع الأيام."