*الاندماج التصوّري في اشتغالات الشاعر العراقي قاسم سهم الربيعي *إهداء إلى انتفاضة ساحة التحرير المجيدة بقلم : علاء حمد – العراق إشارة بقلم الدكتور حسين سنك ،موقع الناقد العراقي: أمام هذا النشاط الثر والمُثقل بالأطروحات الجديدة للناقد العراقي المبدع "علاء حمد" لابُدّ من تقديم التحية له على هذه السلسلة من الكتب والدراسات التي تحمل بصمة نقدية مُميّزة وسمة أسلوبية خاصة ، والأهم هو وفاؤها للابداع العراقي ورموزه التي تعاني قلّة الاهتمام من نقّاد وطنها برغم علوّ كعب منجزها. تحيي أسرة موقع الناقد العراقي الناقد علاء حمد وتشكره على ما يخص به الموقع من دراسات وتتمنى له الصحة الدائمة والإبداع المتجدد. كما تحيي روحه العراقي الغيور وهو يهدي دراساته (إلى انتفاضة ساحة التحرير المجيدة). القراءة بقلم الناقد الأستاذ علاء حمد: يجتمع في القصيدة نوعان من الجمال، الجمال الفلسفي والجمال التصويري.. فالجمال الفلسفي يظهر من خلال تصورات الشاعر العميقة، وهي بحد ذاتها جمالية تقودنا إلى البنى الصغرى والتي تتجانس مابين الجمل النصية، كزخرفة يُجيد تطريزها الشاعر، فيتحول الشاعر من خالق منظوري إلى حائك يتمسك بأدواته لكي يستطيع الوصول إلى المحدود الجمالي، هذا من وجهة نظر تفكرية فقط، ولكن ومن خلال الغور في معظم النصوص الشعرية نلاحظ أن الشاعر يتجاوز ذلك المحدود ويرسم التيه اللانهائي في المدارات الجمالية العائمة من حوله.. والمسلك الثاني ( الجمال التصويري ) من المسالك التي تعتمدها الشعرية من خلال الصور الشعرية الموظفة في النصّ، وهي التي تقودنا إلى جماليات المعاني وتصوّرات الشاعر من خلال المساحة الخيالية التي يعتنقها عادة، ويبادر الشاعر بطرق لحظته الشعرية والوقوف نحوها لكي يتحول من لحظة إلى أخرى، وهنا تتبين لنا البنى المعتمدة ومنها البنية اللغوية والبنية الصغرى والبنية الكبيرة والبنية الجمالية.. تعددية البنى لاننتهي فها إذا توجهنا نحو اتجاهات النصّ الحديث، وربما تجتمع أكثر من بنية في القصيدة الواحدة، أو تكتفي القصيدة بأسس البنى التأسيسية لها ولا تتجاوزها.. من خلال النصّ والنصية في نصوص الشاعر العراقي قاسم سهم الربيعي، نبحر في الميزان المعرفي، وتعددية البنية الصغرى والتي تشكل أساسيات الخلق الجديد في اتجاهات النصّ الحديث.. هذيان يقظ : العنونة مغامرة تأويلية في عتبة النصّ الشعري، وعندما ننحصر في هذه المغامرة، سوف نكون مع المغامرة المحدودة؛ وهذه اشتغالات برؤية ضيقة، فالعنونة اتصال وديمومة لها استقلالها بداية من أول عتبة نصية، لذلك عندما تتكوّن علاقة مابين مغامرة النصّ الشعري ومغامرة العنونة، فسوف نكون بانفتاح تام نحو البنية الكبيرة والتي لاحدود لها، إذن ومن خلال العنونة نستطيع أن نغامر مع النصّ كعلاقة جسدية، علاقة جسد الذات مع العنونة، وعلاقة جسد الذات مع الجسد النصي، ومن خلال هذه العلاقات توصلنا إلى نظرية الدمج، لكي نكون مع جمالية المعاني وتأويلها في النصّ الشعري الحديث.. تنقلب الصورة في الاختلاف، ووجه الانقلاب الذي يحدث أن نرى الأشياء ليس كما هي، فالألوان الطبيعية نخلطها مع ألوان الذات الكتابية، ومن خلال الذاكرة النصية ستختلف التعابير لتقودنا إلى تأويلات عميقة.. وهذا يعني أن التجريد بمنطقة الصورة الشعرية.. هَوَسٌ في هَوَسْ. دوي صَمْتٍ يخترقُ الوجدانْ.. يُزَلْزِلُ الأعماقْ. عَسْعَسَةٌ .. تكادُ جدرانُ الغرفةِ تطبِقُ على جسدي. من قصيدة: هَذَيانُ يَقِظْ – الشاعر العراقي قاسم سهم الربيعي الصورة تخبرنا عن هدم الواقع والبقاء على الجسد الذاتي؛ فإذا انقلبت جدران الغرفة، فسوف تشتغل الذاكرة الذاتية بشكل جنوني والخروج من الغرفة.. هَوَسٌ في هَوَسْ. = دوي صَمْتٍ يخترقُ + الوجدانْ.. + يُزَلْزِلُ الأعماقْ. + عَسْعَسَةٌ .. تكادُ جدرانُ الغرفةِ تطبِقُ على + جسدي. ومن هنا رسم الشاعر قاسم سهم الربيعي علاقة العنونة مع جسد القصيدة، فموضوعنا هذيان يقظ؛ وعند انتقاله إلى ( هوس في هوس )، فمازلنا في منطقة الذات التي تحولت إلى ذات عاملة وتركت ترتيباتها اليومية التي تتعامل بها، مما رسم رسمة جديدة، وجسدا نوعيا قادنا من خلال الجمل الشعرية المتواصلة إلى البنية الكبرى كنصّ منفصل، وتم انفصاله بواسطة النقطة والتي دلت وحصرت المعاني بين هلالين.. حشرجةٌ تكتظُ في الحناجرْ. أفراحُ وشموعُ الأهلةِ تقوضُ أعمارَنا. سنونٌ تُضَرِّسُنا بأنيابها.. تطحنُنا كالرحى. من قصيدة: هَذَيانُ يَقِظْ – الشاعر العراقي قاسم سهم الربيعي الاندفاعات التصويرية وأنواعها تتعلق بالذات وأنواعية تواجدها في المناطق القابلة للتفكيك النصيّ، لذلك لو اعتبرنا أن الاندفاعة الأولى قد هيمنت من خلال وحدة تصويرية في الجملة، فستقودنا في طبيعة الحال إلى اندفاعات عديدة متواصلة، وتظهر مابين الذات العاملة وبين الذات البصرية التخييلية.. حشرجةٌ تكتظُ في الحناجرْ. + أفراحُ وشموعُ الأهلةِ + تقوضُ أعمارَنا. + سنونٌ تُضَرِّسُنا بأنيابها.. + تطحنُنا كالرحى. يحاول الشاعر العراقي قاسم سهم الربيعي من خلال هذا المقطع أن يُظهر المعادلة التصويرية بين حالة الاختلاف اللغوي وحالة الذات كصيرورة أدائية تؤدي غرضها في الرسم والتصوير.. وعندما يميل الشاعر إلى حالة التشبيه نلاحظ بأن الجملة الموصولة مع المعنى؛ أعطتنا ميزة حياتية مأخوذة من بيئة الشاعر بالتسمية والتشخيص ( تطحننا كالرحى )، وهي إضافة فعالة للمؤثرات التي تبناها في قصيدته الشعرية ليدفعنا أكثر ويخبرنا بأن بيئته بيئة عراقية لاحدود لها.. ومن خلال هذا التقييم اليومي والعفوي في الرسم والتوضيح نلاحظ أنه يصنع فردوسا أنسانيا، بداية من جنوبالعراق، ونهاية في العاصمة بغداد.. تُحلقُ ذاكرتي في سالفِ الأيامْ.. حيثُ (صِريفةُ) أهلي المُتِهَرِئَةُ كثوْبِ العَوَزْ.. (الصوباطُ) و (مَهَفَةُ) أبي ألتي تستجدي النسماتِ في قَحَطِ القَيظْ. (چاي خانة) (جابر) .. عبقُ الشاي المنبعثُ من موقدِ الفحمْ..