أتاحت لي التفاتتها أن المح وجهها البلور.أفاض علي من النسيم ما أفاض.أطرقت الرأس خجلا من حسن يذوب شهدا في صباح مشرق بهيج وأنا اعبر مسرعا.. لم أكن انوي التمهل ولا الوقوف إلا أن صوتها المخملي نادي باسمي . يا دكتور محمد... توقفت التقط أنفاسي .انظر إليها.. .. وجهها في الأرض خجلا . . مابك.قالت أمي تشتكي ألما يعاودها كل حين واليوم اشتد عليها . .سبقتني للمنزل تصعد خلفي درجات السلم علي مهل وأنا أعدو أمامها .كان باب الشقة مشرعا من خلفي.. نادتني ..أتفضل يا دكتور .بسملت وأنا ارتاد منزلهم لأول مره منذ مات أبوها ..جلست مع أهل الحي أتلقي العزاء فيه .رجلا مضي من عالمنا ترك خلفه ابنتيه وزوجه تلازم الفراش منذ زمن طويل . كنا نراه كثيرا .يحملها إلي عيادات الحي متنقلا بها ..لم يبد علي وجهه ضجر او غضب يمسك بيده فتاتان جميلتين بوجه صبوح أخذتا ملامح أمهما وحجم أبيهما. .بجوارها علي ا لسرير جلست انبهها.. كان صوتها خافتا تصعد آهاتها متتالية عميقة.. .أمي أمي.سمعاني. .. تومئ برأسها.. مددت يدي لأفتح عينها عنوه.. فقد طال غلقهم من شده الألم .. اللون الأبيض يغطي بؤبؤ العين .. ادقق النظر فيها . .أين الروشتات القديمة؟؟ أحضرت روشته متهالك ورقها.. مدون عليها تاريخ قديم .قالت نحن نكرر العلاج بانتظام.وبصوت خفيض" كلما تيسر الحال". كنت أدرك أن الحالة تدهورت كثيرا لتأخر العلاج. .غادرت المنزل مسرعا إلي صيدليه الحي .عدت للمنزل معي بعض الأغراض .دخلت الشقة .. تنتظرني علي الباب .. أدركت أنني أحاول إنقاذ ماتبقي من جسدها الذي تحمل طول المرض .سقطت الادويه من يدي وأسدلت غطاء السرير علي وجهها.. ابكيها كما ابكي أمي.. تجمع أهل الحي علي بكاء وصراخ أختها الصغرى .ليلا بعد ان انتهت مراسم الدفن والعزاء.. كنت آخر المغادرين الي منزلي.... ظللت طول الليل ابحث عن حل ..صباحا كنت علي باب شقتهم فتحت الباب منكسرة حزينة ..بادرتها... تتجوزيني ؟!!! .امتلأ وجهها نورا .. ابتسمت ودارت وجهها .نزلت إلي مأذون الحي وأحضرت رجال الحارة ...همس لي جارهم.. .مش بدري ع الكلام ده يادكتور ؟!! .همست إليه.. انا هاجي كثير هنا.. يرضيك حد يقول كلام مالوش لزمه .. .قال....... عداك العيب يا ابني .