بقلم د.عصام شاور قيل أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أعطى الضوء الأخضر لشن هجوم إسرائيلي جوي على قطاع غزة، ولكنه وبعد سبعة ايام من الغزو الجوي الإسرائيلي وفشل العدو في تحقيق أهدافه ما زالت إشارته تتأرجح بين البرتقالي والأخضر حتى ينفذ اليهود تهديداتهم باجتياح بري لقطاع غزة، الرئيس الأمريكي تقزم دوره إلى شرطي مرور في المنطقة عندما فرضت المقاومة الفلسطينية في غزة توازن رعب حقيقي مع المحتل الإسرائيلي. " إسرائيل" حاولت تقليل الخسائر البشرية في صفوف المدنيين الفلسطينيين في بداية العدوان، وهذه كانت توقعاتنا وتحليلاتنا المستندة إلى منطق الأشياء، ولكن حين فقد قادة الكيان الغاصب صوابهم وتلفت أعصابهم ارتفع عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين وجلهم من الأطفال والنساء، فإسرائيل تحاول رد اعتبارها ومنع إطلاق صواريخ المقاومة بأي ثمن، ولكن دون جدوى حتى لو استهدفت بيوت الآمنين، لأن الاستسلام بالنسبة للمقاومة يعني استمرار استهداف وقتل المدنيين حتى لو انتهى العدوان، فالمقاومة تهدف إلى نهاية مشرفة وضامنة لعدم استباحة الدم الفلسطيني تبعا لأهواء وأمزجة قادة الكيان الغاصب. من العار على الإدارة الأمريكية والرئيس اوباما وكذلك بعض الرسميين الغربيين تكرار حديثهم الممجوج حول حق الإسرائيلي الإرهابي في الدفاع عن نفسه، وهل يكون الدفاع عن النفس بالاعتداء على الآخرين وقتل أطفالهم وحصارهم لسنوات فضلا عن احتلال أرضهم وطردهم منها؟، ما الذي يريدونه من قطاع غزة ؟ هل يريدونه مقبرة للفلسطينيين أم سجنا يتحكمون في نزلائه ويعدون عليهم كل لقمة ورشفة ونفس؟، هذا لن يكون حتى لو وقفت أمريكا والعالم كله خلف دولة الإرهاب " إسرائيل". الحكومة الإسرائيلية تهدد باجتياح قطاع غزة، وتزعم أنها تعطي الفرصة تلو الأخرى للجهود الدبلوماسية المبذولة للتهدئة ، واوباما من جانبه يحذر الاحتلال من تردي العلاقات مع الأردن ومصر إن هي أقدمت على جريمة الاجتياح البري،كل تلك الذرائع واهية، ولكن السبب الحقيقي للتردد الإسرائيلي هو خشية دولة الاحتلال من التورط في معركة برية لأن خسائرها ستفوق ما تكبدته في " رصاص مصبوب"،فالأسلحة التي تمتلكها المقاومة اليوم تشكل خطرا جسيما على دبابات العدو وتهدد طائراته ، فالتغطية الجوية لن تتوفر بفعالية كما في الحرب السابقة وهذا سيؤدي الى زيادة كبيرة في عدد القتلى والجرحى وكذلك في عدد الأسرى،ولهذا فإنه لن تكون هناك معركة برية إلا إذا تدهورت حالة نتنياهو النفسية والعصبية إلى حد الجنون.