فحياتى كانت لا تعرف سوى الابتسام منذ ان وطئت قدماى هذا القصر وأصبحت سيدة القصر !! زهرة الصبار هى الزهره الوحيده التى نمت وخرج منها أشواكها .. لأنها هى الزهره الوحيده التى تتحمل القيظ وقلة المياه... أما باقى الزهور فقد اختفت وأوراق الأشجار قد ذبلت حتى أغصانها جفت وكادت الحديقه تموت وتخلو من الحياه لولا زهرة الصبار !! وأعجب لصمود هذا المكان رغم الجفاء فما زال به بصيصا من حياه.. عثرت لأول مره على زهرتى المفضله فى هذا المكان زهرة الدوار دوار الشمس الصفراء بلونها الساطع كقرص الشمس الذهبى وقفت لها انحناء لألمسها وراودنى الشوق لأقطفها ولكنى تراجعت ونثرت عليها قليلا من الماء من زجاجتى ومشيت والتفت لها مودعه محبه مشتاقه كى أشبع عينى منه من هذا البريق الأخاذ ________ أين هى الآن ؟ وخطف بصرى _ هو _ واقفا فى شرفة القصر ينحنى برأسه مبتسما كأنه ملك يمر بموكب استقبال ولم أشعر الا واننى ابتسم وأختلس النظرات لزهرة الدوار ولكن اغتيلت نظرتى بل أغتيل قلبى وأصبح أسيرا للأبد!!! __ كم كنت سعيده داخل هذا القصر لم أكن أدرى ليلى ونهارى فكل أوقاتى هناء لاأشعر بالوقت ولا بأى احتياج من مقومات الحياه خارج هذه الجدران _ عدت يوما آخر لأطل على زهرتى الصفراءوأنا فى واقع الأمر أبحث عن شىء آخر عن قلبى الذى علق على أسوار الحديقه ولم أجد الزهره فهى بطبيعة الزهور تسقط فى قمة ازدهارها ولكن وجدت طفله فى عمر الزهور تمرح فى الحديقه فداعبتها فمحبتى للأطفال تفوق كل خيال وهممت أسير فاذا بى أسيره داخل أسوار العشق وأسوار الحديقه وأجده أمامى قامة شامخه تنحنى أمامى تحيه وتقدير أخجل وأطرق رأسى واذا بى أسمع حديثا حلو المذاق وحكايات عن كيف كان يبحث عنى فى كل مكان ولكنه لم يصل الىّ لأننى كنت اسكن خارج المدينه... ومنذ ذاك الوقت وأناأسيره أسوار الحديقه...!!! __ افيق _ الآن _ على صوت ينادينى ياست هانم.. ازيك ياعم حسان.. زى ما انت شايفه يا هانم لا أحد يجىء ولا أحد يسأل .. وفين الهانم الصغيره وردة الجنينه ___ كما كنت أُناديها سافرت مع عمتها منهم لله اللى كانوا السبب فى فراقكم ما تدعيش على حد ياعم حسان..._ لم يبقى من ذكرياتى غير هذا الرجل ولكن يبقى فى الذاكره الكثير فعندما كنت أجلس فى شرفتى كان يقطف لى الزهور ويضعها لى فى الزهريه ويقول لى تمتعى ياهانم أبتسم __فحياتى لا تعرف سوى الابتسام منذ ان وطأت قدماى هذا القصر وأصبحت سيدة القصر لصاحب المقام العالى _ البيه_ كما كان يناديه عم حسان فكان يعمل فى سلك القضاء العالى عشت تحت قدميه أسعد ما تكون امرأه فى العالم وكانت ضحكات الطفله الصغيره تملأ علينا القصر بهجه وسعاده فكانت ابنته لزواج لم يدم طويلا وكم أحببتها حبا يفوق أى حب فهى قطعة منه حبيبى الغالى...!! كم حجب عنى الكثير من رفض العائله لوجودى وكم عانى من عبء اقناعهم وكنت أشعر بعدم مباركتهم لزواجى منه الا اننى لم أكن أعبأابدا بشىء كهذا فكانت انحناءته لى وابتسامته لى تنير لى حياتى وأنسى بها كل شىء... ولكن وكما علمنى أبى ان دوام الحال من المحال فسافر زوجى وحبيبى ووالد الفتاه الرائعه الجمال والصفات فى رحلة عمل قصيره وزياره لبعض افراد العائله فى الخارج .. ويعود شاردا حزينا تبدو عليه أعراض الارهاق أجلس تحت قدميه أقبل يديه وتتحجر دموعى فى مقلتى فأجده فى عالم آخر عالم لا يعرف الحقد ولا الضغينه وينتقل الى الرفيق الأعلى وأنا لا أدرى أأبكى ام أنتحب فقليل عليه البكاء ولا أقدر على الصراخ وتخور قواى وبعد مراسم العزاء يمتلىء القصر بسيدات ورجال يوزعون ويقسمون وبهدوء شديد أحمل حقيبتى وأخرج من القصر حيث لا مكان لى فكم تمنيت ان أحمل فى أحشائى ثمرة تنبت فى الحديقه ...!!! ولكن علمنى أبى ان ليس كل مايتمناه المرء ينوله ولم يبقى سوى زهرة الصبار