وقعت منشورات المتوسط بميلانو، والمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" برام الله؛ اتفاقية تعاونٍ مشترك، تُمكِّن القراء والباحثين والمكتبات من اقتناء كتب المركز التي ستتواجد من الآن، صحبة كتب المتوسط في مختلف المعارض الدولية والعربية التي تشارك فيها الدار. كما ستشرف منشورات المتوسط على عملية توزيع هذه الكتب في العالم العربي، عبر نقاط توزيع كتبها. الاتفاقية تمَّ توقيعها الأحد 12 أغسطس 2018، بحضور مديرة الإدارة في منشورات المتوسط هيا عطاطرة، ومديرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" الدكتورةهنيدة غانم، بمقر المركز برام الله، حيث ستكون كتب ومجلات وأبحاث المركز متوفرة في جناح المتوسط خلال مشاركتها في مختلف المعارض الدولية والعربية. وتهدف هذه المبادرة النوعية إلى إطلاع القارئ العربي على تفاصيل المشهد الإسرائيلي على نحوٍ عميق وعلمي متكامل، بما يُسلط الضوء على الممارسات الصهيونية والأفكار الاستيطانية، والتوترات الداخلية، والأصوليات الدينية في المجتمع الإسرائيلي وغيرها من القضايا التي تتناولها هذه الكتب والدراسات، نظراً لأهميتها بالنسبة للسياسيين العرب والفلسطينيين خاصة، في اتخاذ القرارات ورسم السياسات الكفيلة بمواجهة الاحتلال. تأتي هذه الخطوة، ضمن ديناميكية منشورات المتوسط من أجل محاربة الحدود والحواجز، ومواصلة العمل الثقافي المقاوم لسلطات الاحتلال الإسرائيلي وأساليبها القمعية، لا سيما وأنَّ المتوسط كانت قد أطلقت سابقاً مبادرة "الأدب أقوى" والمتمثلة في الطبعة الخاصة التي تصدرها في فلسطين بالتزامن مع الطبعة العربية لمختارات من كتب الدار؛ في خطوةٍ عملية تؤكد أهمية رفع التحدي لاختراق الحصار عبر الكتب. والمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، هو مركز بحثي مستقل متخصص بالشأن الإسرائيلي، مقرُّه في مدينة رام الله. تأسس عام 2000، بمبادرة مجموعة من المثقفين والأكاديميين الفلسطينيين، من بينهم: الشاعر الكبير الراحل محمود درويش، د. ليلى فيضي، د.علي الجرباوي، د.أحمد حرب، وليد الأحمد، وأكرم هنية. تم تسجيل المركز كجمعية أهلية غير ربحية. أصدر المركز منذ إنشائه عشرات الكتب البحثية، وأنجز ترجمات لكتب وأوراق تغطي على نحو متكامل مكونات المشهد الإسرائيلي، بما يشمل الأبعاد التاريخية والهوياتية والاجتماعية والايديولوجية والسياسية، وما تشهده من حراك، وما تفرزه من ظواهر. كما أسس المركز بنكاً للمعلومات (مدار- بيديا) يغطي مجموعة واسعة من المفردات والمصطلحات وسير لقيادات وشخصيات اسرائيلية. نذكر من بين آخر إصدارات المركز: كتاب: "لمعاينة الجمهور: الفلسطينيّون في الأرشيفات العسكريّة الإسرائيليّة" لرونة سيلع، ترجمه علاء حليحل، وكتاب "تحولات الحكم العسكري في الضفة الغربية"، للكاتب خالد عنبتاوي. والعدد 70 من مجلة "قضايا إسرائيلية" التي تتناول في محورها الرئيس لهذا العدد "علاقة إسرائيل بألمانيا: تاريخ، ذاكرة وسياسة"، ترجمة مجموعة من الباحثين. وهي مجلة فصلية تهتم بالقضايا الشائكة في خضم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. من بين المحاور العديدة التي تناولتها عبر أعدادها السبعين، نجد مثلاً: "إسرائيل والانتفاضة"، "هل إسرائيل دولة أبرتهايد؟"، "المشهد الأدبي الإسرائيلي"، "جذور الفكر الصهيوني والعقيدة الصهيونية". ومنشورات المتوسط أصدرت بدورها الكثير من الدراسات في هذا المجال وفي جعبتها عديد الكتب عن الصراع وأشكال المقاومة الجذرية، خاصة ما تعلق بالجانب الفلسطيني والعربي، من بين هذه الكتب والدراسات نذكر: "ما بعد إسرائيل – نحو تحول ثقافي"، "اليوم نرمي القنابل وغدا نبني الجسور". وقريباً: "تشغيل العدو – عن العمال الفلسطينيين في المستوطنات الإسرائيلية"، "الجهاد الالكتروني – المقاومة الفلسطينية في العصر الرقمي". وكتاب "موسيقى الروك على خطوط النار – النضال بالموسيقى". تسعى منشورات المتوسط من خلال هذا التعاون المشترك التكميلي بين إصدارات المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" وما تصدره الدار؛ إلى منح صورة بانورامية متكاملة للقارئ العربي عن طبيعة الكيان في مختلف المناحي، لزيادة الوعي والمعرفة الرصينة والنقدية بالشأن الإسرائيلي من الداخل، ومحاربة المحتل بكافة السبل والوسائل الممكنة لضمان العودة وتحقيق الحرية.
