بقلم محمد الشافعي فرعون - المناضل الأفريقي نيلسون مانديلا أمضى من زهرة شبابه (28 ) عاما قضاها مسجونا خلف قضبان السجن بجنوب أفريقيا لكفاحه ضد التمييز العنصري ، ودفاعه المستميت عن حقوق الأغلبية السوداء بها . ورفض مانديلا في سجنه الطويل كل العروض التي عرضت عليه لإطلاق سراحه مقابل أن يتوقف أنصاره عن المقاومة المسلحة ، وفضل مرارة الحبس وقيد الحرية على خيانة مبادئه . خرج مانديلا من سجنه في 1990 محمولا على أعناق جموع الشعب لينال جائزة نوبل للسلام في 1993 ، وليكون أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا في 1994 بعد أن أثمر كفاحه ، وإنتصر لمبادئه ، وانتهى التمييز العنصري من جنوب افريقيا الى الأبد . ودخل الدكتور محمد مرسي السجن عدة مرات ، كان آخرها صباح جمعة الغضب (28) يناير 2011 ، حيث تم اعتقاله مع مجموعة من قيادات جماعة الاخوان المسلمين بسجن وادي النطرون . وعندما قام الأهالي بمهاجمة السجن وتحرير من فيه صباح يوم (30) يناير 2011، رفض محمد مرسي ترك زنزانته ، وطلب من الجهات القضائية الانتقال الى السجن للتحقق من موقفه القانون ، وأسباب إعتقاله قبل أن يغادر السجن لعدم حضور أحد . خرج الدكتور مرسي ليثور مع الثوار من أجل العدالة والحرية والكرامة ، ومصر الجديدة التي ينشدها كل مصري . وجاء عصر يوم الخميس (21) يونية 2012 لتعلن فيه اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية النتيجة ليكون الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني لمصر . خرج مانديلا من السجن ليكون أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا ، وخرج محمد مرسي من السجن ليكون أول رئيس مدني لمصر . ومن تصاريف القدر عندما كان محمد مرسي سجينا كان حسني مبارك رئيسا لمصر ، وأصبح مرسي رئيسا لمصر وحسني مبارك سجينا ، فتلك عظة من عظات القدر وتصاريفه التي لا نملك أمامها ألا أن نقول سبحان الله يعز من يشاء بالرئاسة بعد سجنه ، ويذل من يشاء بالسجن بعد سلطانه .