فى ظل ما تشهده المنطقة من تحديات وفى ظل محاولة فرض واقع معين على مصر من قبل أطراف خارجية، وفى ظل أن المستهدف الأكبر فى هذه الحرب هم الشباب عماد المجتمع المصرى ومستقبله.
هؤلاء الشباب الذين تتم محاصرتهم من كل الاتجاهات؛ سواء عن طريق الإرهاب الذى (...)
رغم مرور سنوات طويلة على هذا اليوم إلا أننى لم أستطع يوما محوه من ذاكرتى.. وكلما تذكرته جاشت فى داخلى نفس تلك الأحاسيس دون نقصان أو زيادة.. مجموعة من المشاعر اختلط فيها إحساس الغربة والخوف والتيه.
كنت أبلغ من العمر أربع سنوات عندما التحقت بمدرسة (...)
سألتنى بريبة وشك.. هل أنتِ فعلاً متفائلة أم تدعين التفاؤل؟ أراك طوال الوقت مبتسمة منطلقة متحدية.. ماذا بك يا صديقتى.. أنا أكثر شخص يعرف ما مررت به من هزائم وانكسارات وغدر وخيانات.. فمن أين أتيتى بهذا التفائل وهذا الإشراق؟؟ الضعف ليس خطيئة.
قلت لها (...)
كانت لى عمة اسمها سكينة وهى كانت فعلا نبعًا للسكينة والبراءة والشفافية.. حصلت على قسط معقول من التعليم وكرست ما تعلمته فى التقرب الدائم من الله.. فهى لم تكن تبغى من الدنيا سوى رضا الله ولقاءه بقلب نظيف لم يحمل يومًا ضغينة ولم يعرف يومًا كراهية.. (...)
أدمت حادثة العنف ضد الطفلة جنة قلوب الملايين.. وتحجّرت الدموع فى الأعين وهى تقرأ التفاصيل المذهلة للجريمة البشعة التى راحت ضحيتها طفلة بريئة لا حول لها ولا قوة.. لم تستطع العقول والقلوب استيعاب أن الجدة التى دائمًا ما تكون نبع الحنان
والصدر الذى (...)
فى عام 1979 كان والدى -رحمة الله عليه- مستشارًا إعلاميًا فى سفارتنا فى طهران (1976 - 1979)، وكنا معه أمى وأخواتى الخمس بنات، حيث كان والدى يصطحبنا أينما ذهب، كانت إيران فى أوج ثورتها الإسلامية، وكان الشاه حائرًا هو أسرته فى طائرتهم يبحثون عن ملجأ (...)
عيناه زرقاوان مندهشتان واسعتان فيهما براءة لا يمكن أن تخطئها.. وجهه مستدير أبيض بشوش تعلوه حمرة محببة.. شعره اشتعل فيه الشيب.. التجاعيد ارتسمت حول عينيه وفمه.. ملابسه قديمة وألوانها باهتة لكنها نظيفة، يبدو أنه لا يمتلك غيرها فأنا لا أراه إلا بها.. (...)
الرابعة عصرا أقود سيارتى على كوبرى أكتوبر ببطء نظرا للازدحام المعتاد.. أستمع إلى بعض الأغانى الفرنسية القديمة، مسافرة معها بروحى إلى ذلك الزمن الهادئ البسيط.. يفصلنى عن ذلك الزمن عدد سنين يبدو كبيرا لكنه مر بسرعة البرق أخذ معه بعضا من الأحباء والأهل (...)
للقراءة مذاق ومتعة خاصة فهى ليست وسيلة تسلية وعلم فقط، ولكنها مفاتيح لأبواب الخبرة ودليل إرشادى لطرقات الحياة.. وأنا من هؤلاء الذين تستهويهم القراءة خاصة فيما يتعلق بالتجارب الذاتية والملفات المخابراتية والجاسوسية.. ولطالما تساءلت: كيف يبرر الجاسوس (...)
يقرأ الكثير منا التاريخ كمن يتصفح ألبوم الذكريات عندما يصيبه الحنين إلى الماضى.. فيقلّب فى الصور لترتسم ابتسامة هنا وتنزلق دمعة هناك.. وربما يتنهد تنهيدة حيرة لهزائم لم يعشها أو يخرج زفرة اشتياق لانتصارات لم يصنعها لكن حكى له عنها الأجداد ليسجل فى (...)
فى أعقاب ما يسمى بالربيع العربى ظهرت مصطلحات ساخرة فى المجتمعات العربية وخاصة مصر، كان هدفها ممارسة نوع من أنواع الإرهاب الفكرى لكل من يسير ضد التيار الثورى.. وأحدثت تلك المصطلحات تغييرًا سلوكيًا فى المجتمع فخلقت نوعًا من أنواع التطرُّف فى التعبير (...)
لدىّ قناعة تصل إلى حد اليقين أن أرض مصر تحتوى على سِر يجعل كل من يحاول أن يطالها بشر يحترق بنارها.. وهذا السر بدأ من اليوم الذى اختار الله هذه الأرض ليكلم عليها نبيه موسى، وعبر خطوات الأنبياء التى خطت هنا واختلط عَرقهم بحَبّات رمالها،إدريس وإبراهيم (...)
للقوة أوجه عديدة منها الظاهر ومنها الخفى.. ولطالما كانت الدراما المصرية إحدى أهم أدوات القوة للدولة المصرية، ليس فقط لأنها رائدة فى المنطقة العربية وليس فقط لأنها تسعد الملايين وتشكل فكرهم ووجدانهم؛ ولكن لأنها أيضًا إحدى الوسائل التى تحمل -فى كثير (...)
ريشة الفنانة: نشوى الحناوى
دروس وحكم الحياة لا نتعلمها على الورق، بل تترك بصمات غائرة فى أعماقنا لا تمحوها الساعات والأيام كما أننا نتلقى فى لحظات فاصلة فى رحلتنا الحياتية رسائل إلهية لتقوى إيماننا وتؤكد لنا أننا أضعف من جناح بعوضة وأنه لولا العناية (...)
موسكو تلك المدينة الصاخبة الغامضة الفاتنة النابضة بالحياة، الشامخة بتاريخها المتقلب المليء بالأسرار والشغف.. فى الليل برغم الصقيع يخطفك بريق الأضواء.. ينتابك شعور أنك ركبت آلة الزمن لتتجول فى حقبة تاريخية مثيرة وتتمنى أن تصطدم أثناء سيرك بشخصيات (...)
أؤمن إيمانا راسخا أنه لا يوجد ما يسمى بالاعلام المحايد فى أنحاء العالم بمشارقه ومغاربه.. وأن كل الاعلام له أجندته الخاصة أو الأجندة المنحازة للدولة.. فكما قال المفكر الالمانى برتولد بريخت «ما من عمل فكرى أو ثقافى أو فنى أو أدبى دون موقف، دون وجهة (...)
أؤمن إيمانا راسخا أنه لا يوجد ما يسمى بالاعلام المحايد فى أنحاء العالم بمشارقه ومغاربه.. وأن كل الاعلام له أجندته الخاصة أو الأجندة المنحازة للدولة.. فكما قال المفكر الالمانى برتولد بريخت «ما من عمل فكرى أو ثقافى أو فنى أو أدبى دون موقف، دون وجهة (...)
كانت هذه هى المرة الأولى التى أزور فيها موسكوالعاصمة الروسية.. وصلت إلى هناك وفى مخيلتى تلك الصورة التى رسمتها السينما الأمريكية عبر سنوات طويلة عن الروسيين واستعددت نفسيًا لمقابلة وجوه جامدة تكسوها الحمرة من كثرة شرب الفودكا ومشاعر باردة وعيون (...)
لم تكن تنظر إلى المرآة كثيرًا، وإن فعلت.. تخطف نظرات سريعة لتنسق بعض الخصلات المتناثرة على جبهتها، أو لتضع لمسات خفيفة من المساحيق ذات الألوان الوردية لتنير وجهها، وكلما همت بالإطالة فى النظر إلى وجهها تذكرت والدها وهو يقول لها لا تنظرى إلى نفسك (...)
كانت لدينا شرفة تطل على أرض فضاء تزينها الورود والزرع الأخضر؛ تعتنى بها أمى عناية خاصة تسقى الزرع وتزيح عن أوراقه الأتربة بقطعة قماش مبللة وتهمس لهم بكلمات لا يسمعها سواهما.. وعندما كنا نقول لها أتكلمين الزرع يا أمى؟ كانت تبتسم بحنية وتجيب بأنها روح (...)
فى تجربة فريدة، وربما وحيدة، ظهر فى خمسينات القرن الماضى جهاز أخترعه واحد من أصحاب شركات الإعلان فى الولايات المتحدة واسماه «التشيتوسكوب».. كان الهدف من هذا الجهاز هو التأكد من تأثير الصورة الذهنية على عقل المتلقى، ودوره أن يكتب بسرعة فائقة لا تراها (...)
فى تجربة فريدة، وربما وحيدة، ظهر فى خمسينات القرن الماضى جهاز أخترعه واحد من أصحاب شركات الإعلان فى الولايات المتحدة واسماه «التشيتوسكوب».. كان الهدف من هذا الجهاز هو التأكد من تأثير الصورة الذهنية على عقل المتلقى، ودوره أن يكتب بسرعة فائقة لا تراها (...)