وكيل نقابه الصحفيين ولد عام (1939) في أسرة ريفية متوسطة الحال بقرية ( بشلا )لأب ليبرالي وأم مُتدينة ومع دخوله عامه العاشر باتت الأسرة على حافة الهاوية إثر أزمة اقتصادية لحقت بها لكنها من ناحية أخرى كانت لها الفضّل في أن يُصبح الطفل بعد سنوات من أهم المؤرخين للحالة الاجتماعية والسياسية في مصر طوال مسيرته الصحفية كانت الفئات الشعبية والفقيرة محور كتابات (صلاح عيسى) بعدما شهد الكارثةالاقتصادية التي لحقت بأسرته والأمثال العامية والمواويل التي حفظها من والدته وفق حديثه حَرص (عيسى) منذ طفولته على قراءة الصحف والقصص والروايات حيث يقول صلاح عيسي شجعني والدي على ذلك بمنحي مصروفاً لشراء الكتب التي أريدها قرأ لأبرز أدباء مصروالصحف المصرية بمختلف اتجاهاتها كانت هوايته الأولى القصة القصيرة قبل أن ينخرط في النشاط السياسي إذ التحق بإحدى المنظمات اليسارية في عهد جمال عبد الناصر الأمر الذي عَرضه للاعتقال وهو في ريعان شبابه حيث رأي كل أنواع التعذيب لكنه مثل غيره من أبناء جيله بَكى لوفاة ناصر هو رجل وطني وعارضته لمحو البقع السوداء من جلبابه وإثراء تجربته في العدالة الاجتماعية". رَحل ( ناصر ) وخَرج (صلاح عيسى ) من المعتقل لكنه لم يَمدح أنور السادات الذي أعاده للحرية بل هاجمه بسبب سياساته فعاد للمعتقل في أحداث يناير 1977 ثم في سبتمبر 1981 مع عشرات المثقفين لمعارضته اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل بالتزامن مع عمله السياسي عمل (عيسى) بعدما أنهى دراسته الجامعية في وظيفة حكومية (موظف بوزارة الشؤون الاجتماعية) بجانب استمراره في الكتابة والصحافة إذ كتب في الستينيات حينما كان في المعتقل مجموعة قصصية أسماها (جنرالات بلا جنود) ثم رواية "مجموعة شهادات ووثائق في خدمة تاريخ زماننا وكتابه الأشهر( الثورة العرابية ) ، الذي نشره عام 1972. خرج من السجن بلا وظيفة إذ فُصل من العمل، وبلا كتابة، إذ مُنعت مقالاته التي كان ينشرها في مجلة الحريةثم عاد في صحيفة الجمهورية قبل أن يتوقف عن الكتابة فيها في عهد السادات وفي عام 1982تولى صحيفة ( الأهالي ) لسان حال حزب التجمع، في إصدارها الثاني قبل أن يتركها لصراعات حزبية حسب قوله يبقى عيسى واحد من أهم المؤرخين في مصر كتابات رئيس تحرير صحيفة ( القاهرة ) الأسبق تنوعت ما بين التاريخ والسياسة في كتابه الشهير (مثقفون وعسكر) تناول بأسلوب ممُتع منذ طفولته مروراً بتجربة الاعتقال حال المثقفين في عهد جمال عبدالناصر، وفي (حكايات من دفتر الوطن) كتب عن أحداث متنوعة من تاريخ مصر. في ريا وسكينة.. سيرة سياسية واجتماعية تحدث بمعلومات ووثائق عن الظروف السياسية والاقتصادية التي أحيطت بتلك التجربة وفي كتابه شخصيات لها العجب كان عيسى أشبّه بمخرج سينمائي ينسج خيوط درامية لعدد من الشخصيات البارزة في مصر، بينهم الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، وأحمد بهاء الدين وتوفي في ديسمبر 2019 عن عمر يناهز 79عاما السلام لروحه الاستاذ والصديق العزيز