بقلم محمد الشافعي فرعون - فلتصمت الأصوات ، وتطفأ الأنوار ، وتعلن الموسيقى عن فتح الستار ، عن مسرحية السبت الأسود . أحداثها في مصر ، وضحاياها من مصر ، مخرجها غير معروف له جنسية ، تم الاستعانة به لخبرته في تحريك المجاميع واشعال الحرائق وافتعال الازمات المشوقة وادارة المعارك الجماعية ببراعة . المشهد الأول : خطباء الجمعة من السلفيين يطالبون الرئيس بطرد المعارضة أسوة بيهود المدينة ، ومسيرات حاشدة للإخوان والتيارات الاسلامية تجوب شوارع المحافظات ، و (500 ) اتوبيس اخواني ينطلق من الدقهلية لنقل الالاف الى القاهرة التي تتوافد اليها الحشود من كل المحافظات ، لينتهي المشهد بخروج المسيرات الحاشدة من مساجد : عمرو بن العاص والاستقامة ومصطفي محمود وخالد بن الوليد في طريقها الى جامعة القاهرة للانضمام الى الحشود الموجودة هناك منذ الفجر في مليونية الشرعية والشريعة . المشهد الثاني : هتاف المعتصمين بالتحرير مازال يدوي مطالبا الرئيس بالرحيل بقيادة المايسترو محمد البرادعي ويتناوب معه (عندما يتعب ) حمدين صباحي وعمرو موسى ، مع استمرار تعليق أعمال المحاكم والنيابات في بر مصر ، واعلان الصحف الحزبية والمستقلة عن الاحتجاب صباح الثلاثاء ، لينتهي المشهد بخبر تسويد شاشات الفضائيات الخاصة نهار الاربعاء . المشهد الأخير : بإشارة من المخرج : ترتفع الحناجر بالأصوات في ميدان التحرير مطالبة الرئيس بالرحيل ، مع بدء الزحف الى قصر الاتحادية للتعبير عن الرفض. وامام جامعة القاهرة ترتفع الاصوات بالتأييد للرئيس ، مع بدء الزحف الى قصر الاتحادية للتعبير عن التأييد . يتواجه الفريقان ، وتختلط الأصوات لتتعالى الأصوات المؤيدة الى السماء فتقابلها الأصوات الرافضة لتهبط بها الى الارض ( وبإشارة من المخرج ) تدق الطبول ، ويرتفع صوتها ليصم آذان الجميع ، وتشتعل النار ، وتبدأ الحرب ، فيقع العشرات من الضحايا ما بين قتيل وجريح ، ويصرخ المخرج طالبا المزيد ، والمزيد ، فيقع المئات من الضحايا ، ويزداد صراخ المخرج ، ويظل يصرخ ويصرخ ، والضحايا تسقط ، وتسقط ، وتسقط ....... وفجأة يتوقف صراخ المخرج رافعا يده بالتوقف ، فتتوقف الطبول عن الدق ، والكاميرات عن الدوران ، وتضاء الأنوار في كل المكان ، لتكشف أنه لم يعد هناك أحد، فقد سقطوا جميعا ضحايا ترتفع آهاتهم وأناتهم الى عنان السماء ما بين قتيل وجريح ، لينتهي المشهد بتصفيق حاد من المخرج الذي خرج سليما ولم تصاب له كاميرا واحدة . محمد الشافعي فرعون الرياض في 1/12/2012