- تحرص أمريكا على إظهار الوجه المشرق لها بإعتبارها إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين ، وعلى أنها راعية الديمقراطية في العالم ، والداعمة للحريات ، والحامية لحقوق الإنسان ( كما تدعي ) . ويشهد الواقع أن هذا الوجه ما هم إلا قناع زائف لستر الوجه الحقيقي القبيح لها ،والذي يتضح مدى زيفه يوما بعد يوم من خلال ما يقوم به جنودها في البر والبحر والجو من أعمال بلطجة ، وتجاوز للقانون والأعراف الدولية ، وإنتهاك لسيادة الدول ، وخرق لمجالاتها الجوية ، وإنتهاك لأراضيها ، وخطف لمواطنيها أو قتلهم . في وقت متأخر من ليل السبت (5 ) اكتوبر 2013 أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية ( جورج ليتل ) عن قيام قوة عسكرية تسللت فجرا الى طرابلس ( بليبيا ) وأسرت أبو أنس الليبي القيادي في تنظيم القاعدة ، وأضاف أن قوة عسكرية أخرى إستهدفت إسلاميا ( بالصومال ) ينتمي الى حركة الشباب الاسلامية . وفي فجر الاثنين ( 2) مايو 2011 م قامت قوة مكونة من (15) فردا تابعة للبحرية الامريكية بمداهمة مقاطعة أبوت آباد ( الباكستانية ) وقتل اسامة بن لادن . ومن قبل (4) سنوات قامت قوات كوماندوز أمريكية بمداهمة الأراضي ( الصومالية ) وقتل صالح علي النبهان القيادي في تنظيم القاعدة . تجاوز أمريكي ( منفرد ) لسيادة الدول ، وتعدي على أراضيها ، وإختراق لمجالاتها الجوية ، فخطف في ليبيا وقتل في الصومال وباكستان ، دون مراعاة لعضوية هذه الدول في الأممالمتحدة وما يترتب على هذه العضوية من حقوق ، أو لباقي الدول الأعضاء ، ولزوم جمعيات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني حول العالم لصمت القبور حيال هذه التعديات السافرة إلا ما يخص اسرائيل ومواطنيها ، وسط غياب تام لصوت المجتمع الدولي وأممه المتحدة ومجلس أمنه . بلطجة أمريكية ، وتخاذل دولي ، وتهاون للدول المنتهك سيادتها ، حيث تؤكد الحكومة الليبية أنها تتابع أنباء عملية الإختطاف مطالبة واشنطن بتوضيحات ، ومن قبل في واقعة قتل بن لادن الخارجية الباكستانية عبرت ( فقط ) عن قلقها العميق إزاء عمل من جانب واحد غير مصرح به . وتصريح ( فج ) يزيد الوجه القبيح قبحا لوزير الخارجية الأمريكي ( جون كيري ) في رده على سؤال عما إذا كان قد تم إبلاغ السلطات الليبية مسبقا بعملية أسر ( ابو أنس الليبي ) فأجاب أن واشنطن إعتادت عدم الدخول في التفاصيل . هذه هو الوجه الحقيقي ( القبيح ) لأمريكا ، ولن تفلح كل جهودها مهما حاولت في ستره بأقنعة ملونة بالديمقراطية أو الحرية أو حقوق الإنسان . محمد الشافعي فرعون الرياض في 9/10/2013