حين أريت زميلي في الجامعة أنس الكلب - هذا اسمه وليس سبَّا - شهادة الدكتوراه ؛ لم يتوقف أمام عنوان الرِّسالة ، ولا أمام التَّقدير العام ، ولا أمام اسم الجامعة التي منحتني الشِّهادة ، ولا أمام تاريخ حصولي على الدَّرجة ، ولا أمام اسم العميد ، ولا أمام التاريخ الذي حُررت فيه الشِّهادة ، ولا أمام مكان ميلادي .. الشَّيء الوحيد الذي استوقفه ، وطفق يتأمل فيه مليَّا ، هو تاريخ ميلادي .. حينما فرغ - وقبل أن يقول لي : مبروك ، أو يعلق في أيّة حاجة في الرسالة - تنهد تنهدا طويلا ، ثم صوَّب أشعة عينيه في اتجاهي ، وشرع يتفحصني بدقة ، ثم خرجت زفرة حارة من صدره : ياه .. لقد تخلفت كثيرا في رسالتي .. ياه ... أنا كبرت عنك قوي ...