دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، رئيس الوزراء، حيدر العبادي، اليوم الجمعة، للضرب "بيد من حديد" على كل المتورطين في الفساد، لينضم إلى المحتجين ضد مسئولين يلقي عليهم الكثير من العراقيين مسؤولية انقطاع الكهرباء. وخرج العراقيون -الذين نفد صبرهم من انقطاع الكهرباء في ظل درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، ومن الفساد المستمر على مدى أعوام- في مظاهرات ببغداد ومدن أخرى في الجنوب خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأمر العبادي، الشهر الماضي، بتقليص أجور كبار المسؤولين وحصص الكهرباء المدعمة المخصصة لمنازلهم. لكن مثل هذا الغضب الشعبي قد يُعقِّد مساعي الحكومة في حشد التأييد لمعركتها من أجل طرد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية من الأراضي التي يسيطرون عليها في شمال وغرب البلاد. وقال أحمد الصافي مساعد السيستاني في خطبة الجمعة "المطلوب ان يكون أكثر جرأة و شجاعة في خطواته الاصلاحية ولا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي أعلن عنها مؤخرا." وأضاف "وسيدعمه (الشعب) و يسانده في تحقيق ذلك." وعادة ما يلقى مساعد للسيستاني خطب الجمعة نيابة عن رجل الدين المعتزل الذي ينظر له باعتباره صوتا عاقلا في البلد المنقسم بشدة. ودعا السيستاني -وهو رجل دين في الثمانينات من العمر يندر أن يتحدى أحد سلطته علنا- العبادي وهو شيعي معتدل أن يسعى للإصلاح بغض النظر عن الانتماء السياسي أو الطائفي. وعلى مدى أعوام جرى تقسيم المناصب الحكومية على أساس نظام تقاسم السلطة بين الطوائف لكن هذا النظام قوبل بانتقادات لأنه يطرح مرشحين غير أكفاء ويؤدي لسوء الإدارة والفساد