تهل علينا الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير المجيدة ؛التى خلصت مصر وشعبها من الاستبداد والفساد –كنا نظن نحن المشاركون فيها ذلك- ولكنها للأسف لم تقض على ما قامت من أجله سواء الاستبداد والفساد ولم تحقق أهدافها من (عيش وحرية وعدالة اجتماعية ) ؛ بل قام الرويبضة بسب 25 يناير واعتبارها نكسة أو وكسة حسب ما يصنف هؤلاء الخارجون من سياق التأريخ . وهم لم يعلموا أن شباب مصر سمعوا مناديا ينادى عليهم بعد طول انتظار استمر فيه القهر الإجباري جاثما على أنفاس أهاليهم وأنفاسهم طوال ثلاثين عاما ؛ولبوا النداء ؛ وخرجوا مع بداياتها فرادى وأعقبها بثلاثة أيام جماعات تقدر بالملايين واستطاعوا خلال ثمانية عشر يوما التخلص من حكم مبارك وعصابته وعزلوه . وظنوا أن الدنيا تبسمت لهم وفتحت ثغرها ؛بعدما عانوا الأمرين من أهاليهم الذين يكبروهم بأجيال ،وأخذوا على القهر الإجباري واستوطنوا فيه واختاروه طواعة لأنفسهم ولأبنائهم..وأخطأ الشباب عندما لم يختاروا زعيما لهم ،وأصبحت الثورة مرتعا ومشاعا للجميع ؛ الجميع يطلب ودها بما فيهم "أنكر الأصوات " الآن ؛وتاهت الثورة ما بين (الزوج الشرعى) الذى تاه أو قتله أبنائه –لا أدرى- أين هو الآن ؟!! وما بين مرتزقة تزوجوها عرفيا أو بملك اليمين أو بالوهب ..لا أدرى أيضا ، ولكن كل المعطيات حينها تؤكد أن الثورة أصبحت "ملك يمين " الإخوان .والزوج الشرعى اغتاله أبنائه الثوار !! وأراد الزوج الجديد بعدما فاحت رائحته أن يعلن زواجه الشرعى بالثورة بمباركة الجماهير ؛ وظهر فى الكادر وقتها 13 زوجا ؛ وظهر الزوج الشرعى فجأة ،ولكن الجماهير والمعازيم باركت ل"ملك اليمين" وما دام سيعلن عن زواجه يبقى مفيش مشاكل ..وتزوجها بالفعل .لاحظ أن الزيجة بمباركة الجماهير الذين رفضوا عودة الزوج الشرعى ،وكان بإمكانهم إجباره على العودة!! وظل الزواج عاما كاملا تأرجح ما بين الفرح والحزن ؛ولكن بصفة عامة لاقت الثورة طوال هذا العام كل صنوف العذاب ؛ ولم ينقذها سوى أبنائها الذين أصبحوا لقطاء ؛وتعاونوا مع الجميع فى سبيل إنقاذ أمهم من استبداد الزوج وهيمنته وتسلطه ؛ وبالفعل تمكنوا من التخلص من الزوج وتم طلاقها فى ميدان عام . لم تحمد الله على عودة أبنائها الضالين وتخليصها من أنياب الاستبداد ؛ ورق قلبها للماضي وعادت "ريمة لعادتها القديمة"؛ولم تطع أبنائها ، وتعاملت معهم وكأنهم من "أهل الكهف" ..فأصيبوا بحالة اكتئاب بعدما تزوجت من زوجها الأول ،وأصبح أبنائها "ملطشة" لكل من هب ودب" . لو اطلعت علي أبنائها الآن لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا ،من فرط الألم والحزن الذى يكتنفهم ؛ويخرج عليهم أنكر الأصوات ويرموهم بأبشع الألفاظ ، ولا يتلطف عليهم أحداً . اليوم يتساءلوا فيما بينهم ..يقول قائل منهم :كم لبثنا فى البحث عن آبانا وأمنا ؟!!يرد آخر: لبثنا خمس أعوام ..ماذا فعلنا فيهم ؟ لقد هرمنا؛ يرد ثالث: ابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى أمكم ..ولينظر ..ماذا تجيب ؟! وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا..لو اكتشفوكم ستسجنون أو ترجعون إلى ملتهم ولن تفلحوا أبداً !!