بقلم د.عصام شاور أثار التزام الرئيس المصري محمد مرسي باتفاقات مصر الدولية وبالدولة المدنية الديمقراطية _في خطابه الأول في أعقاب إعلان فوزه _ حفيظة حزب التحرير، والإثارة ذاتها فعلتها كلمتا " الطاعة" و"الولاية" في نفوس العلمانيين، حيث حمل حزب التحرير ما قاله الرئيس أكثر مما يحتمل واعتبر إشارته للالتزام بالاتفاقات على أنها إقرار منه لليهود باغتصاب فلسطين، وأن الدولة المدنية الديمقراطية تعني احتكام البشر للبشر لا لربهم فيحلون ويحرمون، أما العلمانيون _ ولن نركز على تفاهاتهم في هذا المقال_ فقد رأوا أن " الطاعة " و" الولاية" تعبيرات لم يعتدها الشعب المصري وإنها تثير القلق بشأن الدولة الدينية. واضح بأنه لا فرق بين التيار العلماني وحزب التحرير في أسلوبهم لإدارة الصراع مع جماعة الإخوان المسلمين وفي الجهل أو الإصرار على التفسير الخاطئ للكلام، فقد هدف الطرفان لتسديد طعنات مبكرة للجماعة والتمهيد لإثارة الشعب المصري ضد الإخوان وفي ذلك خدمة مجانية لجهات عديدة أولها دولة الاحتلال (إسرائيل)، ونستغرب إلى متى سيظل حزب التحرير_سواء بقصد أو بدونه_ يخدم أهداف الاحتلال الإسرائيلي. حزب التحرير عبر بيانه الرسمي وجه إلى الرئيس المصري ما سماه بالنصيحة الخالصة لوجه الله تعالى قال له فيها:(( أن تتقي اللهَ فتعودَ عن المناداة بدولةٍ مدنيةٍ ديمقراطيةٍ علمانيةِ الفكرِ والمنهجِ والهوى))، فهل نادى الرئيس المصري بدولة علمانية الفكر والمنهج والهوى؟ ولماذا هذا الكذب والافتراء ممن يدعون الإسلام والنصح لوجه الله عز وجل؟ بل ذلك تدليس وافتراء ما أرادوا به إلا مصالح حزبهم وإن تعارضت مع مصالح الأمة الإسلامية، ألم يسمعوا الرئيس وهو يخاطب شعبه قائلا: (( أعينوني ما أقمت العدل والحق فيكم وما أطعت الله فيكم فإن لم أفعل وعصيت الله ولم ألتزم بما وعدت فلا طاعة لي عليكم))، فهل طاعة الله عز وجل تكون في إقامة دولة علمانية والارتضاء بحكم البشر بديلا عن حكم الله عز وجل؟، ألم يسمع حزب التحرير الرئيس حين نادى الجميع بالاعتصام بحبل الله؟. أما بخصوص تفسير الحزب لما جاء حول الاتفاقات والمعاهدات الدولية ورميه التهم جزافا فذلك ديدن حزب التحرير،فقد سبق وافترى على حماس قبل أن يطعن إخوان مصر، واتهمها بالاعتراف بدولة الاحتلال، فالحزب يفتري ويكذب ومواقف الإخوان وحماس تكذبه والشعب المصري لن يصدق حزب التحرير_إن وصله كلامه_ كما لم يصدقه شعب فلسطين سوى بعض المخدوعين بالحزب، فليتق حزب التحرير ربه ويكف عن التهريج والتخريف.