تحقيق- القاهرة- الزمان المصرى: :عبد الرحمن مؤمن عبد الحليم يتعرض أكبر متحف مفتوح في العالم للآثار الإسلامية إلى كارثة تهدد تاريخه الذى امتد لأكثر من ألف عام ؛ فبعد أن تم ترميمه وافتتاحه يوم الجمعة 22فبراير 2008م وتكلف ملايين الجنيهات وتضمن مشروع ترميمه رصف الشارع بالأحجار القديمة ليصبح أول شارع مخصص للمشاة وحدهم , فقد أصبحت السيارات الآن وخاصة سيارات النقل والموتوسيكلات تسير في الشارع بلا رقيب في وجود الشرطة بالإضافة إلى كثرة مقاهي غير المرخصة , وهناك أماكن أثرية كثيرة علينا إنقاذها قبل فوات الأوان . في بداية جولتنا بشارع المعز التقينا "بزينب بدر" – قاصة ..تعمل بإحدى محلات التحف وبيع الكتب في المعز , كانت تقف عند مجمع قلاوون تتأمل روعة العمارة الإسلامية ..تقول الباحثة "زينب" تمتاز مجموعة قلاوون باكتمال عناصرها المعمارية فهي تجمع بين مختلف العمارة في العصر الإسلامي بمختلف عصوره, بداية من العصر الفاطمي مرورا بالأيوبي ثم المملوكي والعثماني وتضم مدفن للمنشي الذي يعد ثاني أجمل مدفن في العالم بعد تاج محل ومدرسة لتدريس المذاهب السنية وإقامة الطلبة مجانا ومستشفي للعلاج المجاني. وتستكمل الحديث بفخر وسعادة "ريهام الطبلاوي" – مصورة فوتغرافية – كانت تقف لالتقاط الصور .."شارع المعز عامة مكان سياحي ورائع جدا " ثم بدي عليها معالم الحزن فجأة وقالت: لكن يحتاج لترميم من وزارة الآثار لأنه يوجد تحت الجوامع مياه جوفية . ويلتقط أطراف الحديث "أسامة محمد إبراهيم- طالب بكلية إعلام القاهرة -الشارع جميل جدا ومن وجهة نظري هو الروح الباقية من جمال مصر القديمة وبرتاح نفسيا لما بروحه ودائما بنصح أصدقائي أنهم يزوره للاستماع بالتراث المعماري الجميل. وبدأت تنطفىء ابتسامته التي كانت علي وجهه وهو يحدثنا عندما تحدث عن السلبيات في حزن يقول "لا توجد سلات للقمامة علي مسافات متقاربة وذلك يجعل بعض الناس يلقون القمامة في الشارع وهذا يهدد جمال ونظافة الشارع الذي يقبل عليه المئات يوميا من مختلف الأعمار من المصريين والعرب والأجانب. من ناحيته يقول "محمد خليل" مفتش الآثار الإسلامية والقبطية ومشرف عام علي إدارة التنمية الثقافية والوعي الأثري بمنطقة الجمالية , وقد لفت انتباهنا كثرة الأعمار المختلفة التي تلتف حوله وتستمع إليه باهتمام ومتعة في آن واحد وقيام بعض طلبة وطالبات المدارس بالقيام بدور المرشد بلباقة وثقة فسألناه عن ذلك فقال: أنشأنا إدارة الوعي الأثري بقرار من أ.د "محمد أحمد عبد اللطيف" مساعد وزير الآثار حاليا في 20 أبريل م2015 وذلك للأهداف الآتية بث روح الانتماء لدي الشباب وتعريفهم بتاريخهم وحضارتهم وتنمية موارد وزارة الآثار من خلال الزيارات الميدانية التي تقوم بها الإدارة لمختلف المناطق الأثرية بالقاهرة. ومن انجازاتنا قمنا بتنفيذ أكثر من 85 رحلة مجانية في القاهرة والجيزة بإثارها عامة ونولي اهتمام خاص بأثار شارع المعز بالإضافة إلى عمل ندوات عن أهمية أثار المعز في عدة مدارس وقامت زميلتي "زينب إبراهيم" مفتشة الآثار بالموقع نفسه بعمل فكرة وتنفيذها وتشرفت بإشرافي عليها وهي برنامج مرشد المعز وهو امتداد لمرحلة سابقة لبرنامج المرشد الصغير الذي قدمته إدارة الوعي الأثري بالجمالية ضمن برامجها لطلبة المدارس علي مستوي ومختلف المراحل العمرية , ويهدف البرنامج إلي تعريف وربط أطفالنا بالتاريخ وحضارة مصر العريقة بالتعاون مع إدارة رعاية الموهوبين بإدارة شرق مدينة نصر التعليمية . ويعتبر تطور برنامج مرشد المعز و اهتمامه بالمرحلة الثانوية خطوة للإمام لتوجيه شباب هذه المرحلة الهامة بأهمية دور السياحة في تنمية الاقتصاد المصري فالطلبة والطالبات هم من يشرحون للزائرين المصريين تفاصيل الأماكن الأثرية التي يدخلونها. وعندما سألناه عن التحديات التي تواجه شارع المعز تحدث بصوت يغلبه الحزن والألم فقال مفتش الآثار الإسلامية للأسف المارة لا يلتزمون بالتعليمات والامتناع عن المرور بسيارتهم داخل الشارع . أضف إلي ذلك انتشار الأطفال وهم يركبون دراجات بخارية تسير بسرعة جنونية في شارع حيوي وسياحي هام مما يعرض حياة المارة للخطر. ويسعدنا الأن تسليط الضوء على ما يحدث لهذه الآثار من عبث وخطر يداهم المكان وأيضا التركيز على كل ما هو إيجابى فى سبيل المحافظة على أثارنا من التشوه ولذلك يجب التعاون بين كل الجهات المختصة بل والتشديد عليهم فى السعى للمحافظة على أثارنا العريقة فهذا تراثنا الذى يجب علينا المحافظة عليه والسؤال الذي يطرح نفسه إلي متي سوف يظل الإهمال وعدم الانضباط يسيطر علي الشارع ويشوه من عراقته وروعته الذي سهر أجدادنا سنوات لتشيدها؟