يتعرض الطفل الوحيد بين أخوات من البنات لكثير من المخاطر النفسية والاجتماعية الناتجة عن وجوده في عائلة تتعامل معه إما على أنه الشخص المميز، وأنه يجب أن يكون مجاب المطالب والرغبات من جانب أخواته البنات، ويتحول مثل هذا الطفل تدريجيا إلى "ديكتاتور" صغير داخل الأسرة يتكلم نيابة عن الأب في غيابه، ويصدر الأوامر لجميع من في المنزل بمن فيهم الأم أحيانا. وعن خطورة الوضع الاجتماعي والتنشئة الخاطئة التي ستعرض له مثل هذا الطفل، تقول د. فاطمة موسى، أستاذ الأمراض النفسية بجامعة القاهرة: إن مشكلة الطفل الوحيد وسط أخوات بنات أو البنت وسط إخوة ذكور تتشابه مع الطفل الوحيد، ونلاحظ أن الابن الذكر وسط أخوات بنات يحظى رغم صغر سنه باهتمام شديد وتدليل من والديه، فينشأ مغرورا لا يعتمد عليه، ويتعود أن تجاب كل مطالبه ويكون هشا نرجسيا به أنانية لا يستطيع الاعتماد علي النفس ولا يعتاد على التضحية، ونجد أخواته يحقدن عليه ويتولد بينهم نوعا من الكراهية مما يؤثر على الجو الأسري ويخلق مشكلات كثيرة داخل الأسرة. وتؤكد د. فاطمة على ضرورة أن ينتبه الأبوان إلى طريقة معاملتهما مع الطفل وحيد جنسه بألا يدللانه أو يقسوان عليه كما في حالة البنت وسط الذكور حتى لا ينشأ الطفل مريضا نفسيا، إذ يلاحظ أن الابن الوحيد لأخوات بنات يحل محل الأب في غيابه، ويشعر رغم صغر سنه بأهميته في الأسرة مما يجعله ينشأ مغرورا معتدا بنفسه لا يبالي بالآخرين ولو كانوا أقرب الناس إليه، مشيرة إلى أن هذا الطفل عندما يدخل المدرسة نجده مشاكسا لا يستطيع التأقلم مع جو المدرسة التعاوني لأنه تعود على الأخذ لا العطاء، فنراه يرفض المدرسة ويتأخر في دراسته إذا لم يجد الاهتمام المناسب والتعاون بين المنزل والمدرسة، وأن يدرك أنه عضو في مجتمع عليه واجبات لابد أن يؤديها قبل أن يطالب بما له من حقوق، وكل هذا لا يتم إلا في جو أسري يسوده الاستقرار والحب والتفاهم بين الأخوة والأبوين. أما عن مشكلة الطفل الوحيد في الأسرة، فيقول د. ممتاز عبدالوهاب، أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بجامعة القاهرة: إنه على الرغم من توافر الإمكانيات المادية والرعاية الأسرية للطفل الوحيد فإن الآثار النفسية السيئة قد تنعكس عليه نتيجة لعدم وجود أخوة له يقاسمونه كل هذا الاهتمام والرعاية، ويتنافسون معه في شتى المجالات ويشاركونه أفراحه وآلامه وآماله، ولا يمكن أن تكون عاطفة الصديق أو القريب أعمق وأقوى من عاطفة الأخوة، فصلة الرحم رابطة لا تنفصم مهما حدث من خلافات ومنازعات سطحية سرعان ما تنتهي. وتظهر على الطفل الوحيد أعراض الأنانية وحب الذات والميول النرجسية في مرحلة مبكرة من العمر، كذلك فهو غالبا طفل مدلل لا يستطيع الاعتماد على النفس، ولا يستطيع مواجهة متاعب ومصاعب ومسؤوليات الحياة في الكبر، وغالبا ما يكون الطفل الوحيد غير قادر على التكيف مع العلاقات الاجتماعية إلا بصعوبة شديدة، كذلك فهو يريد أن يأخذ أكثر مما يعطي وتسيطر عليه نزعة حب السيطرة والتملك، وهو طفل قلق بطبعه يستعجل الأمور ويحكم على المواقف بسرعة ودون تفهم وعلى مستوي شخصي، وهو يتعجل الحصول على المكسب والمتعة دون استعداد للتضحية، ويميل الطفل الوحيد دائما إلى التقرب للآخرين واجتذاب الأصدقاء ليكونوا تحت سيطرته وليفرض عليهم إرادته ويملي عليهم شروطه بشيء من التحكم والأنانية، وشيء من الحذر والترقب والرهبة، خشية أن يفقد كيانه خلالهم أو يضحي بشيء من أجلهم، وقد يحقد الطفل الوحيد على أصدقائه في الأسر متعددة الأطفال. كذب وهروب ومن ناحيته، يوضح د. محمد عزت أمين، أستاذ الأمراض العصبية والنفسية، أن الطفل الوحيد غالبا ما ينشأ مدللاً ويكون اتكاليا في كل شيء وغالبا ما يخاف من اللوم فيضطر للكذب وإخفاء ما يفعله عن والديه، ويهرب من القرارات الهامة ومن المواقف الحاسمة، ويتهم بالعبث واللهو ويظل حجم الطفل بداخله كبيرا حتى بعد أن أصبح رجلاً، وهو أيضا يريد أن يحظى بالتقدير الاجتماعي ويريد أن يشعر أنه رجل وله مكانته المتميزة وسط أقرانه لذا نراه يلهث وراء إرضاء الآخرين والنيل من إعجابهم وتقديرهم فيكون صيدا سهلاً لكل من يفهم نقطة الضعف هذه في شخصيته، وإغراؤه يكون عن طريق تفخيمه وإعطائه أهمية زائفة، ثم بعد ذلك ابتزازه، هو إذن يدفع ثمن تقدير الناس الزائف. ويقول د. أمين: الابن الوحيد مصدر لمشكلة نفسية ليست له هو فقط بل لأمه، والأب في هذه الحالة غير الأم، والارتباطات غير الطبيعية تكون في العادة بين الأم والابن وليس بين الأب والابن، ولعل عالم النفس فرويد كان محقا حين وصف عقدة أوديب، والتي تؤكد على المسافة النفسية التي تكون بين الأب والابن على حساب الاقتراب الشديد بين الأم والابن إلى حد التوحد الكامل وعدم قدرة كل منهما على الانفصال عن الإخوة، وهذا الابتعاد النفسي عن الأب والاقتراب النفسي من الأم يحدث عند مرحلة معينة لدى كل الأبناء، ويبدأ ما بين سن الثامنة والعاشرة. والمفروض أن ينتهي تماما بعد سن الثانية عشرة أي تعود العلاقة متوازنة مع الأب والأم، ولكن في ظل ظروف غير سوية يظل هذا الارتباط الشديد مع الأم، وهذا يحدث بشكل أكثر وضوحا في حالة الطفل الوحيد، والأمر في البداية يتوقف على شخصية الأم وحالتها النفسية، فالأم المسيطرة تستحوذ على ابنها تماما ولا تترك له فرصة الابتعاد عنها، أي يظل دائما داخل دائرة نفوذها فتتدخل في كل كبيرة وصغيرة في أمور حياته، ويستمر ذلك حتى بعد أن يكبر ويصير شابا ورجلاً، وبالتالي يفقد القدرة تماما على تكوين شخصية مستقلة، ويفضل هو ذاته الاعتماد عليها في كل شيء، وخاصة في الأمور الهامة في حياته كاختبار نوع الدراسة أو العمل أو مكان السكن واختيار الزوجة أي يصبح شخصية اعتمادية، كما يعجز عن اتخاذ أي قرار قبل الرجوع إليها، أو قبل أن يتأكد أنها راضية عن هذا القرار، إذ يكون لديه دائما إحساس داخلي بالخوف والتوتر خشية أن يخطئ فيتعرض لنقدها ولومها، ولذلك نراه مهما كبر فإن الطفل الخائف من اللوم ومن الفقد يظل داخله. ولهذا يخفي عليها ما يفعل وما يعتقد أنه قد يغضبها وأيضا يكذب لخوفه من اللوم ومن التوبيخ ومن العقاب، ونراه يتهم باللهو بالأشياء الحسية التي تجلب له المتعة والتسلية أي بالأشياء الحسية تماما مثل الطفل، فتراه بعدما يكبر يكون حجم الطفل بداخله ما يزال كبيرا وينشأ داخله صراع، فهو لم يعد طفلاً إلا أن رغباته معظمها طفولية هذه الأم المسيطرة تعوق البلوغ والنضوج وتحافظ على الطفل في شخصية ابنها وتدعمه لكي يستمر، لأن استمرار الطفل يعني الاحتياج الدائم للأم. خدمة ( وكالة الصحافة العربية ) يتعرض الطفل الوحيد بين أخوات من البنات لكثير من المخاطر النفسية والاجتماعية الناتجة عن وجوده في عائلة تتعامل معه إما على أنه الشخص المميز، وأنه يجب أن يكون مجاب المطالب والرغبات من جانب أخواته البنات، ويتحول مثل هذا الطفل تدريجيا إلى "ديكتاتور" صغير داخل الأسرة يتكلم نيابة عن الأب في غيابه، ويصدر الأوامر لجميع من في المنزل بمن فيهم الأم أحيانا. وعن خطورة الوضع الاجتماعي والتنشئة الخاطئة التي ستعرض له مثل هذا الطفل، تقول د. فاطمة موسى، أستاذ الأمراض النفسية بجامعة القاهرة: إن مشكلة الطفل الوحيد وسط أخوات بنات أو البنت وسط إخوة ذكور تتشابه مع الطفل الوحيد، ونلاحظ أن الابن الذكر وسط أخوات بنات يحظى رغم صغر سنه باهتمام شديد وتدليل من والديه، فينشأ مغرورا لا يعتمد عليه، ويتعود أن تجاب كل مطالبه ويكون هشا نرجسيا به أنانية لا يستطيع الاعتماد علي النفس ولا يعتاد على التضحية، ونجد أخواته يحقدن عليه ويتولد بينهم نوعا من الكراهية مما يؤثر على الجو الأسري ويخلق مشكلات كثيرة داخل الأسرة. وتؤكد د. فاطمة على ضرورة أن ينتبه الأبوان إلى طريقة معاملتهما مع الطفل وحيد جنسه بألا يدللانه أو يقسوان عليه كما في حالة البنت وسط الذكور حتى لا ينشأ الطفل مريضا نفسيا، إذ يلاحظ أن الابن الوحيد لأخوات بنات يحل محل الأب في غيابه، ويشعر رغم صغر سنه بأهميته في الأسرة مما يجعله ينشأ مغرورا معتدا بنفسه لا يبالي بالآخرين ولو كانوا أقرب الناس إليه، مشيرة إلى أن هذا الطفل عندما يدخل المدرسة نجده مشاكسا لا يستطيع التأقلم مع جو المدرسة التعاوني لأنه تعود على الأخذ لا العطاء، فنراه يرفض المدرسة ويتأخر في دراسته إذا لم يجد الاهتمام المناسب والتعاون بين المنزل والمدرسة، وأن يدرك أنه عضو في مجتمع عليه واجبات لابد أن يؤديها قبل أن يطالب بما له من حقوق، وكل هذا لا يتم إلا في جو أسري يسوده الاستقرار والحب والتفاهم بين الأخوة والأبوين. أما عن مشكلة الطفل الوحيد في الأسرة، فيقول د. ممتاز عبدالوهاب، أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بجامعة القاهرة: إنه على الرغم من توافر الإمكانيات المادية والرعاية الأسرية للطفل الوحيد فإن الآثار النفسية السيئة قد تنعكس عليه نتيجة لعدم وجود أخوة له يقاسمونه كل هذا الاهتمام والرعاية، ويتنافسون معه في شتى المجالات ويشاركونه أفراحه وآلامه وآماله، ولا يمكن أن تكون عاطفة الصديق أو القريب أعمق وأقوى من عاطفة الأخوة، فصلة الرحم رابطة لا تنفصم مهما حدث من خلافات ومنازعات سطحية سرعان ما تنتهي. وتظهر على الطفل الوحيد أعراض الأنانية وحب الذات والميول النرجسية في مرحلة مبكرة من العمر، كذلك فهو غالبا طفل مدلل لا يستطيع الاعتماد على النفس، ولا يستطيع مواجهة متاعب ومصاعب ومسؤوليات الحياة في الكبر، وغالبا ما يكون الطفل الوحيد غير قادر على التكيف مع العلاقات الاجتماعية إلا بصعوبة شديدة، كذلك فهو يريد أن يأخذ أكثر مما يعطي وتسيطر عليه نزعة حب السيطرة والتملك، وهو طفل قلق بطبعه يستعجل الأمور ويحكم على المواقف بسرعة ودون تفهم وعلى مستوي شخصي، وهو يتعجل الحصول على المكسب والمتعة دون استعداد للتضحية، ويميل الطفل الوحيد دائما إلى التقرب للآخرين واجتذاب الأصدقاء ليكونوا تحت سيطرته وليفرض عليهم إرادته ويملي عليهم شروطه بشيء من التحكم والأنانية، وشيء من الحذر والترقب والرهبة، خشية أن يفقد كيانه خلالهم أو يضحي بشيء من أجلهم، وقد يحقد الطفل الوحيد على أصدقائه في الأسر متعددة الأطفال. كذب وهروب ومن ناحيته، يوضح د. محمد عزت أمين، أستاذ الأمراض العصبية والنفسية، أن الطفل الوحيد غالبا ما ينشأ مدللاً ويكون اتكاليا في كل شيء وغالبا ما يخاف من اللوم فيضطر للكذب وإخفاء ما يفعله عن والديه، ويهرب من القرارات الهامة ومن المواقف الحاسمة، ويتهم بالعبث واللهو ويظل حجم الطفل بداخله كبيرا حتى بعد أن أصبح رجلاً، وهو أيضا يريد أن يحظى بالتقدير الاجتماعي ويريد أن يشعر أنه رجل وله مكانته المتميزة وسط أقرانه لذا نراه يلهث وراء إرضاء الآخرين والنيل من إعجابهم وتقديرهم فيكون صيدا سهلاً لكل من يفهم نقطة الضعف هذه في شخصيته، وإغراؤه يكون عن طريق تفخيمه وإعطائه أهمية زائفة، ثم بعد ذلك ابتزازه، هو إذن يدفع ثمن تقدير الناس الزائف. ويقول د. أمين: الابن الوحيد مصدر لمشكلة نفسية ليست له هو فقط بل لأمه، والأب في هذه الحالة غير الأم، والارتباطات غير الطبيعية تكون في العادة بين الأم والابن وليس بين الأب والابن، ولعل عالم النفس فرويد كان محقا حين وصف عقدة أوديب، والتي تؤكد على المسافة النفسية التي تكون بين الأب والابن على حساب الاقتراب الشديد بين الأم والابن إلى حد التوحد الكامل وعدم قدرة كل منهما على الانفصال عن الإخوة، وهذا الابتعاد النفسي عن الأب والاقتراب النفسي من الأم يحدث عند مرحلة معينة لدى كل الأبناء، ويبدأ ما بين سن الثامنة والعاشرة. والمفروض أن ينتهي تماما بعد سن الثانية عشرة أي تعود العلاقة متوازنة مع الأب والأم، ولكن في ظل ظروف غير سوية يظل هذا الارتباط الشديد مع الأم، وهذا يحدث بشكل أكثر وضوحا في حالة الطفل الوحيد، والأمر في البداية يتوقف على شخصية الأم وحالتها النفسية، فالأم المسيطرة تستحوذ على ابنها تماما ولا تترك له فرصة الابتعاد عنها، أي يظل دائما داخل دائرة نفوذها فتتدخل في كل كبيرة وصغيرة في أمور حياته، ويستمر ذلك حتى بعد أن يكبر ويصير شابا ورجلاً، وبالتالي يفقد القدرة تماما على تكوين شخصية مستقلة، ويفضل هو ذاته الاعتماد عليها في كل شيء، وخاصة في الأمور الهامة في حياته كاختبار نوع الدراسة أو العمل أو مكان السكن واختيار الزوجة أي يصبح شخصية اعتمادية، كما يعجز عن اتخاذ أي قرار قبل الرجوع إليها، أو قبل أن يتأكد أنها راضية عن هذا القرار، إذ يكون لديه دائما إحساس داخلي بالخوف والتوتر خشية أن يخطئ فيتعرض لنقدها ولومها، ولذلك نراه مهما كبر فإن الطفل الخائف من اللوم ومن الفقد يظل داخله. ولهذا يخفي عليها ما يفعل وما يعتقد أنه قد يغضبها وأيضا يكذب لخوفه من اللوم ومن التوبيخ ومن العقاب، ونراه يتهم باللهو بالأشياء الحسية التي تجلب له المتعة والتسلية أي بالأشياء الحسية تماما مثل الطفل، فتراه بعدما يكبر يكون حجم الطفل بداخله ما يزال كبيرا وينشأ داخله صراع، فهو لم يعد طفلاً إلا أن رغباته معظمها طفولية هذه الأم المسيطرة تعوق البلوغ والنضوج وتحافظ على الطفل في شخصية ابنها وتدعمه لكي يستمر، لأن استمرار الطفل يعني الاحتياج الدائم للأم. خدمة ( وكالة الصحافة العربية )